ذات ليلة

في ليلة من حزيران
كنا على آلة العذاب
ننتظر تلك اللحظة
وحينها كل ما هو واضح اندمج
بكل الخبايا
وبعدها حل الهدوء والسلام
الظلام خيم بستار من حرير
وكان،
فانوسي البسيط والصغير
ما زال متقدا
فاستعاره رجل الظلام
وهو أحيانا أعمى
بسبب الضوء الساطع المنبعث
من حجرة الكلب
واستعار أيضا
النور الذي يهيم حول وجوهنا
واستعار رجل الظلام
كل شيء يبدو
أنه مطيع ومستسلم
كان الكون منبسطا
في هذه الليلة من حزيران
الوقت استمر والطبيعة
تبحث في جيوبي
عما خبأته فيها
ها أنا نائمة داخل الأبدية
وشعري أسود
ومن مسافة بعيدة
ما زلت أغوي نرسيس
من حفرته في الماء
أو أغوي أي عابر سبيل
لا أستهزئ به وتابعت كي أقتل
وأنا لا أستهزئ برجل الظلام
ولا بالغربان القريبة منه
ولا الرغبة التي تجرني
بين الحصا ـ ولا الجوع
المرافق
وأنا لا أستهزئ بالطبق
المليء ولا الطبق الفارغ
ولا حتى بحمالات السروال المتراقصة
في الريح
وأنا لا أستهزئ بتحلل الزمن
ولا حتى زماني
استمع لطير السبد
كيف تفشي اختفاءها
وتدعوني لأكون مثلها
رجل الظلام يود أن يعلمني
أن لا أندم على شيء
ولو أنه من أصعب الأمور
ووعدته طالما
أنه يتكلم معي
سأسمح لنفسي أن أتجمد بشكل صقيع
وأنتشر من خلال كل ما هو
صامت ومختبئ.

أحيانا

أحيانا يتركني
وحدي مع القطيع
ثم أخبر الجميع
عن أرخص خدعي
أنا لا أفشي أسرار الألعاب الأساسية
ولكن البسيطة فقط
في الليل
عند بركة الوحل
أعلم بالضبط ما هو
وزن المسكوت عنه..
تقريبا لا شيء

٭ شاعرة وروائية من السويد
ترجمة صالح الرزوق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية