لندن ـ “القدس العربي”:
كشف موقع “ذا إنترسيبت” أن جماعة ضغط يهودية قيامية/مسيانية تعمل وبهدوء على دفع المشرعين الامريكيين في الكابيتال هيل والرموز المهمة في البيت الأبيض لدعم خطة ممولة امريكيا للتطهير العرقي في الضفة الغربية. وبحسب كاتب التقرير لي فانغ فالخطة هي محاولة لإعادة التشكيل العرقي والسكاني في الضفة الغربية ودفع الفلسطينيين للهجرة إلى الخارج.
وتدعى المنظمة اليهودي تحالف الدفاع من اجل إسرائيل. ولو نجحت الخطة وصدر تشريع في كانون الثاني (يناير) فسيتم تحويل كل الدعم الأمريكي المخصص في الأمم المتحدة للجهود الإنسانية من أجل الفلسطينيين إلى برنامج تديره الحكومة الإسرائيلية. وبحسب مسودة للمقترح فسيتم تخصيص الأموال لمساعدة إعادة توطين الفلسطينيين في دول مثل تركيا والسويد والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. ويدعم تحالف الدفاع من أجل إسرائيل وهي مجموعة ضغط أنشأها التحالف اليهودي المسياني الأمريكي. وهو تحالف غير ربحي يمثل اليهود الأمريكيين الذين تحولوا إلى المسيحية ولكنهم لا يزالون يمارسون بعض الشعائر الدينية اليهودية. وتتشارك المجموعة اليهودية هذه بتعاليم الجماعات الإنجيلية المسيحية. ولم يكن موقع “ذا إنترسيبت” قادرا على تأكيد رواية تحالف الدفاع من أجل إسرائيل ولقائه في الكونغرس والبيت الأبيض فيما امتنع المشرعون الذين قال التحالف إنهم مستعدون لدعم التشريع عن التعليق. لكن بول ليبرمان، مدير التحالف تحدث عن الخطة في مقابلة مع الموقع.
لو نجحت الخطة وصدر تشريع في يناير فسيتم تحويل كل الدعم الأمريكي للجهود الإنسانية من أجل الفلسطينيين إلى برنامج تديره الحكومة الإسرائيلية. وبحسب مسودة للمقترح فسيتم تخصيص الأموال لمساعدة إعادة توطين الفلسطينيين في دول مثل تركيا والسويد والإمارات والولايات المتحدة
وجاء في المقابلة قوله: “تدعم منظمتنا، وهذا هدف التشريع هو تقديم دعم لأي مواطن فلسطيني يريد المغادرة لدول أخرى- سنقدم الدعم المالي لك وتغادر”، وأضاف أن “الحق الوحيد للفلسطينيين هو حق المقيم على أرض غيره”. وقال “لو كان هناك فلسطيني يرغب بالمغادرة فسنقدم له الدعم ويغادر. ونأمل بتغيير الديمغرافيا في الضفة الغربية على مدى 10 أعوام والضم النهائي”. وقال ليبرمان إن ما يدفعه للقيام بهذا هو الإنجيل وبناء دوله يهودية واحدة او ما يطلق عليها أحيانا “إسرائيل الكبرى”. وتعتقد منظمته أن على كل الفلسطينيين مغادرة البلاد ومن يصر على البقاء “فسيعيش تحت قانون الغرباء”، وهذا يعني حسب ليبرمان أنه “لا يستطيع التصويت ولا المشاركة في سيادة الأرض”. وقال كاتب التقرير إن جماعة تحالف الدفاع من أجل إسرائيل تجنب الأضواء وحاول في الوقت نفسه الحصول على دعم المسؤولين الكبار بمن فيهم الجمهوريين المحافظين والإنجيليين والمسؤولين الإسرائيليين. وتحدث ليبرمان مع موقع “ذا انترسيبت” عندما كان يطرح فكرته على مجلس السياسة الوطنية الذي يضم مسؤولين محافظين كبار. وحضرت الإجتماع الذي لم يعلن عنه سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي.
قدم الكاتب اليميني المسيحي ستيفن سترانغ في كتابه “ما بعد زلزال ترامب: أثر زالزال الرئيس على الثقافة والدين في أمريكا” الذي وثق لعلاقة ترامب مع الإنجيليين الأمريكيين صورة عن خطة التحالف للبيت الأبيض
وقدم الكاتب اليميني المسيحي ستيفن سترانغ في كتابه “ما بعد زلزال ترامب: أثر زالزال الرئيس على الثقافة والدين في أمريكا” الذي وثق لعلاقة ترامب مع الإنجيليين الأمريكيين صورة عن خطة التحالف للبيت الأبيض. وقال سترانغ إن ليبرمان دعي ثلاث مرات إلى البيت الأبيض لكي يقدم الخطة الجريئة والقوية. وبحسب روايته فقد تم تعويم الخطة في أكثر من مكتب في الكونغرس. وتقترح الخطة نقل الأموال التي توزع عادة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والسلطة الوطنية والمنظمات غير الربحية والعائلات الفلسطينيية في الضفة الغربية إلى صندوق يهدف لإعادة توطين الفلسطينيين في دوب أخرى.
وفي عام 2017 قدمت الولايات المتحدة 364 مليون دولار للأنروا إلا أن الدعم انتهى في آب (أغسطس) هذا العام عندما قرر ترامب وقف الدعم. وشجبت منظمات حقوق الإنسان التي سمعت لأول مرة عن التحالف الخطة. وقال مايك ميرمان لوتزي، مدير برنامج الشرق الأوسط لـ “امريكان فريندز سيرفس كوميتي” “أي تحويل للدعم الأمريكي المخصص للأمم المتحدة والأغراض الإنسانية إلى نظام القسيمة بهدف تشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم يمثل دعما أمريكيا للتطهير العرقي”. وقالت ديبرا شوشان، مديرة السياسة في مجموعة السلام الآن الأمريكية أن أي خطة كهذه كانت في الظروف العادية غريبة ولا تثير الإهتمام لتطرفها لكنها في ظل ترامب أصبحت المطالب التي لا تعتبر عقلانية سياسة عن إسرائيل وفلسطين. بشكل يثير قلق شوشان التي تعتقد أن فكرة تحالف الدفاع من أجل إسرائيل ليست مجموعة هامشية. وقالت إن فكرة تحويل الدعم من الأونروا إلى مشاريع تهجير الفلسطينيين حتى يقوم المتطرفون بضم الضفة الغربية “شائنة أخلاقيا ومصيرها الفشل”.
في 2017 قدمت الولايات المتحدة 364 مليون دولار لـ”الأنروا” إلا أن الدعم انتهى في آب (أغسطس) هذا العام عندما قرر ترامب وقف الدعم
ويبدو التحالف جماعة غير معروفة إلا أن ليبرمان تفاخر بلقاء مسؤولي إدارة ترامب الكبار ومنهم توم روس، المستشار المقرب من مايك بينس، نائب الرئيس وجيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط و فيكتوريا كوتس، المسؤولة في مجلس الأمن القومي.
وزعم ليبرمان أن تحالف قام من خلف الأضواء بدفع البيت الابيض لتغيير سياسة الدعم للفلسطينيين. وقال إن مجموعته لعبت دورا في تمرير قانون تايلور فورس الذي اشترط الدعم للفلسطيينين بوقف دعم عائلات الفلسطينيين التي قام إفرادها بعمليات إرهابية. وقام بضغط لوقف الدعم الأمريكي للأونرا. وتظهر السجلات ان التحالف اعتمد على خدمات شركات العلاقات العامة “فيدلس غفرمنت ريليشنز” والتي توظف بيل سميث أحد مساعدي بينس السابقين. وقال ليبرمان إن التحالف تعاون مع النائب الجمهوري السابق عن أريزونا ترينت فرانكس، مسيحي ملتزم ومؤسس وعضو لمجموعة حلفاء إسرائيل في الكونغرس. ودعم فكرة نظام القسيمة إلا أنه استقال العام الماضي بسبب فضيحة تتعلق بواحدة من موظفاته. وزار ليبرمان الكونغرس بحثا عن داعم للمشروع. وعبر بيل جونسون الجمهوري عن أوهايو عن استعداد لدعم المشروع وهناك تيد بادـ، الجمهوري عن نورث كارولينا وكذا جون مولينار، الجمهوري عن ميتشغان ولي زيلدن عن نيويورك وجون كيرتس، الجمهوري عن أوتا وغيرهم. وجاء في التقرير أن إدارة ترامب أقامت علاقات وثيقة مع الجماعات المسيانية اليهودية، فقد تحول جي سيكولو، المحامي الخاص لترامب من اليهودية الإصلاحية إلى المسيحية وبنى سمعة كمدافع عن اليهود. وفي تشرين الأول (أكتوبر) ألقى لورين جاكوبس خطابا في ميتشغان حضره بنس. وصلى لضحايا مذبحة بيتسبيرغ. وعادة ما ينظر اليهود للمسيانية اليهودية نظرة شك. وتتعامل معهم الحكومة الإسرائيلية كمسيحيين يريدون الهجرة إلى إسرائيل. ولم يمنع هذا التحالف من لقاء مسؤولين إسرائيليين وبرلمانيين مثل تساحي هانيغبي، من الليكود. ووجه هذا ليبرمان للقاء نفتالي بينت من البيت اليهودي. وشجع بينت ليبرمان للقاء موتي يوغيف، المسؤول عن اللجنة الفرعية في الكنيست ليهودا والسامرة. وكان موتي قد أثار جدلا عندما دعا النواب العرب إلى مغادرة إسرائيل قائلا إن رام الله ستصبح جزءا منها. “إذهبوا إلى باريس وإلى بريطانيا وإلى أصدقائكم المعادين للسامية ومكانكم في قاعة المغادرين”.