لندن- “القدس العربي”: مرّت 100 يوم على مقتل الصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة، ولم تتحرك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى الآن، لإجراء تحقيق مستقل في ظروف مقتلها.
وتقول أليس سيبري في موقع “ذي إنترسبت” إن إدارة بايدن لم تقم بخطوات ملموسة لتحقيق المحاسبة في مقتل أبو عاقلة، ولم تتحرك باتجاه الإعلان عن تحقيق مستقل، رغم مطالبة أعداد من أعضاء الكونغرس.
لكن المسؤولين الأمريكيين لم يتخذوا إجراءات ملموسة للتحقيق في قتل إسرائيل لمواطنة أمريكية، ولا يتضح أن لدى إدارة بايدن خطط بهذا المعنى. والتقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الشهر الماضي مع أفراد من عائلة أبو عاقلة بالعاصمة واشنطن، وذلك في أعقاب تجاهل دعوتهم للقاء بايدن أثناء زيارته للشرق الأوسط في تموز/ يوليو.
ولم يقدم بلينكن أية التزامات لهم باستثناء التأكيد على الشفافية والتواصل المباشر الذي وعد به عندما قالت العائلة إنها تعرف عن بيانات الحكومة الأمريكية من الأخبار وليس من المسؤولين الأمريكيين مباشرة. وقالت لينا أبو عاقلة، ابنة أخ شيرين: “لم تكن هناك وعود ولا التزامات، وعبّرنا عن قلقنا وخيبة أملنا من الطريقة التي تعاملت فيها الولايات المتحدة مع مقتل شيرين. كما عبّرنا عن السخافة التي تدفع عائلة مواطنة أمريكية للطلب من الولايات المتحدة عمل الحد الأدنى”.
وقالت أبو عاقلة في مقابلة مع الموقع، إن بلينكن بدا صادقا في تعزيته العائلة: “لكن لم يكن هناك أي شيء جوهري”. وأخبر بلينكن العائلة بأن القضية الرئيسية وهي التحقيق المستقل، هي خارج صلاحيات وزارة الخارجية ولا يمكنها تحويل القضية إلى وزارة العدل لكي تفتح تحقيقا. وقالت لينا: “في معظم الوقت، كانت هناك مراوغة وغياب في الأجوبة”. ولم تسمع العائلة من بلينكن منذ الزيارة إلى مقر الخارجية الأمريكية، رغم وعده بالتواصل معها وإخبارها بأي معلومات.
وعلمت العائلة من التقارير الإعلامية أنه طلب من إسرائيل التعجيل في إنهاء تحقيقها و”لكن ليس هذا ما طلبنا منه؛ لأننا نعرف النتيجة ولا نتوقع أي شيء من الإسرائيليين. وما نتوقعه هو أن تقوم الولايات المتحدة واجبها”. ورفضت وزارتا الخارجية والعدل الأمريكيتان التعليق بناء على طلب من الموقع.
وعندما زارت عائلة أبو عاقلة واشنطن، التقت مع أعضاء في الكونغرس، عبّر عدد منهم علنا عن دعمهم للعائلة وسعيها لتحقيق العدالة. وتبعت اللقاءات سلسلة من البيانات ومشاريع قرارات في الكونغرس بعد أسابيع وأشهر من مقتل أبو عاقلة. وتشمل هذه الجهود رسالة دعمها أندريه كارسون، النائب عن إنديانا، ولو كوريا، عن كاليفورنيا، وبيل باسكريل عن نيوجرسي، ووقّع عليها 57 عضوا في الكونغرس تطالب الخارجية و”أف بي أي” ووزارة العدل بالتحقيق في مقتل شيرين.
وفي رسالة مشابهة دعمها السناتور الديمقراطي عن ميرلاند كريس فون هولين، و23 آخرين من مجلس الشيوخ، طلبوا أجوبة بشأن رد الحكومة الأمريكية على الجريمة. وأرسل كل من السناتور كوري بوكر وبوب ميننديز عن ولاية نيوجرسي، حيث كانت تقيم أبو عاقلة، رسالة طالبا فيها بـ”الإيجاز السري بشأن التحقيق، بما في ذلك الدور الأمريكي”.
وفي الوقت نفسه، اقترح كارسون تعديلا على ميزانية الدفاع، بدعم من أعضاء الكونغرس التقدميين، ودعوا للتحقيق في مقتل أبو عاقلة، وإن استخدمت أي أسلحة أمريكية في الجريمة. وبعد فشل هذا المقترح، أعلن كارسون عن تشريع يدعمه بنفسه يدعو إلى نفس النتيجة. ومع أن هذه المقترحات لإجبار الحكومة الأمريكية على التعامل مع مقتل أبو عاقلة، إلا أنها محدودة في منظورها ولا تعالج الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل، والتي يمكن للولايات المتحدة التصدي لها بناء على القوانين الأمريكية القائمة، بما في ذلك قوانين الدعم الأجنبي وتصدير الأسلحة. وأبو عاقلة، ليست العائلة الأمريكية الوحيدة التي تتعامل مع التقاعس الأمريكي في أعقاب عملية قتل إسرائيلية.
وفي الشهر الماضي، نشر الموقع تقريرا مطولا عن الكفاح الطويل المستمر منذ سنوات لعائلة الناشطة راشيل كوري التي قُتلت في غزة عام 2003، ومحاولتها العبثية الضغط على الحكومة الأمريكية لتحقيق العدالة. وقررت عائلة كوري كسر الصمت بشأن حواراتها الخاصة مع المسؤولين الأمريكيين، لخوفها من تعرض عائلة أبو عاقلة لنفس المعاناة.
وقالت سارة كوري: “يجب ألّا يطرحوا نفس الأسئلة التي طرحناها بالضبط في 2003″، و”سؤالي لإدارة بايدن: ما الذي تفعلونه لعائلة أبو عاقلة ولم تفعلوه لنا لكي تحصل على المحاسبة؟”. وبعد اللقاءات في واشنطن الشهر الماضي، شعرت أبو عاقلة أن لديها حلفاء أقوياء في الكونغرس، لكن لم يحصا أي تقدم منذ ذلك الوقت.
وأدت تصريحات الدعم القوية إلى خلق زخم حول القضية التي تحفظ الكثيرون ولوقت طويل على دعمها، لكنها تظل تصريحات في الوقت الحالي. وقال براد باركر، مستشار تشريعي في المركز للحقوق الدستورية الذي عمل مع العائلة لتنسيق اللقاءات مع المشرّعين: “أخبرنا العائلة: كل شيء سيتوقف، والمهمة تقع على عاتقنا لبناء القضية من جديد”. وقال: “هذه اللقاءات الضيقة التي جرت على مدى السنوات، منذ مقتل راشيل، خلقت الزخم الذي يبدو وكأنه خطوة مهمة للأمام على جبهة السياسة، لكنها لم تترجم إلى تحرك ملموس. وربما كان هذا هو الامتحان”.
وفي الوقت الحالي، ستواصل عائلة أبو عاقلة الضغط على الولايات المتحدة لكي تتحرك فيما وصفته لينا أبو عاقلة بأنه مزيج من الأمل والشك، قائلة: “لو لم تجر الولايات المتحدة التحقيق، فماذا يظهر؟ إنها تعطي الضوء الأخضر لبقية الحكومات لاستهداف المواطنين الأمريكيين والصحافيين الأمريكيين دون خوف من المحاسبة”، مضيفة: “نعلق أملنا في الوقت الحالي على أعضاء الكونغرس الذين لديهم القوة لإحداث التغيير، وبهذا المعنى لدينا أمل.. كان بإمكان الولايات المتحدة عمل شيء منذ اليوم الأول، ولكن اختاروا عدم التحرك”.
العائلة تنتظر تحركا من العرب و ليس من بايدن .امريكا و جميع رؤوسائها مع الكيان الصهيوني منذ اختلاله لفلسطين