غضب كسرى ملك الفرس على النعمان بن المنذر ملك الحيرة في العراق، لأن الأخير رفض تزويج بناته إلى أبناء كسرى، فاستقدمه بحيلة، فسجنه ثم قتله. ولان ملك الحيرة كان قد لجأ إلى هاني بن مسعود الشيباني زعيم بني شيبان، قبل لقائه كسرى، فاستودعه أهله وماله وسلاحه، فقد طلب كسرى من هاني تسليمه ودائع النعمان، لكنه رفض، خوفا من أن تقول العرب بأنه خان الأمانة.
غضب ملك الفرس وجهز جيشا ضخما يريد استئصاله، فما كان من بني شيبان إلا أن اتحدوا مع قبائل بكر بن وائل، وقرروا مقاتلة الفرس لأسباب تتعلق بالكرامة، فحصلت معركة حاسمة في ذي قار هُزم فيها جيش كسرى، وأرّخت أول انتصار للعرب على الفرس.
اليوم يتكرر التحدي مرة أخرى، وفي البقعة الجغرافية نفسها من جنوب العراق في محافظة ذي قار، ففي الانتفاضة الشعبية الشبابية، التي انبثقت في الاول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. برزت صفحات مشرقة سطرتها جحافل الفقراء والعاطلين والمحرومين والمهمشين. كانت في كل واحدة منها ملايين المعاني والدروس والعبر، التي لا يمكن إلا أن يتوقف التاريخ عندها كي يسجلها بأحرف من ذهب. وفي غمرة هذه الاندفاعة الحضارية الواعية، لم يترك هؤلاء الشباب فرصة لأصحاب المعسكرات الطائفية بتحقيق حلمهم البغيض من تقسبم العراقيين إلى معسكرين، معسكر الحسين ومعسكر يزيد. فجعلوا من العراقيين معسكرا واحدا، في وجه معسكر التابعين للحرس الثوري الإيراني، وأجهزة الاستخبارات الإيرانية، والسلطات الدينية الطائفية في قم وطهران، وبذلك تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض. فعلى مدى عقد ونصف العقد من السنين، كانت مراكز التبشير، وورش التفكير الطائفي في إيران وفروعها في العراق، تُبشر بأن هذا البلد وجنوبه على وجه الخصوص هو الحديقة الخلفية لايران، وأن أهل الجنوب ولاؤهم للطائفة قبل الوطن، في محاولة دنيئة لعكس الوعي. وقد بلغ استغلال هذه الراية حدا وصل إلى تصدير شباب هذه المحافظات، مقاتلين طائفيين إلى دول أخرى، فيما كانت عوائلهم لا تجد ما تقتات به في ظروف حياتية لا تطاق، في حين يتمتع فيه المُبشرين الطائفيين بثروات العراق، ويتنعمون برفاهية الحياة، لكن أهلنا في الجنوب أبوا إلا أن يثبتوا لكل الأصوات الطائفية، من كل الاتجاهات، بأنهم يستندون إلى أرث حضاري كبير، وقيم عربية وإسلامية، وأن صفحاتهم في التاريخ الحديث مازالت منيرة بمواقف مشرفة، حين تصدوا ببسالة منقطعة النظير إلى الغزاة الإنكليز، والإيرانيين في حرب الثماني سنوات، وإلى الغزو والاحتلال الامريكي المستمر حتى اليوم. وكان لابد من إضافة سفر جديد يسجل لهم من خلال المشاركة الفعالة في انتفاضة تشرين.
لن يتسامح المتظاهرون مع الرصاص الحي الذي وجهته السلطات نحو صدورهم ولن يسمحوا بربط مصيرهم بمصير إيران لاعتبارات طائفية
لقد خرجت محافظة ذي قار عن بكرة أبيها ضد الظلم والتهميش، متحدية السلطتين المحلية والمركزية، والميليشيات المسلحة التابعة لإيران، الذين ظنوا أن أهلنا فيها قد باتوا الدرع الأول للدفاع عنهم، وأن مصائرهم باتت مرتبطة تماما بمصيرهم. فلم تعد ساحة الحبوبي في مركز المحافظة، هي المنصة الوحيدة التي يحتشد فيها الزخم الجماهيري، بل شهدت أزقة وساحات أقضية الغراف والشطرة وسوق الشيوخ والرفاعي، تظاهرات واعتصامات ومواجهات بين الأهالي والقوات الحكومية. كما أغلق شباب الانتفاضة خمسة جسور وسط المحافظة، لإحكام العصيان المدني. وتشكلت لجان محلية أغلقت الدوائر والمؤسسات الحكومية، فيما حاصر شبان آخرون منازل النواب، الذين يمثلون المحافظة في البرلمان العراقي، والذين لم يقدموا أي خدمة لابناء شعبهم الذي انتخبهم، بل استغلوا ثقة المواطن واستثمروا صوته للإثراء على حسابه. كما قام الأهالي بإحراق مقرات الأحزاب الاسلامية والميليشيات المتنفذة في المدينة. ولأن الثورة باتت حقيقة حية في كل شوارع المحافظة وأحيائها، وبعد أن عجزت الميليشيات المسلحة والأجهزة الأمنية عن التصدي للمتظاهرين، الذين برز تنظيمهم العالي لأنفسهم بشكل واضح من خلال المنشورات التي وزعت في المدينة، ولأن السلطات المحلية هربت أو توارت عن الأنظار أمام ضغط الشارع، فقد قامت السلطات المركزية بإرسال قوات التدخل السريع إلى المحافظة، وأعلنت حضر التجوال، وقطعت المدينة عن العالم الخارجي تماما، كي تُرتكب جريمة بشعة بحق الأهالي، استخدت فيها كل وسائل القمع والترهيب وحتى الرصاص الحي، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين والمئات من الجرحى، فيما تجوب هذه القوات الأزقة بحثا عن بقية المنتفضين.
لقد فشلت السلطات المحلية والحاضنون الدوليون والإقليميون عن إدراك عمق الأزمة التي يعيشها المواطن العراقي، ورغم الحراكات المتعددة التي حصلت في السنين الماضية، استمرت السلطات المحلية في رفض المطالب عبر المناورة تارة والمماطلة وتدوير الوجوه تارة أخرى، ثم أرتفع منسوب القمع، فوقعت السلطات الحكومية في خطأ قاتل، حينما استخدمت القوة ضد المتظاهرين السلميين في عموم محافظات العراق. كما ارتكبت خطأ أكبر حينما أطلقت يد الميليشيات والعصابات المسلحة للتصدي للتظاهرات في جنوبه. فعلى مدى ستة عشر عاما استغلت هذه القوى الغرائز الدينية للمجتمعات المحلية، وقامت بتوظيفها في برامج سياسية تخدم مصالح الحاضنين الإقليميين لها، لكن في النهاية تبين لهذه المجتمعات أنها كانت ضحية لعبة دولية وإقليمية، وأن الساسة المحليين لم يقدموا لهم شيئا يملأ البطون الخاوية، مقابل الاستثمار في أصواتهم ومشاعرهم الدينية. لذا لن يتسامح المتظاهرون مع الرصاص الحي الذي وجهته السلطات والميليشيات نحو صدورهم. كما لن يسمحوا لأحد بعد الآن أن يربط مصيرهم بمصير إيران وميليشياتها لاعتبارات طائفية، وقد اثبتوا ذلك في تظاهراتهم التي اتخذت من العلم الوطني راية موحدة لهم، فيما تركوا بقية الرايات التي كانت الأحزاب والميليشيات ترتهنهم تحت ظلها في ما مضى.
إن استخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع من نوع سي آر، والاعتقالات وفرض حظر التجوال ضد المتظاهرين، هو إرهاب تمارسه الدولة والميليشيات. وهي قسوة وحشية ضد أناس عزّل خرجوا للمطالبة بالحقوق بعد صبر طويل، لكن السؤال الأبرز هو لماذا تتضاعف القسوة الوحشية ضد أهلنا في الجنوب، خصوصا في محافظة ذي قار؟ والجواب هو أن أحزاب الاسلام السياسي الشيعي والميليشيات المسلحة، كانت كلها قد استخدمت المواطنين في هذه البقعة الجغرافية كأساس لبناء أجنداتهم السياسية والاجتماعية، كانوا يستندون إليهم لتثبيت مشروعية وجودهم في المشهد السياسي، وللتدليل على أنهم يحظون بالمقبولية الشعبية، وكدليل مادي على أنهم قادة معسكر الحسين بمواجهة معسكر يزيد، لذا فإن خروج هؤلاء المواطنين ضدهم يقوض كل مشاريعهم ويعري أجنداتهم، وبالتالي لا يمكن التسامح معهم.
أما إيران فمنذ ثورة 1979 كانت تنظر إلى العراقيين في الجنوب على أنهم أرضية مشروعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، وأدواتها في تنفيذ هذا المشروع ليس في العراق وحده، بل في كل غربها وصولا إلى البحر المتوسط. ومنذ عام 2003 وحتى اليوم بذلت جهودا جبارة وأموالا كثيرة وزرعت أجهزتها الاستخبارية في كل مكان. فهل يمكن أن تتسامح مع من يقوضون مشروعها فعليا على الارض بانتفاضة؟
كاتب عراقي وأستاذ في العلاقات الدولية
ستحصل الإنفراجة من الشعب الإيراني الثائر! اللهم دمر الظالمين بعقر دارهم!! ولا حول ولا قوة الا بالله
صباح الفل والثورة المجيدة استاذ مثنى … النظام الايراني طائفي مجرم ومتوحش هو وكل ميليشياته بلا استثناء .. والذين تصدو اليوم هم الذين بدؤو يشعرون بهذا الوجع في خاصرة العراق ..ان الذبن ينتفضون على الظلم ملة واحدة وان الذين يوالونه ملة واحدة وان مما يستفزني استاذي الفاضل ان تنظيمات ايران كلها تخطب عن الحسين وتقاتل مع يزيد ! وتقتل النتس بوحشية وحقارة ومكر حيث حلت اعاد الله للعراق عافيته ونصره على الظالمين
صباح الخيرات ياغادة….دائما تختفين زمنا ثم تعودين وعودك أحمد . شكرا على التعليق. تمنياتي لك بالصحة والسلامة وراحة البال. سيعود العراق سالما أن شاء الله , فهذه ليست موجة الشر الاولى التي تمر عليه ….خالص الود والتقدير سيدتي وزميلتي العزيزة
عصابة الحكم في إيران تطلق التهم على الشيعة في العراق الرافضين لمشروعها القاتل مثل : عملاء السفارات ، والبعثيون، والصداميون، ثم تتولى المسدسات باقي المهمة.
إيران جوعت شعبها وأشبعت بيدقهاحسن وحزبه، فانفجر الشعب وخرج شاهرا سيفه.
السلام عليكم أحبتي القراء الاعزاء. تشرفت بتعليقاتكم يا كروي , وياغادة , ويا الخفاجي ,و يا الوائلي. تمنياتي لكم جميعا الصحة والسعادة. شكرا لكم على المتابعة وأن شاء الله يعود العراق مشافا معافا بهمة هؤلاء الشباب الابطال . خالص الود والتقدير
وعليكم السلام د مثنى كرم منك وتواضع ان تتفاعل معنا نحن تلاميذك ولسنا زملاءك ولن نصبح اليوم بعد درس اللغة العبرية خرجت لتناول عشائي في مطعم قريب .. رايت الشباب العراقيين المغتربين في الاردن كلهم يجلس يلف جسده بعلم العراق المجيد ..تأثرت جدا استغربت من احدهم ..فاذا بهم ثلاثتهم يتلفعون به ويتحركون به كما نتلفع بالكوفية ولكنه يحتوي قلوبهم وضلوعهم علم كبير يرسل كل واحد منهم عبره نبضات قلبه الى شهداء الحراك ان عاد العراق عاد خزان الامة العلمي والثقافي
الشيعة العراقييون لم يقوموا بتقسيمه الى عراق الحسين وعراق يزيد ان الذين قسموه عصابات داعش والقاعدة الذين وصلت بهم حال التطرف الطائفي المقيت الى توجيه جلاوزتهم قائلين (اقتل الشيعي فهو اخطر علينا من الامريكي واليهودي) فارتكبوا على اساسه مجازر وحشية ضد الشيعة لا نظير لها في بشاعتها ووحشيتها ، والشيعة العراقيون ما ضحوا ولن يضحوا لا بعراقيتهم ولا بعلاقاتهم مع اخوانهم العراقيين من المكونات الاخرى ولا يتنازلون يوما عن اصولهم العربية ولكن غيرهم هو الذي زرع بذرة الشقاق والتفرقة متهما شيعة العراق بالتبعية للغير والشيعة العراقيون على مر تاريخ الانسانية هم فرسان الهيجا وثوار الامم وهوم مصدر الالهام الثوري لكافة اهل الارض وهم حملة راية لكفاح ضد الظلم والفساد فهذا هو شانهم وهذا هو ديدنهم والحاضر خير شاهد
وماذا عن الميليشيات الطائفية وأولها جيش المهدي وفيلق بدر الإيراني؟ لا تنظر للأمور بعين واحدة يا عزيزي جبار!! ولا حول ولا قوة الا بالله
أصحاب الفكر القومي (الفارسي والعربي والكردي والتركية) في دولة الحداثة، ضيّع فرصة ما حصل يوم 8/8/1988 هو أول ردّة فعل لي على عنوان (ذي قار العراقية تقاتل كسرى من جديد) والأهم، هو لماذا؟!
فالفكر الأممي على أرض الواقع، يتجاوز اللسان المحلي (العاميّة) للإنتاج الأدبي،
بل تجده يستخدم لغة مهنة الأدب في دولة الحداثة، كما هو حال ما ورد في الرابط
https://youtu.be/__Dabg6FLaA
من وجهة نظري أبدع مظفر النواب في القصيدة،
فهو يوضح إشكالية كل موظف، في الأجهزة الأمنية والعسكرية للدولة العميقة التي توجه المجتمع، في دولة الحداثة،
فهل هو حيوان أم أداة من أدوات الثورة الصناعية إن كان في الجيل الأول منها، حتى سياق توقيت كتابة أو قراءة القصيدة في 2002 في دولة الإمارات العربية المتحدة،
فكيف سيكون حال الإدارة والحوكمة والتوظيف في عهد الجيل الرابع في عام 2019، إذن؟!??
??????
تحية لالاستاذ مثنى وللجميع
اعتقد ان الكاتب لم يكن موفقا بمقارنة حالة تاريخية حدثت بالماضي قد تكون اغلب تفاصيلها منقولة شفويا وما يحدث من حراك شعبي عراقي يمتد من العاصمة بغداد الى البصرة المدينة التي قد تكون هي من اعطت الزخم لكل هذا الحراك فخروج العراقيين هو ضد الفساد والظلم وهو شان داخلي ولكن علينا ان لا ننسى امر مهم ان جميع الاحزاب الدينية او القومية لا تؤمن بحدودها الوطنية وانتماءها الى دولها فالدين واحزابه عابرين لالاوطان فلذلك راينا الحشود من جميع العالم اتت للعراق وقبله افغانستان ومن ثم سوريا والعراقيين انفسهم كذلك ذهبوا الى سوريا تحن نفس العناوين الدينية والطائفية وكذلك ان تاخر خروج العراقيين للشارع والساحة كانت له اسباب كثيرة منها الاحداث الاليمة التي حصلت يعد 2003 الى احداث الموصل وهزيمة الدواعش والان لم يعد هناك سبب يمنعهم من الخروج فكل اعذار احزاب السلطة وتماديها في السرقة قد زالت ونتمنى ان تلتحق باقي مدن العراق بهذا الحراك ليكون جامعا للكل فالعشائرية وليس الطائفية هي من تمنع ابناء الانبار وغيرهم من مدن الوسط من الخروج على ابناء عمومتهم في الحكومة وعلى الاكراد كشعب ان يستغل الفرصة ويخرج للشارع والا سيخسر كل مكاسبه القديمة
كاتب من خلف جهاز الحاسوب وبعيد عن العراق وذهبت الى ما قبل الاسلام وعلى بساط الحاسوب
انتقلت الى عام حرب الثمان سنوات ووصفت الامر بانه لابد يكتب باحرف او تسجل بأحرف من ذهب
واضفت العباره المغلوطه وقيم عربيه واسلاميه وكأن العرب لاينتمون الى امة الاسلام
ولو محيت حرف الواو بعد العربيه كان افضل واصح ولو محيت عربيه وقلت اسلاميه كان الاحسن
والموصى به شرعا لاننا امه واحده لالعربى على عجمى فرق الا بالتقوى
حرب ثمان سنوات اشعفل فتيلها الفكر العفلقى المصنوع فى فرنسا وصدر لبلاد العرب كى يفرقو بينهم باسم العروبه وخدع
اهل الشام والعراق وبعد انتهاء الحرب اشعلت حرب الكويت ودمر العراق واهله والذى يحدث فى العراق
لاله دخل بالدين
كفى اثارة النعرات الطائفيه والكراهيه الشعب الايرانى مسلم والاذان تسمعه فى كل مكان والصيام فى رمضان وتقام الحدود
الشرعيه ولاتباع المسكرات ويعاقب شاربها ومدارس القران فى كل مكان من ايران والمرأه الايرانيه محافظه
والعشائر العراقيه على الحدود بينهم صلات رحم لا للجاهليه العمياء وامة الاسلام لاتفرقها سياسه