ذي نيشن: الشرطة الأمريكية تستغل تظاهرات المؤيدين لفلسطين لانتهاك خصوصية المرأة المسلمة وحجابها

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “ذي نيشين” الأمريكية تقريراً من إعداد صالحة بيرق قالت فيه إن حجاب المرأة المسلمة تمزقه الشرطة الأمريكية في كل أنحاء أمريكا.

ففي صباح 25 نيسان/أبريل، كانت سمية حمدماد، الباحثة في العلوم بجامعة ولاية أوهايو، جالسة في مركز الحرم الجامعي، عندما اعتُقلت ووُجّهت لها تهمة التعدي على الأملاك الخاصة.

وكان الطلاب قد أقاموا معسكراً يطالب الجامعة بوقف استثماراتها بشركات داعمة لإسرائيل. وتدخلت الشرطة وفرقت الاعتصام. وعندما وصلت حمدماد وصديقتها إلى المركز البيضاوي للحرم الجامعي، لم تكن راغبة بالتظاهر، ولكن الاستمتاع مع صديقتها بشمس ذلك اليوم. ومع ذلك، استهدفتها الشرطة، واتهمتها بمحاولة تنظيم اعتصام. وعندما تحدّت حمدماد افتراض الشرطة الخاطئ اعتُقلت ومعها صديقتها، التي احتجت على اعتقالها.

ونقلت حمدماد إلى سجن فرانكلين كاونتي، حيث تم تفتيشها، وطلب منها نزع حجابها. ورغم مطالبها المتكررة باستعادة حجابها، إلا أنه تم تجاهل مطالبها، وحرمت من  تغطية رأسها لمدة 12 ساعة. واستعانت بقميصها لتغطية رأسها: “كنت أعرف أن النظام محطم، ولكنني لم أكتشف هذا إلا حينما جربته”.

المجلة: الصعوبة التي تواجهها المسلمات هي انعكاس للمواقف اللاذعة لهن في الأماكن العامة.. ما عليك إلا أن تنظر لفيديو جامعة كاليفورنيا حيث هتف مشاركون مؤيدون لإسرائيل “اخلعي حجابك واحصلي على وظيفة”

وعبّرت حمدماد عن صدمتها من الطريقة التي عوملت فيها بالسجن، و”هناك حاجة لمواجهة استخدام أموال ضرائبنا لتمويل إبادة جماعية. ونحن بحاجة لمواجهة استخدام أموال الضريبة لتمويل هذه الأنظمة المحطمة للظلم في بلدنا”.

وحمدماد ليست الوحيدة التي انتُهكت حريتها الدينية. فقد سُجّلت عدة حالات انتهاك محجبات على يد الشرطة الأمريكية، أثناء مشاركتهن في تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين. وحدثت كل هذه الانتهاكات في الجامعات، جامعة ولاية أريزونا وكولومبيا وجامعة ديبول وجامعة ولاية أوهايو، إلى جانب حوادث في أماكن أخرى.

وتكشف زيادة الحوادث ضد النساء المسلمات المشارِكات في تظاهرات مؤيدة لفلسطين عن القصور في النظام الجنائي الأمريكي.

ويعتبر الحجاب رمزاً للدين، وسلطة للمرأة على جسدها، وحرمانها من هذه السلطة هو إهانة لهن، وللمرأة حق، حسب المبدأ الأول من الدستور الأمريكي، والحفاظ على غطاء الرأس ولأغراض دينية، بما في ذلك المساحات التي يتحتم فيها للمرأة نزع غطاء الرأس.

ويسمح مكتب السجون للسجينات المسلمات بالحفاظ على غطاء الرأس في السجون الفيدرالية بـ 17 ولاية، بما فيها ولاية نيويورك التي تسمح بارتداء الحجاب لأغراض دينية داخل السجن. لكن لا يوجد هناك قانون فيدرالي واضح، يحمي حق المرأة بارتداء الحجاب، أثناء احتجازها في مركز الشرطة أو أثناء وجودها في مركز اعتقال مؤقت، أو أثناء التقاط صورة لها، وغير ذلك. كما أن الصعوبة التي تواجهها النساء المسلمات هي انعكاس للمواقف اللاذعة لهن في الأماكن العامة.

 وما عليك إلا أن تنظر لفيديو جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلس، حيث هتف مشاركون مؤيدون لإسرائيل في تظاهرة مضادة: “اخلعي حجابك واحصلي على وظيفة”.

وحتى قبل ظهور اعتصامات المؤيدين لفلسطين في الجامعات الأمريكية، عانى الكثير من الناشطات المسلمات من انتهاك لحريتهن الدينية. فقد اعتقلت جنان، 27 عاماً، وهي مهندسة من ميرلاند، أثناء مشاركتها في اعتصام أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن نُظّم في آذار/مارس. وطلب منها نزع حجابها لالتقاط صورة لها، حيث بدت مشوشة وغير مرتاحة، وسألت: “من سينظر للصور؟ وهل يرفض الأشخاص هذا؟”، ولكنها التزمت في النهاية والتقطت صورتها. وقالت: “شعرت بالفزع، وبأنني انتهكت، والتشوش والصدمة والعري، وشعرت أنه تم تجريدي من أهم شيء لديّ”، و”قلقت على النساء الأخريات، ويجب أن يكون هناك نظام حالة اعتقال امرأة محجبة أو مسلم، أين سيصلون؟”.

وأعيد حجاب جنان لها أخيراً، ولكنها لاحظت عدم وجود احتياجات دينية في السجن بشكل عام. ولأن الحجاب يلبس لمنع الرجال من النظر إلى المرأة، فلم تكن جنان مرتاحة لاستخدام الحمام أمام حرس السجن. ولم توجد مساحة مناسبة كي تصلي فيها. وفي نفس الوقت أجبر ضباط الشرطة في منطقة دالاس- فورت وورث المحتجين في منشأة جنرال داينمكس غارلاند على نزع الحجاب لالتقاط صور لهن.

وفي حادث منفصل، أجبرت ثلاث نساء في دالاس، شاركن في احتجاج ضد تواطؤ أمريكا في جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة، على نزع الحجاب لالتقاط صور لهن أمام الضباط والزوار.

المجلة: أجبرت ثلاث نساء في دالاس، شاركن في احتجاج ضد تواطؤ أمريكا في جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة، على نزع الحجاب لالتقاط صور لهن أمام الضباط والزوار

 وقالت جنان: “حدث اعتقالي قبل مخيمات الاعتصام، وأعرف أن الأمر أصبح أسوأ بكثير”، و”شاهدت كيف استغلت الشرطة الاحتجاجات”.

ولم تكن حمدماد الوحيدة التي عانت من الظلم، فقد قال مازن رسول، المحامي الذي مثّلَ عدداً من الطلاب المعتقلين، إنه شاهدَ حجاب فتاة يسقط أثناء اعتقالها. ففي نفس ذلك اليوم عاد الطلاب ونظّموا مخيماً جديداً لتتدخل الشرطة وتعتقل 36 منهم. وقال إن “العنف الذي مورس أثناء اعتقالها أدى لسقوط حجابها، ولكنهم أصرّوا على عدم السماح لها بوضعه على رأسها. ويقول رسول إن الطلاب، قبل اعتقالهم، كانوا يهتفون بطريقة سلمية، وكانوا يؤدون واحدة من الصلوات الخمس.

وبنفس السياق، انتهزت شرطة نيويورك أداء الطلاب للصلاة في مخيم اعتصام بجامعة نيويورك، وتحركت عناصرها للاعتقال.

وقالت دلال شلش، فلسطينية اعتقلت في مخيم اعتصام جامعة ولاية أوهايو، إنها شاهدت، في أثناء اجتماع مجلس مدينة كولومبس، في 29 نيسان/أبريل، كيف أجبرت ثلاث نساء على نزع الحجاب لالتقاط صورة في سجن فرانكلين كاونتي، ولم يعد حجاب لواحدة إلا بعد أن صاحت شلش في وجه الشرطة وطالبتهم بإعادته. وقارنت شلاش إهانة المرأة المسلمة وإجبارها على خلع حجابها بمعاملة إسرائيل للفلسطينيات أثنا اعتقالهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية