ذي هيل: علاقات إسرائيل مع دول الخليج تساعد على دمجها في النظام الأمني الإقليمي وتغضب إيران

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “ذي هيل” مقالا لجيري ميريل، المحلل في معهد “سي أن إي” والذي عمل مستشارا للقيادة المركزية ومع قوات المارينز والعمليات الخاصة في أفغانستان ومنطقة الخليج، عن أهمية دمج إسرائيل في النظام الأمني بالشرق الأوسط وبخاصة في منطقة الخليج. وقال إن التعاون الدفاعي المتزايد بين إسرائيل ودول الخليج هو واحد من التطورات الأمنية الواعدة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

وفي شهادته أمام الكونغرس ذكر المرشح لقيادة القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل كوريلا، دمج الدفاعات السيبرانية والصواريخ كمجالات سيركز عليها.  وقال إن دعما قويا من الكونغرس لجلب إسرائيل وبشكل عميق إلى معمار المنطقة الأمني. وكان كل عضو في لجنة القوات المسلحة ممن سأل كوريلا حول إسرائيل والتهديدات من إيران، داعما للتحرك بهذا الاتجاه.

والسؤال هو عن التحرك للأمام وليس عن الكيفية. فقد لاحظ كوريلا أن دول الخليج لديها قدرات دفاعية وأولويات مختلفة، وأنه سيزور كل واحدة منها قبل أن يقرر التحرك للأمام. لكن ما لم يذكره هو أن هذه الدول منقسمة ولا تثق ببعضها البعض. كما ولا يزال دور إسرائيل في المنطقة معقدا ومحفوفا بالمخاطر. وستكون هناك الكثير من الفرص.

فمن ناحية الفرص، تحمل إمكانية تعاون إسرائيل في مواصلة أهدافها الأمنية ناهيك عن قدراتها وعدا بتحالف وثيق مع حكومات في المنطقة تواجه نفس التهديدات من إيران وجماعاتها الوكيلة، بشكل يقود إلى التعاون الدفاعي التدريجي بينها، وفي مجالات مختلفة. فبعد عقود من العزلة عن جوارها والتهديدات من جيوش الدول القريبة منها قادت إسرائيل للتصرف من طرف واحد. ولكن نشاطات إسرائيل ضد انتشار السلاح الإيراني وضد جماعاتها الوكيلة والمواقع النووية والكيماوية في العراق وسوريا أدت لمنفعة دول الخليج الضعيفة. ويعد الجيش الإسرائيلي من أقوى جيوش العالم قدرة ومهنية وبالتحديد في مجال القوة الجوية ودقة الضربات والنشاطات الخاصة. وعادة ما تتميز جيوش المنطقة بالقصور، رغم الاستثمار الكبير في مجال شراء الأسلحة المتقدمة. كما أبدت إسرائيل إرادة سياسية غير مسبوقة لمواجهة إيران. ولعبت إسرائيل دورا قياديا بمواجهة نشاطات إيران التي تؤثر على استقرار المنطقة، وبخاصة تهريب الأسلحة وبناء عمليات الميليشيات داخل سوريا.

وقامت إسرائيل بمئات الغارات الجوية ضد مخازن الأسلحة وقوافلها والمرتبطة منها بحزب الله اللبناني. ولم تقد الغارات لا إلى عمليات انتقامية مهمة أو تصعيد عسكري من جانب إيران. ويمكن للقوات البحرية الأمريكية في منطقة الخليج التعاون وبشكل مفتوح مع القوات الإسرائيلية، وبدون أن تتأثر علاقاتها مع دول المنطقة للخطر. ويمكن للقوات الأمريكية إشراك إسرائيل ولأول مرة في مناورات عسكرية وجهود تخطيط متعددة الأطراف، مع مراعاة الحساسيات السياسية للشركاء، ولن يكون هذا سهلا، فلا شيء سهلا في الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب إن رفع المحرمات بشأن التعاون مع إسرائيل سيفتح الباب أمام التعاون البيني وحتى دمج إسرائيل مع جيوش الخليج المتقدمة، وتحديدا الإمارات العربية المتحدة، وربما السعودية في مرحلة ما. ومعظم القدرات العسكرية الإسرائيلية المتطورة هي من صناعة أمريكية وأهمها أف-35  وكذا الأسلحة الخليجية التي تم شراؤها من أمريكا. وقد تنتهي الإمارات بالحصول على أف-35 رغم المصاعب الأخيرة. وعمل هذا سيفتح الكثير من الفرص لتعزيز التعاون البيني بينها ودول المنطقة.

وتفكر دول الخليج الآن بشراء أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية وغير ذلك من المنظومات، وهو أمر لم يكن متوقعا قبل عدة سنوات. وقد عزز هذا من التعاون مع دول الخليج رغم ما في ذلك من مزالق. فعلى خلاف المنصات الأمريكية فالقبة الحديدية ومقلاع داوود هي مصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمقذوفات الصاروخية والمسيرات التي تنتشر بالمنطقة.

وأنظمة الدفاع الإسرائيلية لا تكلف كثيرا ويمكن لدول الخليج الثرية شراء كميات منها، وبخاصة أنها تواجه تهديدات متعددة. ويمكن أن تشترك دول الخليج التي تستخدم الأنظمة الإسرائيلية بالمعلومات مع القوات الإسرائيلية والعكس، بشكل يسهم بدمج معمار دفاعي جوي قوي.

أما مزالق حضور إسرائيل في النظام الأمني الخليجي فهي محاولة إيران تحميل دول الخليج مسؤولية العمليات الأمنية والعسكرية التي تقوم بها إسرائيل، وفي ظل التعاون الأمني الواضح أو حسبما يرى القادة الإيرانيون. وربما انتقمت إيران من دول مثل الإمارات والبحرين لإجبارهم على الحد من التعاون مع تل أبيب ولأن دول الخليج هي أهداف لينة مقارنة مع إسرائيل.

وعلى أي حال فالدول التي قررت الاعتراف بإسرائيل أو تعاونت معها سرا قد تجد نفسها هدفا لعمليات إسرائيل التي ظلت تنتفع منها مجانا. كما أن جلب إسرائيل إلى المناورات العسكرية المتعددة قد يكون مثيرا للجدل وبخاصة بالنسبة للدول التي لم تعترف بها مثل السعودية والكويت.

وقد يؤدي وجود إسرائيل إلى تقسيم دول الخليج أو دفع بعضها لحجب الدعم أو تتصرف بنوع من الحذر. ومن المحتمل أن تتصرف إيران بنوع من التحيز المتطرف ضد أي عمليات إسرائيلية في الخليج وخليج عمان مما سيعقد من المناورات المتعددة والعمليات المشتركة. وبالنسبة للولايات المتحدة كمحاور رئيسي فعليها توقع هذه الحساسيات، فأي من الدول ستتردد في مناقشة إسرائيل بشكل مفتوح أو حتى الحديث عنها.

وعلى الولايات المتحدة تقديم النصح لإسرائيل بهدوء والطلب منهم البقاء على الهامش أو التزام السرية فيما يقومون به. ولأن إسرائيل بلد صغير يواجه تهديدات متعددة فمساحة التنازل لديها محدودة عندما يتعلق الأمر بالقرار الأحادي من تهديد تمثله إيران أو جماعات موالية لها. والكثير من التصفيق وعدم فهم الواقع قد يؤدي للخيبة وسوء الفهم الذي يرافق المزيد من التعاون، فالحكومات بالمنطقة قد تفسر استمرار العمليات الإسرائيلية على أنها استمرار لخط القرار الأحادي أو أنها تريد جر الدول هذه إلى حرب مع إيران.

وعلى المسؤولين الأمريكيين مساعدة إسرائيل على الاندماج بدون المبالغة بالحديث عن هذه التطورات. ويرى أن منافع التعاون تتجاوز المخاطر التي يمكن التغلب عليها. ومع ذلك سيظل التوتر قائما وكذا التباين في المواقف بشكل يحد من التعاون ويخلق مخاطر أخرى. وعلى المسؤولين الأمريكيين التعامل ببطء واتباع نهج مدروس وبراغماتي يعمل على دمج إسرائيل بالمنطقة وبدون توقعات غير واقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    بعد 1400 سنة عاد اليهود إلى جزيرة العرب،. وويل للعرب من شر قد اقترب

  2. يقول المحامي موسى الأعرج:

    سوف يلفظها المجتمع العربي إن عاجلا أو آجلا ، وإن كان آجلا فلن يطول الأجل .

    1. يقول ميساء:

      محنة معظم الشعوب العربية في حكامها خذ دويلة البحرين مثلا هههههه

إشترك في قائمتنا البريدية