رأس اسرائيل

حجم الخط
0

في مسار العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة آخذ عائق يتراكم يهدد بشرخها ان لم يكن بتحطيمها. التعبير الاكثر بروزا عن الخلاف العميق بين الحكومتين كان التعقيب عدم الكوابح لرئيس الوزراء على الجهد الدبلوماسي الذي يبذله جون كيري مع ايران في مسألة النووي. وبينما يقترب الطرفان من حافة التوقيع على اتفاق اختراقي في جنيف كفيل بان يشق الطريق بتقليص التهديد النووي الايراني، يرى نتنياهو في مجرد الخطوة الدبلوماسية خطرا وجوديا إذ أنه يترك ايران مع قدرة نووية من شأنها أن تتحول في فترة زمنية قصيرة لانتاج قنبلة. مؤكدا أن اسرائيل غير ملتزمة باي اتفاق يتحقق في جنيف، فيما دفع اسرائيل الى موقع الدولة التي تهدد الاجماع العالمي.
مثل هذا الاجماع بالفعل يمكنه أن يضلل. فليس هناك بعد أي تأكيد على أن ايران لا تتوق لتحقيق سلاح نووي، ويحتمل أن تترك الاتفاقات التي تتحقق في جنيف، في المرحلة الاولى مجالا ما لمواصلة تخصيب اليورانيوم وتخفف من شدة العقوبات المفروضة عليها. ومع ذلك سيكون من الخطأ التاريخي اغلاق القناة الدبلوماسية بشكل لا يدع امكانية لاستنفاد الاحتمال لانهاء الازمة دون استخدام الخيار العسكري الذي لا يمكن تقدير مخاطره وآثاره.
يمكن لنتنياهو أن يسجل لنفسه انجازا هاما ومثيرا للانطباع في أنه وضع التهديد الايراني في رأس جدول الاعمال العالمي. بل ان تهديدات اسرائيل بالهجوم حظيت بالثناء من جانب الادارة الامريكية التي رأت فيها احد الدوافع لاستعداد ايران لدفع المفاوضات الدبلوماسية الى الامام. غير أن قوة اسرائيل متعلقة بالاسناد الامريكي والدولي. فبدونه لا أمل لها في ان تتصدى ليس فقط للتهديد الايراني بل وللتهديدات الاقليمية الاقرب ايضا، ولا سيما حين تكون الولايات المتحدة تقف كالسور المنيع ضد المطالبة بمراجعة وتعطيل القدرة النووية الكاملة لاسرائيل.
مع ان من حق نتنياهو أن يختلف مع المفهوم الامريكي من الشكل المناسب لاحباط تطلعات ايران، غير أن التباهي المتبجح بقدرة اسرائيل على الاستخفاف بالخطوة الدبلوماسية الدولية هو تهديد خطير بحد ذاته. سهم سياسي مرتد يشق طريقه مباشرة نحو . على نتنياهو أن يشد على اسنانه، ان يضن في التصريحات التي لن تؤدي الا الى توسيع الشرخ بين اسرائيل والولايات المتحدة وترك المفاوضات مع ايران تمر الى مرحلة التجربة. قدراته الخطابية ومصادر قلقه يفضل أن يساهم بها حاليا في دفع المسيرة السياسية مع الفلسطينيين الى الامام.

هآرتس 10/11/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية