توجه رؤساء الكنائس الكبرى في إسرائيل، في نهاية الأسبوع، لوزيرة حماية البيئة تمار دندبرغ، وطلبوا منها وقف البرنامج الذي قدمته سلطة الطبيعة والحدائق لتوسيع الحديقة الوطنية في البلدة القديمة. حسب هذه الخطة، سيتم ضم أيضاً مساحات واسعة من سفوح جبل الزيتون إلى الحديقة، وهي مساحات تسيطر عليها الآن كنائس مختلفة. حسب رؤساء الكنائس، هي خطة ستمس بحقوقهم في المكان وبالوضع الراهن.
تمتد الحديقة الوطنية “محيط أسوار القدس” على مساحة واسعة من سلوان، وغاي بن هينوم، ومناطق محيطة بأسوار البلدة القديمة. وقد أقيمت في 1967 بعد فترة قصيرة على حرب الأيام الستة. الجزء المركزي للحديقة في مدينة داود – سلوان، تسيطر عليه جمعية “إلعاد”، التي وسعت حدود سيطرتها على مناطق أخرى في الحديقة الوطنية، في السنوات الأخيرة.
مساحة الحديقة الوطنية الآن 1085 دونماً. قبل سنة تقريباً، بدأت سلطة الطبيعة والحدائق بالدفع بخطة لتوسيعها بـ 275 دونماً أخرى، معظمها على سفوح جبل الزيتون، المنطقة التي تضم عدداً من الكنائس والمواقع المقدسة المهمة جداً للمسيحيين. في شروحات الخطة، كتب: “هدف الخطة هو ضمان طبيعة وطابع المنطقة عن طريق الحفاظ على القيم التاريخية والدينية والوطنية والمشهد الطبيعي والأثري للموقع”.
مؤخراً، تثير الخطة ضجة كبيرة في أوساط المسيحيين داخل القدس، الذين يخشون المس بالمواقع الكنسية التي على جبل الزيتون. اعتبار المنطقة حديقة وطنية هو في الحقيقة لا يصادرها من يد الكنائس، لكنه يقيد أي إمكانية لتطوير مستقبلي في هذه المساحة. ممثلو الكنائس الثلاثة الأكبر في القدس: البطريرك اليوناني الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، وحارس الأماكن المقدسة الكاثوليكي فرنسيسكو باتون، والبطريرك الأرمني نورهان منوفيان، أرسلوا يوم الجمعة رسالة استثنائية للوزيرة وندبرغ، طالبين وقف خطة توسيع الحديقة الوطنية.
رغم أنه أمر لم يقل بصراحة في هذه الرسالة، إلا أن سيطرة “إلعاد” على أجزاء كبيرة من الحديقة الوطنية هي ما تقلق الكنائس بشكل خاص. “في السنوات الأخيرة، نشعر بمحاولات جهات مختلفة تقليص (ولا نقول تصفية كل ميزة غير يهودية) المدينة المقدسة من خلال تغيير الوضع الراهن في هذا الجبل المقدس”، كتب في الرسالة. “هذه الجهات فشلت بسبب المقاومة وعدم التعاون من قبل الكنائس. بعد فشل محاولاتهم، يستعينون بصلاحيات قانونية للدفع بخطة للإعلان عن أجزاء واسعة من الجبل كحديقة وطنية”.
وكتبوا في الرسالة أيضاً: “رغم أنها خطة تعرضها سلطة الطبيعة والحدائق بصورة رسمية، يبدو أنها تطرح بصورة متناسقة وتدفع بها جهات هدفها الوحيد مصادرة وتأمين أحد المواقع الأكثر قداسة للمسيحيين، وتغيير طابعه. يدور الحديث عن خطوة وحشية تشكل اعتداء مباشراً ومخططاً له مسبقاً على المسيحيين في الأراضي المقدسة وعلى الكنائس وحقوقها القديمة والمحمية في البلدة المقدسة. يبدو أنها خطة تخدم، تحت غطاء حماية المناطق الخضراء، أجندة أيديولوجية تصادر مكانة المسيحيين وحقوقهم في القدس”.
رسالة رؤساء الكنائس تضاف إلى بيان مشترك نشروه قبل شهرين احتجوا فيه على العنف الذي يتعرض له رجال الدين المسيحيين في المدينة، وعلى سيطرة متوقعة من جمعية “عطيرت كوهنيم” على مبان رئيسية في الحي المسيحي. قال رؤساء الكنائس في الرسالة، إن “المسيحيين في أرجاء البلاد المقدسة تحولوا إلى هدف لاعتداءات متكررة من قبل الجماعات المتطرفة، ونسبوا ذلك إلى محاولة منهجية لإقصاء المسيحيين من القدس”.
جاء الرد من سلطة الطبيعة والحدائق: “نجري حواراً مع جميع الجهات قبل الجلسة. منطقة منحدرات جبل الزيتون وجميع المخططات، بدءاً من العهد البريطاني، مخصصة للحماية. لا يدور الحديث عن منطقة مخصصة للبناء. كل ما ترمي إليه الخطة هو تعزيز مكانة حماية المنطقة. الحديث يدور عن مشهد تراثي من المشاهد المهمة جداً في العالم. أراضي الخطة مخصصة للحماية حسب كل المخططات السارية، وهي مناطق عامة مفتوحة يتم تخصيصها في هذه الخطة لحديقة وطنية. ولعدم وجود أي حقوق بناء في المنطقة مدار البحث، فنحن لا نمس بالكنائس”.
بقلم: نير حسون
هآرتس 21/2/2022