قائد الجيش الجزائري: شعار “دولة مدنية وليس عسكرية” أملته دوائر معادية  

حجم الخط
10

الجزائر ـ “القدس العربي “:

قال الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح إن الشعارات التي تردد في المظاهرات وتدعي أننا في دولة عسكرية هي نتاج أفكار مسمومة أملتها دوائر معادية الجزائر، نافيا أن يكون من تم توقيفهم في إطار قضية رفع علم غير العلم الوطني سجناء رأي، وأن الشعب الجزائري لا يمكن خداعه بهذه الألاعيب.

وأضاف قايد صالح على هامش مراسيم تسليم جائزة الجيش لأفضل  عمل علمي وثقافي لسنة 2019 في طبعتها الثامنة، إن “الانتخابات الرئاسية التي نعتبرها مفتاحا حقيقيا للولوج إلى بناء دولة قوية ذات أسس سليمة وصحيحة، دولة تعمل قيادة الجيش الوطني الشعبي بكل إصرار على ضمان بلوغها في ظروف آمنة ومستقرة”، مشيرا إلى أنه على الرغم من العقبات التي يحاول الرافضون للسير الحسن لهذا المسار الدستوري الصائب وضعها في الطريق، على غرار رفع شعارات كاذبة ومفضوحة الأهداف والنوايا مثل المطالبة بالدولة المدنية ورفض الدولة العسكرية، وهي شعارات وصفها قائد اركان الجيش بأنها « نتاج أفكار مسمومة، أملتها دوائر معادية للجزائر، ولمؤسساتها الدستورية، دوائر تكن حقداً دفينا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ولقيادته الوطنية التي أثبتت بالقول والعمل أنها في خدمة الخط الوطني المبدئي للشعب الجزائري وأنها ثابتة الوفاء على العهد الذي قطعته أمام الله والشعب والتاريخ”.

وذكر أن“هذا العهد الصادق الذي أصبح الوفاء به، يقلق أتباع العصابة وأذنابها إلى درجة أنهم باتوا يقومون بحملات تشكيك معروفة المرامي، في كل عمل تقوم به المؤسسة العسكرية وقيادتها النوفمبرية، وفي كل جهد يقوم به كل مخلص لهذا الوطن، حيث تبنوا من أجل ذلك نهج الدعوات الصريحة إلى رفض كل عمل بإمكانه الإسهام في حل الأزمة، معتقدين أنهم بإمكانهم الإفلات من قبضة القانون”.

وحذر قائد الأركان من سماهم ب « العملاء » قائلا“إننا نحذرهم شديد التحذير، بأن الجزائر أغلى وأسمى من أن يتعرض لها ولشعبها، مثل هؤلاء العملاء الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا أدوات طيعة بل وخطيرة بين أيدي تلك الدوائر المعادية لوطننا”(..) “إن تحذيرنا هذا يمليه علينا، صلب الصلاحيات المخولة لنا وتستوجبه طبيعة المهام النبيلة والحساسة التي تشرف قيادة الجيش على تحمل وزرها، هذه المهام الحيوية التي تعتبر المحافظة على السيادة الوطنية وصيانة الوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وديمومة أمنها واستقرارها، بمثابة حجر زاويتها ».

وأوضح أن «  الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هو قلعة شامخة البنيان وسليمة الجذور، تأسست على قاعدة تاريخية صحيحة تبعث في القلوب المخلصة التي ترعى للتاريخ حقه كل بواعث الفخر والاعتزاز، فكل كلمة طيبة ومخلصة تقال في الجيش ستزيده شموخا على شموخ، وكل إساءة مغرضة وباطلة في حقه لن ينقص من قدره شيئا، بل سيعـري صاحبها أو أصحابها ويكشف طينتهم الحقيقية أمام أنفسهم وأمام الشعب والتاريخ ثم أمام الله قبل ذلك وبعد ذلك، فتاريخ الجزائر الوطني هو تاريخ مجيد وخالد يقدر الجهاد ويسمو به إلى الدرجات المرموقة التي يستحقها، وينظر إلى المجاهد الحقيقي على أنه بذرة خير لا بذرة شر، وأداة بناء لا معول هدم، فكل من تنصل من هذه الفضائل الجهادية الحقيقية، فقد وضع نفسه في خانة المفسدين، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، والرجال معادن كما يقال”.

وشدد على أنه “قد آن أوان النظر الصارم المعتمد على حماية المصلحة العليا للجزائر، بشأن اتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال كل ما يقوم به هؤلاء العملاء، في حق مستقبل الشعب ومصير الوطن، والأكيد أن جهاز القضاء هو من سيقوم بالبت في مصير هؤلاء العملاء، وسيقوم باتخاذ الإجراءات العادلة، لكنها رادعة وصارمة، فمن يتجرأ على الجزائر وعلى مستقبل شعبها وديمومة دولتها، لن يفلت من العقاب وستتولى العدالة أمره طال الزمن أم قصر »، مؤكدا أنه آخر تحذير لكل هؤلاء المتاجرين بمستقبل الوطن وبمصلحته العليا”.

واعتبر أن “هؤلاء الذين جعلوا من تجرأ على الراية الوطنية وأساءوا احترام العلم الوطني، رمز الشهداء ومبعث فخر الأمة الجزائرية قاطبة، قلت، هؤلاء الذين جعلوا ممن أجرم في حق الشعب والوطن، بمثابة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، أيعقل هذا الكلام، هل يعتقدون أنهم أذكياء إلى درجة أنه بإمكانهم خداع الشعب الجزائري بهذه الترهات والألاعيب، هل سيسمح الشعب الجزائري لأي كان أن يهين رايته الوطنية، إنهم ليسوا أبناء هذا الشعب ولا يعرفون صلب قيمه ومبادئه ومدى تعلقه بتاريخه الوطني، وتلكم هي عقلية المفسدين، فالعقل الفاسد سينجر عنه الرأي الفاسد والتصرف الفاسد والسلوك الفاسد، وهذه طبيعة الأشياء”.

أما فيما يتعلق بمحاربة الفساد فقال الفريق أحمد قايد صالح “وما دمنا نتكلم عن الفساد، فإنه يتعين علينا التذكير  بأن الشعب الجزائري الذي حارب مفاسد الاستعمار الفرنسي بالأمس، واستطاع رفقة جيش التحرير الوطني أن ينتصر عليه بعد تضحيات جسام، قد استطاع أيضا أن يحارب آفـة الإرهاب، واستطاع رفقة الجيش أن ينتصر عليه (..) فالشعب  هو الآن أمام تحد آخر لا يقل خطورة ولا تهديدا عن سابقيه، إنه الفساد بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، والأكيد أن ما يقوم به الجيش في هذا المسعى، هو جهد لا يضاهى، قوامه القضاء المبرم على آخر معقل من معاقل الاستعمار في بلادنا، فالفساد هو شكل آخر من أشكال الاستعمار، إنه استعمار الذهنيات واستعمار العقول الذي يصيب في مقتل كل الضمائر التي لها قابلية الاستعمار، فالعصابة اليوم التي انكشف كل ما أضمرته من مفاسد، لا يزال لديها أتباع ومريدون في المجتمع ولا تزال هذه العصابة، بصفة أوضح وأدق، تعمل جاهدة على التغلغل في المسيرات الشعبية، وتسعى إلى اختراق صفوفها والتأثير على طبيعة المطالب الشعبية المشروعة، بل، ومحاولة توجيه هذه المطالب إلى الوجهة التي تتماشى مع الأغراض الدنيئة لهذه العصابة، وهو ما يستلزم، وأعيد ذلك مرة أخرى، أخذ الحيطة والحذر فيما يتعلق بتأطير هذه المسيرات”.

وذكر أن  « مواصلة تطهير البلاد من هذا الداء الخطير، هي المهمة التي يتشرف اليوم بها الجيش  من خلال مرافقته لجهاز القضاء وتقديم كل الضمانات، التي تكفل لها القيام بهذه المهمة الوطنية النبيلة، وإننا نحييها من هذا المنبر ونحيي كافة الخطوات الوطنية التي تقطعها اليوم بقوة القانون وبعدالة الحق، كما يجدر بنا إبداء تقديرنا وتثميننا لكل ما تبذله مؤسسات الدولة اليوم من جهود مضنية ومساعي حثيثة ومتفانية في سبيل الوطن والشعب، وهي جهود مثمرة النتائج لا ينكرها إلا جاحد، تستحق في هذه الظروف الخاصة كل الثناء والتقدير والتشجيع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابوعمر:

    الدولة العسكرية خراب ودمار وتخلف أبدي…العسكر لايصلح للشأن السياسي .لأن السياسة فن وعلم وحس وادراك ..وهي أشياء لايملكها العسكري ..ولا شبه العسكري..العالم المتحضر في دول الغرب الامريكي والاوروبي لايتركون العساكر يحشرون انوفهم في السياسة..وبالتالي لاأثر للانقلابات التي تحدث في الدول المتخلفة التي يتدخل فيها العسكر..فلا دولة عسكرية الا في دول التخلف ..دول يتحكم فيها الجهل والجهال وهو حال الوطن العربي الذي تتحكم فيه الهمجية العسكرية…

  2. يقول S.S.Abdullah:

    وأخيراً تصريح حقيقي وواقعي، لأنّه يمثل طريقة تفكير موظف النظام البيروقراطي لدولة الحداثة، هو أول ما خطر على بالي عند قراءة عنوان (قائد الجيش الجزائري: شعار “دولة مدنية وليس عسكرية” أملته دوائر معادية )، والسؤال هنا هو، لماذا؟!

    لأنني لاحظت بعد أن أقمت ثلاثة أعوام في دولة الإمارات العربية المتحدة، في الأعوام 98 و 99 و عام 2000، كل إمارة لها نظام إقتصادي مختلف عن الإمارة الأخرى، ولكن بشكل عام هناك مدرستين إقتصادية في دولة واحدة،

    مدرسة إقتصاد دولة العسكر، ويقودها الشيخ محمد بن زايد،

    ومدرسة دولة القمار (لاس فيغاس) ويقودها الشيخ محمد بن راشد،

    ولولا الصندوق السيادي لأبو ظبي في عام 2008،

    لما تم تغيير إسم أعلى ناطحة سحاب في إمارة دبي، إلى إسم رئيس الدولة (خليفة) ومن ثم إكماله رغم شبح الإفلاس،

    لكل النظام الربوي والتأمين عليه، على مستوى العالم.

    لأن مشكلة الجزائر مثل مشكلة السودان، إقتصادية، وليست سياسية،

    فقد ثبت فشل موظف النظام البيروقراطي لدولة العسكر، أن ينتج إقتصاد، يستطيع المنافسة في أجواء سوق العولمة والإقتصاد الإلكتروني/الرقمي.??
    ??????

  3. يقول نيسة الجزائر:

    هذا بقرة الاركان كل اسبوع يخرج لنا باكاذيبه الغبية مثله
    لو كان ليس غبيا منه الشعب الذي يرضى بحكم العسكر

    هذا خائن للوطن و اكبر فاسد يقوم بتصفية حسابات مع العصابة التي هو احد افرادها
    و الشعب كله يعرف فساده هو عائلته و مقربيه بارونات المخدرات

    لكن قريبا سياتي وقت الحساب هو الجنرالات العجائز الفاسدين الواقفين معاه

  4. يقول نيسة الجزائر:

    على فكرة لا احد اصلا يسمع الى خطاباته الغبية التي اكل الدهر و شرب عليها
    كما يقول المثل : لغة الخشب

  5. يقول جلال العربي:

    قايد صالح يكشف عن النيابه العسكرية الإمارات تحركت إفشال الحراك الشعبي الديمقراطي الإمارات واضحة لن تستمر بالقيام على النظام الديمقراطي المدني وحكم الشعب نفسه بنفسه حتى لو كانت في موريتانيا والصومال توجد الأصابع الإمارات دعم العصابات العسكرية ومنع قيام أي التجربة الديمقراطية في العالم العربي الإمارات عدوة الشعوب العربية أكثر من الاسراءيل

  6. يقول جمال . تلمسان:

    أتسائل كما يتسائل 40 مليون جزائري: هل طلب أحد من رئيس أركان الجيش رأيه في الشؤون السياسية وتدبيرها في البلاد؟ لماذا يخرج كل أسبوع بتعليقاته وردوده على أحداث سياسية كأنه رئيس حكومة أو حزب سياسي أو جمعية مدنية؟!
    هل رأيتم في فرنسا أو إنكلترا أو الولايات المتحدة جنرالا يخرج بتحليلاته السياسية كل أسبوع على وسائل الإعلام؟
    الجيش الذي يحترم مهامه قبل أن يحترم شعبه يلتزم بدوره في حماية الحدود وصد أي عدوان خارجي, أما تسيير شؤون البلد فالشعب ينتخب من ينوب عليه في مؤسسات الدولة من حكومة وأعضاء مجلس الأمة وأحزاب سياسية وجمعيات مدنية.
    العالم يسير اليوم غي مشارق الأرض ومغاربها نحو ترشيد الحكامة وبناء دولة المؤسسات وترسيخ الديموقراطية وتعزيز استقلالية القضاء وهيبته فيما نحن في بلادنا فقادة الجيوش يريدون إعادتنا لعهود الإستبداد وحكم الجنرالات!!

  7. يقول عبد القادر _ ورغلة:

    بعد سقوط بوتفليقة وإقالة رئيس استخباراته الجنرال طرطاق ألحق قادة العسكر هذا الجهاز بجهاز الإستخبارات العسكرية القوي, بذلك استعادوا كل الملفات والوثائق التي كانت بحوزة جهاز طرطاق وقد نقحوها لاستعمال ما فيها لتصفية الحسابات مع خصومهم من محيط بوتفليقة فيما تم إقبار الوثائق التي تدين نافذين آخرين, هذه الوسيلة ينتظر من خلالها قادة العسكر كسب رضى العامة بكشف ملفات فساد محيط بوتفليقة وفي نفس الوقت تمويه للإلتفاف على مطالب الحراك بتوجيه مسار التغيير نحو حلول ترقيعية وإصلاحات سطحية.

  8. يقول الأردن:

    الذئبأحمد قايد صالح كشر عن نيابه والغيلان مازلت تنهش في الجزائر الحبيب يا رب تنصر شعب على من ظلمه وعلى بن سلمان وبين زايد

  9. يقول عابر سبيل الجزائر:

    دينصور تجاوز الثمانين ومازال يطمع في الحكم لا حول ولا قوة الا بالله
    امثال هؤلاء الديناصورات يجعلونك تكره الجنس البشرى

  10. يقول الوعد الحق:

    إذا الحديث عن دولة مدنية صار تهمة بها يتحرش العسكر بالشعب وعليهم أن يرتبوا أوراقهم على أساس أن العسكر لديهم لا يختلفون عن غيرهم فى اى مكان بل ويتهيئوا لشداد ودماء وتضحيات يضطرهم إليها العسكر..

إشترك في قائمتنا البريدية