الناصرة ـ «القدس العربي»: عبر رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين عن دعمه لفنانة يهودية احتجت على خطاب الكراهية والعنصرية السائد في إسرائيل، والمدعوم من قبل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ومن قبل أغلبية الإسرائيليين. جاء ذلك على خلفية تعرض الفنانة الإسرائيلية روتم سيلع لهجمة إسرائيلية شرسة رسمية وشعبية لقولها إن إسرائيل دولة لكل مواطنيها لا دولة اليهود فحسب، مما دفع نتنياهو لمهاجمتها والقول إنها دولة الشعب اليهودي فقط.
وخلال مؤتمر أكاديمي استضافته الجامعة العبرية في القدس المحتلة بمناسبة مرور 40 عاما على توقيع اتفاق كامب ديفيد مع مصر، قال ريفلين معقبا على تغريدة نتنياهو إن هناك مساواة تامة لكل المواطنين في إسرائيل، وإنه من غير المعقول أن يكون هناك مواطنون درجة ثانية.
وتابع «من يؤمن بأن واجب إسرائيل أن تكون دولة يهودية ديمقراطية بكل ما تعنيه الكلمات عليه ان يتذكر أن فيها مساواة بالحقوق لكل المواطنين وليس هناك مواطنون من الدرجة الأولى ومصوتون من الدرجة الثانية، لأننا متساوون في صندوق الاقتراع يهودا وعربا وفي البرلمان سنكون ممثلين كافتنا يهودا وغير يهود». وبذلك عبر ريفلين عن دعمه للفنانة والمذيعة الإسرائيلية روتم سيلع التي احتجت على تفشي العنصرية في إسرائيل. ونشرت تغريدة أثارت عاصفة من ردود الفعل انتقدت فيها وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف التي قالت في حديث متلفز إنها تحذر الإسرائيليين من أن رئيس حزب « أزرق – أبيض « بيني غانتس سيعتمد على النواب العرب في البرلمان حال انتخب رئيسا للحكومة المقبلة.
وأضاف ريفين في رد واضح على نتنياهو «هذا هو المكان للقول بصوت واضح إنه في الفترة الأخيرة التي تشهد خطابا سياسيا غير معقول في التعامل مع المواطنين العرب، لا أصدق أن هناك أحزابا تنازلت عن صورة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية بجرة قلم. نحن محبون للسلام لكن علينا أن نلاحق السلام حتى نحققه».
وفي سياق العلاقات مع مصر تابع ريفلين «لم ينضج السلام مع مصر بعد ولم يثمر عن حدود مفتوحة وحياة مشتركة بين الشعوب، لكن رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيغن صدق بقوله إن مصاعب السلام أفضل من آلام الحرب». وتابع «السلام مع مصر يثبت ذاته مرة تلو المرة في مواجهة أوضاع أمنية معقدة جدا وعلى رأسها المعركة بين إسرائيل وبين حركة حماس في غزة». ولفت إلى أن اتفاق السلام مع مصر أتاح للجميع، إسرائيليين ومصريين، ولاحقا الأردنيين التركيز على مبادرات تعاون اقتصادي ومشاريع طاقة ومياه وسياحة عابرة للحدود. واستطرد «منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد تعمل قناة السويس بشكل صالح وتتيح انتقال بضائع بحجم عالمي وبين القارات».
من جهته قال نتنياهو أمس خلال اجتماع بأعضاء حزبه « الليكود «إنه في حال تشكيله الحكومة المقبلة فسيحتفظ بحقيبة التعليم لواحد من قادة حزبه، نافيا بذلك تقارير إعلامية أفادت بأن نتنياهو وعد رئيس حزب «البيت اليهودي» المستوطن العنصري بتسلئيل سموطرتش بحقيبة التربية والتعليم.
في المقابل حمل رئيس حزب « أزرق – أبيض « بيني غانتس على نتنياهو، وقال إنه يصدق سموطريتش أكثر مما يصدق نتنياهو. كما قال خلال مراسم إحياء ذكرى رحيل بيغن الذي وقع مع الرئيس المصري أنور السادات اتفاق كامب ديفيد، إن رئيس الحكومة ورئيس الليكود الراحل مناحيم بيغن لو كان على قيد الحياة لطرد نتنياهو من الحزب. وتابع «كجندي شاب رافق موكب السادات من مطار اللد الدولي نحو القدس في فترة انبعاث الأمل بالسلام فإنني أرغب بقول الحقيقة اليوم إن بيغن لو كان بيننا لما قبل نتنياهو عضوا في الليكود لاعتباره محركا للفتنة وللتحريض، بينما كان بيغن وطنيا إسرائيليا يمينيا وليبراليا متواضعا اشمئز من عنصرية حركة كهانا ودافع عن الديمقراطية والأمن وسعى من أجل السلام، وقد ترك موروثا سياسيا يشجع على الاحتضان والاحتواء لا التحريض والتهويش والتجزئة».
وحمل النائب أيمن عودة على نتنياهو وتصريحاته، وأشاد بتصريح ريفلين لأن هناك من سارع للتأكيد بأنه لا ديمقراطية بدون مساواة بدلا من التهويش والتحريض على المجتمع العربي كما يفعل نتنياهو كل مرة من جديد.