رئيس المجلس الانتقالي يتعهد بـ”استعادة الدولة الجنوبية” وهادي يؤكد: لن نسمح بتقسيم اليمن

حجم الخط
0

عدن- صنعاء- الأناضول- د ب أ- تعهد رئيس ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” في اليمن، اللواء عيدروس الزبيدي، مساء الأحد، بـ”استعادة الدولة الجنوبية الحرة”، وذلك عشية الذكرى السابعة والعشرين لإعلان وحدة الشمال والجنوب عام 1990.

جاء ذلك في كلمة مسجلة تم بثها خلال مهرجان في ساحة العروض بمدينة خور مكسر، وسط محافظة عدن (جنوب)، حضره محتشدون من أنصار “الحراك الجنوبي”، المطالِب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وقال الزبيدي، محافظ عدن المُقال: “نعاهدكم يا شعب الجنوب الأحرار، عهد الرجال، أننا معكم في تطلعاتكم حتى استعادة الدولة الجنوبية الحرة بحدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990”.

وقوبل إعلان “المجلس الانتقالي الجنوبي”، يوم 11 مايو/ أيار الجاري، برفض من الحكومة اليمنية الشرعية (تتخذ من عدن عاصمة مؤقتة)، ودول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما الجارة السعودية.

وجدد الزبيدي، المحسوب على “الحراك الجنوبي”، الإعراب عن “استمرار شعب الجنوب في معركته بجانب التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، حتى يتم قطع يد إيران وتمددها في الوطن العربي”.

وعقب تحقق الوحدة بين الشمال والجنوب تسببت خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من “التهميش” و”الإقصاء” في اندلاع حرب أهلية، عام 1994، دامت قرابة شهرين، وانتهت بانتصار القوات المتمسكة بالوحدة، لكن لا تزال قوى جنوبية، ولا سيما “الحراك الجنوبي”، تدعو إلى الانفصال.

وأفرز مؤتمر يمني للحوار، اختتم أعماله في يناير/ كانون ثان 2014، شكلا جديدا للدولة اليمنية، على أساس دولة اتحادية من ستة أقاليم، وهي أربعة أقاليم في الشمال، واثنان في الجنوب، إلا أن ذلك قوبل برفض من غالبية الجنوبيين.

وخلال مهرجان الأحد، الذي يهدف إلى إظهار الدعم لـ”المجلس الانتقالي”، أصيب أشخاص برضوض وحالات اختناق؛ جراء تدافع محتشدين، إثر إطلاق مسلحين نيرانا في الهواء؛ ما تسبب في حالة ذعر.

وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن مسعفين في المستشفى الجمهوري التعليمي في عدن، بأن ستة مصابين دخلوا المستشفى، وأجريت لهم إسعافات أولية وحالتهم الآن مستقرة.

وقال مصدر إعلامي في المهرجان، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول، إن “عناصر حراسة منصة المهرجان الرئيسية أطلقت النار في الهواء حينما حاول القيادي بالحراك الجنوبي، صلاح الشنفره، صعود المنصة، وأصرت حراسته الشخصية على الصعود معه”.

و”الشنفره” هو قيادي في “الحراك الحنوبي”، ومعارض لـ”المجلس الانتقالي”، بسبب عدم التشاور مع جميع مكونات “الحراك الجنوبي” قبل تشكيل هذا المجلس.

وفي بيان صدر في ختام الفعاليات، أشادت ما تسمى بـ”هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي” بما اعتبرته “حشودا جماهيرية كبيرة” شاركت في تظاهرة اليوم.

وعدّت ذلك “رسالة بالغة المعاني والدلالات بلغ صداها مراكز صنع القرار العربي والإقليمي والدولي”.

ويضم “الحراك الجنوبي” مكونات وفصائل متباينة الرؤى، وقد تأسس مطلع 2007، انطلاقا من جمعيات المتقاعدين العسكريين، وهم جنود وضباط سرحهم نظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من الخدمة، لكن سرعان ما تحول من حركة تدعو إلى استعادة ما تقول إنها أراض منهوبة والعودة إلى الوظائف، إلى المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وفي السياق، قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، إن اليمن الاتحادي خيار اليمنيين ولن تستطيع أي قوة أن تنتزعه منهم.

وأضاف هادي، في خطاب ألقاه بمناسبة العيد الوطني الـ27 للوحدة اليمنية 22 أيار/ مايو، أنه لن يسمح بتقسيم اليمن إلى دويلات “وفقا لرغبات مشبوهة عند هذا القائد أو ذلك الفصيل أو تلك الجماعة، ولن يسمح للكيانات الهشة أن تفرض نفسها تحت أي مسمى أو تدعي تمثيل البلاد بغير حق “.

وأشار إلى أن الاحتفاء بهذا العيد يعد تعبيرا ساميا بالغ الدلالة والقيمة، ومجسدا لحجم الحلم الكبير الذي ضحى من أجله الشعب اليمني “وتعرض في فترات مختلفة للتشويه والاستغلال والسعي وراء المجد الزائف والمكاسب الشخصية من قبل من عبثوا بهذا الحلم الجميل وحولوه بأنانيتهم وحقدهم إلى كابوس ومرادف للتمييز والاستغلال خاصة لدى الجيل الذي لم يعرف غير الوحدة”.

وأضاف هادي: “مؤخراً ونحن على أبواب الانتصار الكبير في استعادة الدولة، برزت نتوءات لا يمكن فهم ما تدبره وتكيده باسم تمزيق الوطن وتفكيك وحدته، إلا أنه محاولة لخدمة من يلفظون انفاسهم الأخيرة من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ومشروعها المهزوم، لكن هيهات أن يتحقق مرادهم فالأشياء ليست بالتمني أو التوهم، والقول الفصل هو الكلمة الأخيرة هي للإرادة الشعبية”.

وتابع الرئيس هادي قائلا “إن إيماننا يتجدد كل يوم بأن الشعب اليمني الواحد سينتصر على كل النفوس المريضة وسيحافظ على بلده، فالشخصيات المتآمرة والمريضة لا تصنع التاريخ الأبيض، وإذا ما وضعتها الأقدار في طريق صناعة التاريخ فإنها لا تلبث أن تعود لتمحو آثارها”.

وأكد أن اليمن الاتحادي هو الشكل الذي اختاره اليمنيون وقبلوه باعتباره حلا مثاليا لتصحيح المسار والحفاظ على وحدة الوطن، بعد ما تعرض له من التصدع والضربات التي سببتها الأحداث منذ ما بعد الوحدة وصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني، وبما يؤسس لوحدة مستدامة قائمة على أساس التوزيع العادل للسلطة والثروة، ولا مكان فيها للإقصاء أو التهميش أو سيطرة لعائلة أو منطقة.

ووجه هادي شكره خلال الخطاب، لدول التحالف العربي، بقيادة السعودية، لافتاً إلى أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في معركة “إنهاء الانقلاب والتصدي للمشروع الفارسي واستعادة الدولة اليمنية والحفاظ على وحدتها واستقرارها وتمكين الحكومة الشرعية من بسط نفوذها على كامل التراب الوطني”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية