مدريد: وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء، بـ”تعاون كامل” من جانب حكومته مع التحقيقات حول مقتل 23 مهاجرا إفريقيا كانوا يحاولون الجمعة الماضي دخول جيب مليلية الإسباني انطلاقا من الأراضي المغربية.
وقال سانشيز في مقابلة مع إذاعة “كادينا سير”: “يؤسفني جدا سقوط أرواح بشرية” مشددا مرة أخرى على “حق سبتة ومليلية” الجيبان الإسبانيان الواقعان في الأراضي المغربية، “في حدود آمنة” متهما “المافيات التي تتاجر بالبشر”.
وكانت النيابة العامة الإسبانية، قد أعلنت الثلاثاء، فتح تحقيق في مقتل المهاجرين. وقال مكتب المدّعي العام الإسباني في بيان إنّه “طلب فتح تحقيق لتسليط الضوء على ما حدث” بعد ساعات من مطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في هذه المأساة، الأكثر دموية على الحدود مع سبتة ومليلية.
وأضاف سانشيز: “يؤسفني سقوط قتلى في مدينة الناظور” في شمال المغرب الحدودية مع مليلية. ويواجه رئيس الوزراء الإسباني انتقادات منذ هذه الأحداث المأساوية، ولا سيما بسبب تعليقاته غداة ذلك التي دعم فيها قوات الأمن الإسبانية والمغربية.
وقال سانشيز: “لم أتبلغ هذه المعلومات والمشاهد إلا بعد قيامي بهذه التصريحات” السبت.
وأشار إلى أن ثلاثة تحقيقات حول أحداث مليلية فُتحت، بينها اثنان في إسبانيا. وطلبت النيابة العامة الثلاثاء فتح تحقيق “لجلاء الضوء” على أحداث الجمعة بعد تحقيق آخر أعلنه “أمين المظالم” الذي يدافع عن المواطنين الإسبان في حال الاشتباه بتجاوزات من جانب الدولة.
وذكّر سانشيز بتحقيق باشره النائب العام في مدينة الناظور المغربية.
وأكد “يجب الثقة بالمؤسسات” واعدا بأن توفر حكومته “تعاونا كاملا” مع هذه التحقيقات “لاستيضاح الوقائع”.
لكنه أكد أن “مأساة” الجمعة “كانت الفصل الأخير في فاجعة بدأت قبل ذلك بكثير” أي في الدول التي يأتي منها المهاجرون.
وأوضح: “علينا العمل مع السودان وهو بلد أتى منه جزء كبير” من المهاجرين الذين حاولوا دخول مليلية.
وأكد: “المسؤولون الرئيسيون هم المافيات التي تتاجر بالبشر”.
وقضى ما لا يقل عن 23 مهاجرا وأصيب 140 شرطيا بجروح، وفقا للسلطات المغربية، عندما حاول نحو ألفي مهاجر فجر الجمعة عبور السياج الفاصل بين مليلية والمغرب.
وعزت النيابة العامة هذا القرار إلى “خطورة الأحداث التي قد تكون مست الحقوق الإنسانية الأساسية للأشخاص”.
وفي نيويورك، اتهمت الأمم المتحدة كلاً من المغرب وإسبانيا “باللجوء المفرط إلى القوة” ضد هؤلاء المهاجرين، كما جاء على لسان الناطق الرسمي باسمها ستيفان دوغاريك، الثلاثاء.
وأضاف أن هذه الأحداث “يجب أن تكون محل تحقيق”، موضحا أن الأمم المتحدة لاحظت لجوءا مفرطا للعنف “على جانبي الحدود”.
وكانت السلطات المغربية أوضحت عقب الفاجعة أن الضحايا قضوا في حوادث “تدافع وفي سقوطهم من السياج الحديد”، مشيرة أيضا إلى “استخدام وسائل عنيفة جداً من المهاجرين”.
(أ ف ب)
قلت لكم منذ سنتين ان الدائرة ستدور وان عين الله لا تنام