تونس – “القدس العربي”: قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن مَن تم إيقافهم أخيرا بتهمة “التآمر على أمن الدولة” هم عبارة عن “إرهابيين” وإنهم أعدوا مخططا لاغتياله.
وخلال زيارته مساء الثلاثاء إلى مبنى وزارة الداخلية، قال سعيد إن “الذين تم اعتقالهم هم إرهابيون متهمون بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، ولن نترك تونس لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين”.
وأضاف “لا بد من محاسبتهم وفق القانون، ونحن نحترم الإجراءات وحقوق الإنسان، والأمر لا علاقة له بالحقوق والحريات كما يدّعون، فجميع الإيقافات تمت وفق القانون التونسي”.
وتابع بالقول “إنهم يتآمرون على أمن الدولة ويُخططون ويُعِدون لاغتيال رئيس الدولة وهم تحت حماية الأمن، فالأمر يتعلق بحياة الدولة وبمستقبل الشعب”.
كما هاجم الأطراف التي تحدثت عن مخالفة قوات الشرطة للإجراءات والتدابير المعمول بها في البلاد خلال عملية الاعتقال.
وأضاف “عندما يسرق شخص علبة شامية (حلاوة) يتم فورا تطبيق القانون عليه وحين يتعلق الأمر باغتيال رئيس الجمهورية يقع التعلل بالإجراءات وترتفع الدعوات لتأجيل الإيقاف على اعتبار أن العملية حصلت موفى الأسبوع”، في انتقاد مبطن للقضاء.
كما دعا سعيد إلى “إنقاذ تونس والقضاء على العبث وإنقاذ الشعب من المجرمين”، مؤكدا أن “سيادة تونس ليست للبيع فهي ليست مزرعة وليست موضوعة في بورصة من البورصات التي تم تهريب الأموال إليها”.
ودعا القضاة إلى “تحمل مسؤولياتهم التاريخية فيما يتعلق بالإيقافات الأخيرة، منتقدا طول إجراءات التقاضي وبقاء الملفات في طور التقاضي لسنوات طويلة”.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=609398257754747
اعتبر عميد المحامي السابق عبد الرزاق الكيلاني أن تصريحات سعيد “تعدّ تدخلا سافرا في القضاء. وضمانات القضاء العادل أصبحت غير متوفّرة. رئيس الجمهورية بجرة قلم يمكنه إعفاء أي قاض والقضاة أصبحوا يعيشون حالة رُعب في تونس”.
https://www.facebook.com/ShemsFM/videos/1261375571084124
وكتب بسام الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان “تصريحات رئيس الجمهورية البارح من مقر وزارة الداخلية هي نسف لقرينة البراءة ومقومات المحاكمة العادلة، وضرب لحرية التعبير والاعلام المستقل”.
وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك “الرئيس يصدر احكامه النهائية والباتة دون انتظار الابحاث والتحقيق واحكام القضاء بتصريحه ان الموقوفين مجرمون وارهابيون”.
وتابع بالقول “كفى حديثا عن حقوق الانسان وحريات فردية ومحاكمات عادلة وقضاء مستقل واجراءات سليمة!”.
https://www.facebook.com/trifi.bassem/posts/10226965658223286
وكان سعيد اتهم السياسيين والقضاة المشمولين بسلسلة الاعتقالات الأخيرة بتجويع التونسيين والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، والوقوف وراء هذه الأزمات المتعلقة بتوزيع السلع وزيادة الأسعار.
من يحترم الإجراآت، يا سيادة الرئيس، ومن يحترم حقوق الإنسان، يافخامة الرئيس، لاينعت المواطنين ب «الإرهابيين» قبل أن يبتّ القضاء بملفّاتهم. أشفق، ياسيّدنا الرئيس، على كلّ فطحل قانون، يجهل أن «كلّ متهم بريئ حتى تثبت إدانته». [راجعوا، إن شئتم، محاضرات السنة الأولى في القانون الجزائي (جامعة سوسة) ! ]. مولانا الأستاذ، الفقيه بالقانون ! بعض تصريحاتكم تجعلنا نشكّ أكاديميّاً بعلومكم. بشغف، أنتظر القبض عليّ.