تونس- “القدس العربي”: أثار الرئيس التونسي قيس سعيد موجة من الجدل والتهكم على مواقع التواصل بعد ربطه بين اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل وإعصار دانيال الذي ضرب أجزاء من أوروبا وشمال إفريقيا وتسبب بكارثة في مدينة درنة الليبية.
وخلال إشرافه، مساء الاثنين على اجتماع ضم رئيس الحكومة وبعض الوزراء، قال سعيد، منتقدا المعارضة “وبعد ذلك يتحدثون عن مأساة أخوتنا الليبيين وإعصار دانيال. ألم يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن سبب اختيار هذه التسمية، وهي لنبي عبري؟”.
وفسر ذلك بقوله “لأن الحركة الصهيونية تغلغلت وتم ضرب العقل والتفكير. وهو في حالة غيبوبة فكرية تماما. من إبراهام إلى دانيال. واضحة جدا”، في محاولة للربط بين اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتسمية الإعصار.
https://www.facebook.com/100064458289062/posts/pfbid02uTVF8d7F9QCH2NDAb5kTMLg6RycW5cMrvJzhhoLWaxzfhovhudxE9f4bjdXAD7mYl/?app=fbl
وأثار تصريح سعيد جدلا واسعا، حيث اعتبر البعض أن الرئيس “أخطأ” حين حاول “تسييس” كارثة طبيعية، وخاصة أن تسمية الكوارث الطبيعية يتم تحديدها مسبقا من قبل العلماء ولا علاقة لها بالسياسة.
https://www.facebook.com/jomanasoff/videos/332486045899824/?app=fbl
وكتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد “رئيس الجمهوريَّة يرتكب خطأ فاحشا في الخلط بين الذكر والأُنثى والخلط بين العاصفة “دانيالّْ” (Danielle) المؤنَّثة بتشديد اللَّام المُهملة بالسُّكون الَّتي ضربت سواحل المتوسِّط الشَّرقي وتلاشت على السَّواحل الشَّرقيَّة للشَّقيقة ليبيا وخلَّفت آلاف الأشلاء والمآسي في درنة والبيضاء وسوسة الشَّرق وبنغازي وما جاورها، وبين نبيِّ الله “دانيال” (Daniel) عليه السَّلام وعلى كلُّ الأنبياء والرُّسل، نؤمن بهم جميعا ولا نفرِّق بين أحد منهم من أوَّلهم أبونا آدم عليه السَّلام إلى نبيِّ الهُدى رسولنا الكريم محمَّد خاتم الأنبياء والمرسلين”.
وقال إن علماء الأرصاد الجوِّيَّة “قاموا بإعطاء تسمية للعاصفة منذ تشكُّلها، باعتماد منظومة التّسمية العالميَّة المعتمدة، وهي تقوم على إعطاء اسم تتابعي لكل عاصفة لتفريقها وتسهيل عمليَّة متابعتها وتنبيه الحكومات وعموم النَّاس بمسارها وخطورتها، ويبدأ الاسم بالأحرف الأبجديَّة اللَّاتينيَّة الواحدة والعشرين مع استثناء أحرف الأبجديَّة الأخيرة المعقَّدة. وعادة ما تكون الأسماء مؤنَّثة من الأسماء المتداولة بين عموم الجمهور لأسباب تواصليَّة”.
وأضاف “وجاءت تسمية “دانيالّْ” مبتدئة بالحرف الرَّابع (دال) من الأبجديَّة اللَّاتينيَّة لأنَّها وبكلِّ بساطة العاصفة الرَّابعة لهذا الموسم، بعد عواصف “أليكس” (Alex) بالحرف الأوَّل (ألف) الَّتي ضربت خليج المكسيك وفلوريدا الأمريكيَّة بين 2 و5 جوان، ثُمَّ “بونِّي” (Bonnie) بالحرف الثَّاني (باء) ثُمَّ “كولين” (Colin) بالحرف الثَّالث (سين) وكانتا قصيرتا المدَّة بين 1 و2 جويلية.. ثُمَّ هدأت العواصف شهرين، إلى حين تشكُّل الرَّابعة “دانيالّْ” (Danielle) بسبب التقاء المنخفض الجوِّي بمياه مرتفعة الحرارة بشكل استثنائي بسبب الارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة في شهر أوت/ أغسطس، ولتأخذ بكل بساطة تسمية أنثى تبدأ بالحرف الرَّابع للأبجديَّة اللَّاتينيَّة (دال)”.
https://www.facebook.com/100000484151507/posts/pfbid02tohcgVyDvuBZs1vQm3tDLQqjf7yn6Z1mYYYvS6yYPKga9ezyvuSFbQfjqVoe3jqGl/?app=fbl
وتساءل الباحث عادل اللطيفي “هل يُعقل أن يتحدث رئيس تونس بتلك الطريقة على مأساة إخوتنا في ليبيا والـ11 ألف ضحية؟ هل من المناسب الحديث عن النبي دانيل ومعناه أمام تلك المأساة؟ هل يعقل الحديث عن النبي دانيال وربطه بالصهيونية التي ظهرت في القرن 19؟ ألا يعلم رئيسنا أن أسماء الأعاصير يضعها علماء باتفاق دولي وأن هناك 6 قوائم يتم تداولها دوريا بالتناوب اسم مؤنث واسم مذكر؟ هل يعلم أن الأسماء عوضت الإحداثيات لتسهيل التواصل حول الأعاصير؟ ما هذا الجهل؟”.
وأضاف “كيف للرئيس أن يلمح- في ظل هذه الفاجعة على الأشقاء – أن حملته على المهاجرين في صفاقس أهم من 11 ألف قتيل؟”.
https://www.facebook.com/1529151858/posts/pfbid0hYqwBQhmQguLenxLiAunjQYjBjkhgCe9jULf6FBifmgJtodZ38F2WUv5fqv5ZXGvl/?app=fbl
وكتبت المحامية إيناس حراث “عذرا، لكن وجب التذكير أننا كمسلمين نؤمن بكل الأنبياء والرسل -بما فيه أنبياء اليهود- بل إن الإيمان بالأنبياء يُعتبر ضمن عقيدة المسلم. ونوقر ذكرهم ونسمي أولادنا (فضلا عن الأعاصير) بأسمائهم دون أي إشكال. ولا علاقة لذلك بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لا من قريب ولا من بعيد”.
https://www.facebook.com/1460033925/posts/pfbid02fFVosVdgbatTiwizGjcGqZou4VKaX95YJax3YAUNNwJV5am83HfjSeySEVzwLMCXl/?app=fbl
وسخر إيدي كوهين، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من تصريح سعيد بقوله “نعم، نحن قمنا بذلك لأن الشعب الليبي رفض التطبيع وقام بالمظاهرات قبل أسبوع من الفيضانات. نعم نحن قمنا بذلك لأن الحكومة الليبية طردت وزيرة الخارجية نجلاء منقوش التي اجتمعت مع الوزير إيلي كوهين. نعم هذه هي الحقيقة التي أردنا إخفاءها، لكن قيس سعيد كشفها!”.
نعم نحن قمنا بذلك لأن الشعب الليبي رفض التطبيع وقام بالمظاهرات اسبوع فبل الفياضانات.
نعم نحن قمنا بذلك لان الحكومة الليبية طردت وزيرة الخارجية نجلاء منقوش التي اجتمعت مع الوزير ايلي كوهين. نعم هذه هي الحقيقة التي أردنا إخفائها لكن قيس سعيد كشفها. https://t.co/wYVGVgx2uF— إيدي كوهين אדי כהן 🇮🇱 (@EdyCohen) September 19, 2023
وأضاف، في تدوينة أخرى على موقع “إكس”: “كل من يدعم القضية الفلسطينية سنرسل له إعصارا مدمرا. أعذر من أنذر”.
كل من يدعم القضية الفلسطينية سنرسل له إعصار مدمرا
أعذر من انذر— إيدي كوهين אדי כהן 🇮🇱 (@EdyCohen) September 19, 2023
https://www.facebook.com/DiwanFM/videos/304831625607566/?app=fbl
https://www.facebook.com/RadioIfm/videos/2649469455209292/?app=fbl
https://www.facebook.com/100064742046580/posts/pfbid0Bnfm8oiukvUHC9LUZX1zsDxH8my4QFRciCtKBwiphYvvkXPyz3ppvhDtwhp2hP7ql/?app=fbl