الناصرة- “القدس العربي”:
ردا على التحريض غير المتوقف على المجتمع العربي، من خلال نزع شرعية نوابه من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تساءل رئيس الموساد السابق إفرايم هليفي “ماذا لو بقي الأطباء العرب في البلاد داخل بيوتهم؟”.
بهذا التساؤل ضمن مقال نشرته صحيفة “هآرتس” أمس يحاول هليفي تجنيد الدور الكبير للطواقم الطبية العربية في مواجهة عدوى كورونا، للدفاع عن موقفه الداعي لدمج المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل ومنحه المساواة في الحقوق المدنية.
ويعلل هليفي الذي ولد في لندن وجاء مهاجرا إلى فلسطين عام 1948، بالقول إن الحق في المساواة محفوظ لكل مواطن في إسرائيل بما في ذلك المجتمع العربي. منبها أن هذا المقال يتعامل مع جانب واحد فقط من الوضع، الجانب المرتبط بوباء كورونا.
ويتابع: “تفيد وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء التقى مع الفرق الطبية العربية لتجنيدهم لإقناع المجتمع العربي في إسرائيل بتنفيذ الأحكام السلوكية اللازمة ضد مخاطر فيروس كورونا. أعتقد أن ضيوف رئيس الوزراء ردوا بالمثل على طلبه. لم يتم الكشف عما إذا كان رئيس الوزراء انتهز الفرصة لشكر مواطني الدولة العرب على مساهمتهم التي لا مثيل لها في النضال الوطني لمنع انتشار كورونا”.
بعد النقد المبطن هذا، يشير هليفي إلى أن المجموعة التي قابلت نتنياهو هي جزء صغير من جمهور كبير من العرب الذين يعملون في أنظمة الصحة الإسرائيلية في مواقع مختلفة بجميع أنحاء البلاد، من مديري المستشفيات من خلال الأطباء وفي العيادات إلى المتخصصين في المستشفيات وهي تشمل شخصيات بارزة ومثيرة للإعجاب في مجالات الجراحة وأمراض القلب والسرطان وغيرها. منوها لوجود الآلاف من الممرضين والممرضات العرب وكذلك عمال الصيانة والنظافة.
يشار إلى أن العقدين الأخيرين شهدا طفرة كبيرة في عدد الأطباء والممرضين العرب في إسرائيل بعدما توجه قطاع كبير من الطلبة اليهود من دراسة الطب للعلوم التقنية والإلكترونية حيث تتوفر رواتب أكبر.
ويبرز حضور الطواقم العربية في كافة المستشفيات الإسرائيلية وفي مواقع مفتاحية كمدراء أقسام وخبراء في مختلف مجالات العلاج.
ويشير هليفي لـ”هيمنة العرب على مجال الصيدلة في البلاد” ويقول إن معظم الصيادلة في منطقة تل أبيب- يافا والمنطقة المحيطة هم من العرب. لافتا لوجود نائبين في الكنيست من الأطباء أحدهما هو الدكتور أحمد الطيبي الذي تخرج بمرتبة الشرف من كلية الطب في الجامعة العبرية.
ويقول إنه من المفترض أن معظم المواطنين العرب في إسرائيل أدلوا بأصواتهم في الانتخابات للقائمة المشتركة، وأنه في هذا الوقت مطلوب التضامن مع جميع مواطني الدولة ومع جميع ممثليهم في الكنيست. ويشدد هليفي على أن إقصاء وإذلال أعضاء الكنيست العرب يهدد الأمن القومي لدولة إسرائيل.
ويضيف: “يعتمد النظام الصحي في إسرائيل اليوم من بين أمور أخرى على العرب العاملين هناك. لو توقف الآلاف من الأطباء والصيادلة والممرضات وغيرهم من العاملين الصحيين العرب وأغلقوا على أنفسهم في منازلهم، لكان النظام قد انهار ولن تكون هناك فرصة لإنقاذه من الآن فصاعدا”.
** هذا عار علينا ورصاص على أقدامنا
ويستذكر هليفي أنه حتى قبل تفشي الوباء الحالي، عمل الأطباء والممرضون العرب بشكل عام في ظروف غير إنسانية، منوها إلى أن النظام الصحي يعاني اليوم بشكل خاص من مصاعب شديدة، حيث يكابد نقصا حادا في عدد العاملين، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتزال العديد منهم.
ويتابع: “العبء الضخم على الأطباء، الذي يتطلب ساعات عمل كثيرة، دفع الأطباء للتوتر إلى حد الانتحار في العام الماضي كما شهدنا في مستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع. وتشير الدلائل إلى أن الإجهاد في العمل كان عاملاً رئيسيا في هذه المآسي”.
ويتطرق هليفي لمحاولات اليمين وعلى رأسهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو دق الأسافين بين المجتمع العربي في البلاد، وبين ممثليه السياسيين. ويقول إنه قد فشلت محاولة فصل الجمهور العربي عن ممثليه في الكنيست. مشددا على أن الانتخابات التي فُرضت على الجمهور ثلاث مرات في العام الماضي زادت بشكل كبير التمثيل العربي في الكنيست وزادت نسبة التصويت في المجتمع العربي في كل مرة.
ويرى أن أولئك الذين يستبعدون أعضاء الكنيست العرب يستبعدون مؤيديهم بما في ذلك الأطباء الذين ينقذون الآن حياة الإسرائيليين، اليهود والعرب على حد سواء.
ويخلص هليفي للتحذير الشديد بالقول إن “ذلك عار في حد ذاته، وعلاوة على ذلك: إنه في نفس الوقت يشبه من يطلق النار على نفسه في الساق. لم يبق إلا القليل من الوقت لمنع كارثة في إسرائيل”.
** توما – سليمان: نتنياهو الإرهابي الأخطر
وفي هذا السياق، أكدت النائبة عايدة توما – سليمان ( الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة/ القائمة المشتركة) أن الإرهابي الأخطر، والفيروس الذي لا يقل خطورة عن كورونا، هو بنيامين نتنياهو، الذي لا يكف عن ترهيب الناس بشكل جنوني، ليشل العمل السياسي، ولا يكف في هذا الوقت بالذات عن التحريض الدموي الشرس على القائمة المشتركة، واتهامها بدعم ما يسميه نتنياهو وزمرته ارهابا.
وقالت توما سليمان في بيان: “نحن نعرف نتنياهو بإتقانه التحريض القاتل منذ 25 عاما وأكثر، وهو يواصل التحريض على جماهيرنا العربية والقائمة المشتركة، بزعم أنها تدعم الإرهاب حسب منطقه، بينما القائمة المشتركة، وكل جماهيرنا تناضل ضد الإرهاب الحقيقي: الاحتلال، وضد من يقود ويعمق هذا الإرهاب، وآن الأوان ليخرس نتنياهو وأن يكف عن نهج العربدة السياسية والترهيب. فهو الإرهابي الأخطر في أيامنا”.
كما قالت توما سليمان إن “حكومة الطوارئ التي يريدها نتنياهو وغيره، هي طوارئ نتنياهو، وليست طوارئ كورونا، طوارئ إنقاذ حكمه”.
وعن احتمالات تشكيل “أزرق- أبيض” حكومة طوارئ أو حكومة وحدة وطنية مع الليكود، قالت توما سليمان: “نحن نسمع عن كسر ما في المعسكر الآخر، وهذا ليس بالضرورة مفاجئا، بل هو أحد السيناريوهات المطروحة، ولكن من سيدخل لحكومة نتنياهو، سيكون كنملة نهاية الصيف، التي تطلق اجنحتها لتلقى مصيرها الأخير، مصيرهم السياسي الأخير”.
موضحة أن أجندة القائمة المشتركة هي جماهيرها العربية، الوطنية القومية واليومية، وضمان الديمقراطية والحريات، وعلى أساس هذه الأجندة، ستواصل المعركة لأجل مصالح جمهورنا، وشعبنا الفلسطيني والقوى التقدمية في الشارع اليهودي.
يأتي الحكومة من يشاء……رجل رشيد…..
تصحيح..” يأتي الحكمة”