الناصرة ـ ‘القدس العربي’ نقل موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية على الإنترنت، أمس الخميس، عن مصادر أمنية وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها إنه على الرغم من الانتصارات الموضعية التي يُحققها الجيش العربي السوري في الفترة الأخيرة، فإن الحرب الأهلية الدائرة في بلاد الشام ما زالت بعيدة من الوصول إلى الحسم أو النهاية، على حد تعبير المصادر، التي لفتت إلى أن المعارضة السورية ما زالت تُسيطر على مدينتين مركزيتين هما حمص وحماه.
واضافت هذه المعارضة المسلحة مؤلفة من جماعات وجيوش صغيرة، ومن مواطنين مسلحين، وأيضا من منشقين عن الجيش العربي السوري، بالإضافة إلى متطرفين ومتشددين إسلاميين الذين يصلون إلى سورية للقتال ضد النظام الحاكم من أفغانستان من والعراق، على حد تعبير المصادر عينها.
وساق الموقع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها إنه على خلفية الحرب الأهلية المستمرة في سورية تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن سورية باتت مركزًا للحركات الجهادية. ونقللا الموقع عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، قوله إنه يتطور أمام أعيننا، وعلى أبوابنا مركز للجهاد العالمي على نطاق واسع، فهم يؤسسون أنفسهم في دولة ليس لإسقاط نظام الأسد، وإنما للدفع بعملية إقامة دولة الشريعة الإسلامية، ولفت الموقع إلى أن أقوال الجنرال كوخافي تلك جاءت خلال حفل تخريج ضباط استخبارات، بعد وقت قصير من عودته من زيارة عمل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، تناولت، من جملة ما تناولته، ما أسمته المصادر التي تحدثت للموقع الإسرائيلي تفكك سورية، على حد تعبيرها.
علاوة على ذلك، لفت الموقع العبري إلى أن الجنرال كوخافي أدلى بأقوال مماثلة لكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الأمريكية. وقال إن سورية تشكل نموذجًا مقلقًا جدا، فهي تجذب إليها آلاف الجهاديين والمتطرفين الإسلاميين من المنطقة والعالم،على حد تعبيره. وبحسب الجنرال كوخافي فإن التمركز الإسلامي في سورية لن يؤثر على سورية فحسب، وليس على حدود إسرائيل فقط، وإنما سيُلقي بظلاله السلبية على لبنان والأردن وسيناء أيضًا، على حد قوله. وزاد الجنرال الإسرائيلي قائلاً إنه من الممكن أن تحمل رياح التغيير فرصًا وبشائر على المدى البعيد، ولكن على المدى القريب تتصاعد المخاطر، وتبرز في بعض الجبهات بذور تهديدات جديدة، كما قال.
على صلة بما سلف، قال محلل الشؤون العسكرية في الموقع العبري، رون بن يشاي، إنه ضمن المساعي الإسرائيلية لإقناع الاتحاد الأوروبي بالإعلان عن حزب الله تنظيمًا إرهابيًا، قامت الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية بتحضير ملف ضخم، والذي شرح من الناحية القانونية الأعمال التي وصفها بالإرهابية، والتيي قام حزب الله اللبناني بتنفيذها ضد دول في الغرب، وضد إسرائيل، وحتى أيضا ضد العرب، وبحسبه، فقد تضمن الملف الإسرائيلي حول حزب الله توثيقًا لعمليات نفذها حزب الله في العاصمة اللبنانية، بيروت، في سنوات الثمانين من القرن الماضي، والتي أدت إلى مقتل مئات من جنود المشاة الأمريكيين، وأيضًا جنود من إيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى العملية التي نفذها حزب الله، بحسب الإدعاء الإسرائيلية ضد حافة سياح إسرائيليين الصيف الماضي في جزيرة بورغاس في بلغاريا.
وكشف النقاب أيضًا عن أن اعتمادًا على الملف المذكور، فقد قام رئيس القسم الإستراتيجي في وزارة الخارجية الإسرائيلية بالاجتماع عدة مرات مع ممثلي جميع دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 28 دولة، وشرح لهم بالتفصيل عن عمليات حزب الله التي وصفها بالإرهابية، الأمر الذي شكل ضغطًا كبيرا على الأوروبيين لتقبل الموقف الإسرائيلي.
وخلص المحلل إلى القول، اعتمادا على مصادر أوروبية وإسرائيلية متطابقة أن القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت بالاتحاد الأوروبي لاتخاذ قراره بإدراج الجناح العسكري للحزب على قائمة التنظيمات الإرهابية كان تدخل حزب الله في الحرب الأهلية في سورية والمحاربة إلى جانب نظام الرئيس الأسد، وذلك على الرغم من أن الفرنسيين عبروا عن قلقهم من أنْ يقوم عناصر حزب الله بالمس بجنودهم الذين يعملون ضمن قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وهذه الفرقة تم تشكيلها بعد أنْ وضعت حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 أوزارها.
وخلص المحلل بن يشاي إلى القول إنه في نهاية المطاف وبضغط من هولندا وبريطانيا تم اتخاذ القرار بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب، على حد قوله.
صدقوني والله لو ساروا بما يحدده اتجاه البوصلة الحقيقي واستغلوا طاقتهم المهدورة ضد الكيان الغاصب العنصري سأكون معهم أحب من أحب وكره من كره .