موسكو – رويترز: أبلغ كيريل ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي صحيفة «آر.بي.سي اليومية أنه «لا يرى جدوى» من تمديد تخفيضات صارمة لإنتاج النفط العالمي مع تعافي اقتصادات في أنحاء العالم والطلب على النفط من تراجعات سابقة امتدت شهوراً ناجمة عن أزمة فيروس كورونا.
وتشير تعليقات ديمترييف، أحد كبار مفاوضي موسكو في محادثات النفط، إلى أن روسيا تريد تخفيف التخفيضات اعتبارا من أغسطس/آب وفقا لما تتضمنه الخطة القائمة.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها، فيما يُعرف باسم «مجموعة أوبك+»، الإنتاج بوتيرة قياسية قدرها 9.7 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل عشرة في المئة من الإمدادات العالمية، بعد أن انخفض الطلب على النفط بمقدار الثُلث خلال التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا.
وقال ديمترييف «نرى بالفعل أن الاقتصادات بدأت تخرج من فيروس كورونا والأسواق تتعافى، مما يدعم طلب النفط، لذا لا جدوى لتمديد القيود الصارمة لأكثر من شهر (بعد يوليو/ تموز)».
وتدعو الخطة الحالية إلى تقليص الخفض إلى 7.7 مليون برميل يومياً اعتبارا من أغسطس/آب، وأن يظل عند ذلك المستوى حتى ديسمبر/كانون الأول. وتنطوي على المزيد من التقليص، مع تخفيف الخفض إلى 5.8 مليون برميل يومياً اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2021 حتى أبريل/نيسان 2022 حين من المقرر أن ينتهي أجل الاتفاق.
يذكر أن سعر النفط ارتفع مؤخراً ليتجاوز 41 دولارا للبرميل من أدنى مستوىً في 21 عاما دون 16 دولارا للبرميل المسجل في ابريل/نيسان، مدعوما بتخفيضات «أوبك+» وتعاف في الطلب مع تخفيف الحكومات إجراءات مكافحة كورونا. وأغلقت أسعار خام برنت مرتفعة اثنين في المئة أمس الأول.
وتعود بذلك الأسعار مجددا إلى المستوى الذي تحقق روسيا عنده توازنا في ميزانيتها, وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في وقت سابق هذا الأسبوع أن موسكو تشعر بالرضا إزاء السعر الحالي.
وكانت لجنة منبثقة عن «أوبك+» قد حثّت أمس الأول الخميس دولاً مثل العراق وقازاخستان على تحسين الامتثال لتخفيضات النفط وتركت الباب مفتوحا لتمديد تخفيضات الإنتاج غير المسبوقة بدءا من أغسطس/آب أو تقليصها.
وتسدي لجنة المراقبة الوزارية المشتركة المشورة لتحالف «أوبك+»، وستجتمع مجددا في 15 يوليو/تموز، حيث ستوصي بالمستوى التالي للتخفيضات الهادفة لدعم أسعار النفط التي عصفت بها جائحة فيروس كورونا.
وقال مصدران في «أوبك+» أن اجتماع الخميس الافتراضي الذي عقدته اللجنة لم يناقش تمديد التخفيضات إلى أغسطس/آب.
وقال بيورنار تونهاوجن، من «ريستاد إنِرجي» الاستشارية النرويجية «قد يكون ذلك نبأً آخر دافعاَ لصعود الأسعار السوق، إذ قد يحجب البلدان (العراق وقازاخستان) بعض المعروض.» ويعني قيام الدول غير الملتزمة بالتعويض في المستقبل أنه حتى إذا قررت «أوبك+» تقليص التخفيضات، فإن أثر ذلك سيتلاشى عملياً.
وقال أيضاَ «عدم تمديد التخفيضات العميقة إلى أغسطس/آب لم يؤثر على الأسعار، مما يظهر أن المستويات الحالية قابلة للاستمرار.»
وتعمل السعودية، أكبر منتج في «أوبك»، وكذلك روسيا، على رفع أسعار النفط لتلبية متطلبات توازن الميزانية، ولكن دون تجاوز مستوى 50 دولاراً للبرميل بكثير، تحاشياً لتشجيع منتجي النفط الصخري الأمريكي على زيادة الإمدادات.
وهوى إنتاج النفط الأمريكي بقدر غير مسبوق بلغ مليوني برميل يومياً، لكن ثمة مؤشرات أنه يتعافى سريعا.