الناصرة – “القدس العربي”:
مع اقتراب الموعد الرسمي المعلن لبدء تطبيق مخطط السلب والنهب المعروف ب “مخطط الضمّ” يتزايد الجدل الإسرائيلي الداخلي حياله بين محذرين بدوافع مختلفة من ” تبعاته الكارثية” وبين من يرى به “فرصة تاريخية”.
ومقابل أوساط أمنية تحذر من تبعات خطيرة لخطوات ضمّ أحادية من النواحي الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية لدرجة تهديد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية بعد “ضرب حل الدولتين” هناك من يرى به “حصان طروادة” يدخل دولة فلسطينية إلى ” قلب إسرائيل”.
مقابل أوساط أمنية تحذر من تبعات خطيرة لخطوات ضمّ أحادية من النواحي الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية لدرجة تهديد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية بعد ” ضرب حل الدولتين ” هناك من يرى به “حصان طروادة” يدخل دولة فلسطينية إلى ” قلب إسرائيل”
وقال رئيس مجلس الاستيطان دافيد الحياني إن ” صفقة القرن” تثبت أن الرئيس دونالد ترامب ليس صديقا حقيقيا لإسرائيل. وسارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتعقيب على الحياني بالقول إنه يستنكر أقواله وإن ترامب “صديق كبير” لإسرائيل لافتا لرعايته خطوات تاريخية لصالح إسرائيل كالاعتراف بسيادتها في الجولان وبالقدس عاصمة لها والاعتراف بشرعية المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وتابع نتنياهو: ” تشمل رؤية الرئيس ترامب اعترافا بإسرائيل دولة يهودية وبالقدس عاصمة موحدة لها وبسيطرتها الأمنية في كل منطقة غربي نهر الأردن مثلما يدعم تفكيك سلاح حركة حماس ومنع عودة اللاجئين. من المؤسف أن هناك بيننا من يتنكر لهذه الصداقة غير المسبوقة”. وعقّب على أقوال الحياني، رئيسُ الكنيست الإسرائيلي، لفين بالقول إنها “وقحة وعديمة المسؤولية وجديرة بالتنديد”.
منوها أن تصريحات الحياني تعكس نكرانا للجميل لا مثيل له وتلحق ضررا كبيرا بالذات في الفترة الراهنة التي تشهد جهودا هامة لدفع خطوة تاريخية ببسط السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية. ورغم كونه في المعارضة قال رئيس حزب المستوطنين “يمينا” وزير الأمن السابق نفتالي بينيت إن ترامب صديق عظيم والإسرائيليون مدينون بالشكر له على أفعاله. وقال الحياني في حديث لصحيفة “هآرت ” أمس إن “صفقة القرن” خطيرة ،وإن كل ما يعني ترامب هو انتخابات الرئاسة الأمريكية.
كما عبّر عدد من رؤساء الاستيطان عن رفضهم لتصريحات الحياني، ومنهم رئيس ما يعرف بـ”المجلس الإقليمي بنيامين” يسرائيل غانتس الذي قال إن ترامب ليس فقط صديقا كبيرا لإسرائيل بل حليف حقيقي مع كل ما يعني ذلك. وتابع: ” كلنا شكر للموقف التاريخي للرئيس ترامب ازاء حق الشعب اليهودي على الضفة الغربية “. إلى ذلك تتواصل حملة التحذيرات الإسرائيلية حيال نيّة إسرائيل ضمّ مناطق من الضفة الغربية المحتلة التي قادها عدد من رؤساء سابقين في الأجهزة الأمنية ممن يبدون قلقا بالغا من تداعياتها خاصة بما يتعلق بمستقبل السلطة الفلسطينية ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع الأردن، كما يؤكد رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب رئيس الاستخبارات الأسبق الجنرال بالاحتياط عاموس يادلين وكذلك الرئيس الأسبق للقسم الأمني- السياسي في وزارة الأمن الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد.
** أمة كاذبة
ويحذر محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية 12 الصحافي والمعلّق البارز إيهود يعاري من قرار نتنياهو بشأن الضم وتحركات اسرائيل من جانب واحد.
وأوضح وفقا لما نقلته صحيفة “معاريف” أن هذه خطوة فارغة لا معنى لها في هذا المجال” ، مضيفا: “سنثبت للعالم أجمع أننا أمة كاذبة. لن يقبل أحد هذه الخرائط حول العالم. اعتقد أن هذا ضد القانون وهو حماقة من الدرجة الأولى. إنها خطوة إعلانية فارغة لا تغير الواقع ولن تؤدي إلا إلى إنشاء جبهة كبيرة وحادة يصعب تقديرها في الوقت الحالي”.
كما حذر يعاري من فقدان دعم قوى مهمة في العالم تقف إلى جانب إسرائيل. وتابع: “سنثبت للعالم أن جميع الخطب التي نلقيها منذ عقود بما في ذلك خطاب نتنياهو في بار إيلان حول تسوية الدولتين عام 2008 فارغة وتثبت أننا كذابون”.
وخلص يعاري للقول إن هذه قضية غير منسقة مع أي دولة في المنطقة. وتابع: “أي بلد يحترم نفسه في العالم يربط مصيره بالرجل الجالس في البيت الأبيض؟ إنه جنون مطلق”.
** ثلاثة أخطاء
ويرى المحامي الإسرائيلي المختص في قضايا الحقوق والمناهض للاحتلال ميخائيل سفارد، أن النقاش العام حول الضم جرى داخل إسرائيل بتأخر كبير. بداية بسبب التشكيك في جدية العملية، وبعد ذلك بسبب الكورونا. محذرا أنه بسبب الوقت القصير المتبقي لإجراء نقاش داخلي يزيد خطر أن يمتص الإسرائيليون أخطاء وعمليات تضليل فيما يتعلق بمغزى مخطط الضم. ويقدم مثالا على ثلاثة أخطاء شائعة لدى الإسرائيليين وحتى لدى “اليسار العميق “. الخطأ الاول والأكثر خطورة برأيه هو الادعاء بأن الضم فعليا لن يغيّر أي شيء بدعوى أن أصلا هناك ضما فعليا” أو “بدون ضم هناك إضرار بالفلسطينيين”.
ويتابع في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”: “هذا الفهم يقود الى طفرة يسارية خطيرة – تأييد هادئ للضم من أجل “إزالة الأقنعة”. هذه المقاربة يشوبها فهم معتل لتداعيات فرض القانون الاسرائيلي في الضفة الغربية”. موضحا أن الضم سيؤدي بالضرورة الى مصادرة كثيفة، جزء منها بشكل اوتوماتيكي، لأراض وممتلكات فلسطينية، وإلى عملية تهجير قسري لأشخاص وعائلات وتجمعات كاملة من المناطق التي ستضم، وإلى زيادة دراماتيكية للقوة الموجودة في أيدي السلطات المحلية للمستوطنين.
** السلب والنهب
ويؤكد سفارد الذي فضح في السابق صفقات أسلحة محظورة تورطت بها إسرائيل مع أنظمة قمع واضطهاد في العالم أن الضم سيفاقم عملية سلب الاراضي من الفلسطينيين وتطوير إسرائيلي فيها بحجم ووتيرة لا يمكن تحققها بدون عملية الضم.
ويضيف: “هذه العملية ستكون للمرة الأولى مرتبطة بصورة أقل بالحكومة وسياستها، وبدرجة أكبر بزعماء المستوطنين. على سبيل المثال، نتنياهو قال عن غور الاردن لإسرائيل اليوم إن البلدات الفلسطينية في الغور ستبقى كجيوب فلسطينية. أنت لا تضم اريحا، هنا كتجمع واحد أو تجمعين. هذه الأقوال لم يتم قولها بالصدفة. فعليا هناك في الغور نحو 50 قرية وتجمعا للرعاة الفلسطينيين. بالنسبة لإسرائيل معظمها غير قانونية، لذلك عند الضّم ستتحول الى جيوب”.
منبها أن ذلك يعني أن آلاف الاشخاص الذين يعيشون فيها سيتحولون الى مقيمين غير قانونيين في اسرائيل ولذلك، سيكونون معرضين للتهجير والنقل القسري الى خارج الغور لافتا إلى أن عملية مشابهة ستشهدها القدس المحتلة أيضا.
كما ينبه الحقوقي الإسرائيلي إلى أن صيغة متطورة لادعاء “الضم لن يغير أي شيء” تحذر من أن النضال ضد الضمّ يظهر الوضع القائم وكأنه غير فظيع جدا. ويضيف ” صحيح، لا شك أن الوضع سيء جدا حتى بدون الضمّ. ولكن من هنا يجب عدم الاستنتاج بأنه لا يمكن أن يكون الوضع أسوأ. يمكن ويجب معارضة الاحتلال والضم ايضا.”
” دويلة فلسطينية ” كالدجاجة
وخطأ آخر يشير له سفارد هو أنه حسب خطة ترامب، في المنطقة غير المخصصة للضم الاسرائيلي، ستقام دولة فلسطينية وعن ذلك يقول” قوموا بقراءة الخطة وتجاوزوا اللغة الكولونيالية التي تتناول الشروط التي يكون فيها الفلسطينيون متطورين بما فيه الكفاية من اجل الحصول على دولة، وستصلون الى المقطع الذي يصف ما الذي سيحصلون عليه : الحديث يدور عن كيان ليس له سيطرة على حركة الاشخاص والبضائع، منه واليه وليس له سيطرة على مجاله الجوي وهذا الكيان غير مخول بالتوقيع على اتفاقيات ومواثيق من انواع معينة، الذي من حقه في الانضمام الى مؤسسات دولية محدود”. مشيرا أنه حتى صلاحيات هذا الكيان الفلسطيني في مجال التخطيط والبناء تخضع للفيتو الاسرائيلي في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل.
سفارد:”الدولة الفلسطينية مثل أن الدجاجة هي طائر. توجد لها اجنحة ومنقار ولكنها في الحقيقة لا يمكنها الطيران. نتنياهو يعرف ذلك.”
ويتابع ” هذه دولة مثل أن الدجاجة هي طائر. توجد لها اجنحة ومنقار ولكنها في الحقيقة لا يمكنها الطيران. نتنياهو يعرف ذلك. وفي نفس المقابلة مع ” اسرائيل اليوم ” قال قبل أسبوع إنه يجب عليهم الاعتراف بأننا نسيطر أمنيا على كل المنطقة. واذا وافقوا على ذلك، فليكن لهم كيان خاص بهم، يعتبره ترامب دولة. وقد قال سياسي امريكي ساخرا: لكن، يا نتنياهو هذه لن تكون دولة. وأجبته: لتطلق على ذلك ما شئت. وفقط متعصبون مثل رؤساء المستوطنين الذين يقدسون الرموز يمكنهم معارضة خطة ترامب لأنه يسمي البنتوستان الفلسطيني الذي اخترعه ” دولة”.
الخطأ الثالث
والخطأ الثالث برأيه الذي تحّول الى ارضية مشتركة، هو الاتفاق على أنه اذا نجحت مساعي منع الضم فإن سياسة الصراع ستعود الى النقطة التي كانت فيها قبل فرض السيادة أي صراع بين من يؤيدون الدولتين وبين من يؤيدون الضم.
ويتابع ” هذا التحليل مغلوط ويتجاهل الردع السياسي الذي احبطه الضم. في السنوات التي مرت كان لليمين حظ مجنون: ترامب دخل الى البيت الابيض واوروبا ضعفت نتيجة ازمات ونتيجة خروج بريطانيا، وملفات نتنياهو غيرت حساباته السياسية والكورونا عتمت على الخطاب قبل لحظة من قيام اسرائيل بتنفيذ حركة تكتونية احادية الجانب. وبالنسبة لمعسكر الضم، فان جميع النجوم اصطفت في صف واحد، وما ظهر قبل لحظة كأمر خيالي تحول الى أمر واقعي”.
“بالنسبة لمعسكر الضم، فان جميع النجوم اصطفت في صف واحد، وما ظهر قبل لحظة كأمر خيالي تحول الى أمر واقعي”.
ويحذر سفارد من محاولات متكررة محتملة لاحقا بقوله :” الآن تخيلوا أن الضم تم احباطه. من ناحية نشطاء اليمين، هذا يعني أن المسيح قد وصل وهو يطرق الباب. ولكنهم لم ينجحوا في فتحه. كم من الوقت سيمر الى أن يتم تحقيق تنسيق كامل كهذا مرة اخرى بين جميع المكونات المطلوبة ؟
سفارد بخلاف معظم التحفظات الإسرائيلية من مخطط الضمّ يأخذ بالحسبان اعتبارات أخلاقية لا مصلحية تهم الإسرائيليين يتساءل ويستنتج هل الضم لن يخرج الى حيز التنفيذ في الاشهر القريبة القادمة؟ يمكن جدا أنه سينزل عن الاجندة لسنوات كثيرة وسيتحول الى خيار غير ذي صلة. في اليوم الذي سيتلو احباط الضم، الاحتلال سيكون نفس الاحتلال القديم والسيء الذي يجب النضال ضده. ولكن الوضع السياسي سيكون وضعا جديدا. ومثل أي تغيير هو يمكن أن يفتح ثغرة لإمكانيات لم تكن موجودة من قبل”.
المشكلة الديمغرافية ليست اختراعا
ويحذر وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين من الاستخفاف ب ” المشكلة الديموغرافية ” ويقول في مقال نشرته صحيفة ” يسرائيل هيوم ” إنه يخطأ من يعتقد أن المشكلة الديموغرافية هي اختراع، وان اسرائيل يمكنها أن تضم المناطق دون أن تمنح المواطنة للفلسطينيين الذين يعيشون فيها وسط استغلال ارادة ترامب لإسعاد مؤيديه المسيحيين المتجددين( الافنجيليين) قبل الانتخابات للرئاسة. ويخلص بيلين للقول” من يريد أن يضمن أيضا اغلبية يهودية وكذا ديموقراطية عليه أن يتبنى حلا توجد فيه حدود واضحة بين اسرائيل وبين فلسطين.”
سبحان الله …النتن ياهو يتحدث عن البرتقالي و كأنه …” سيدنا موسى عليه السلام ” …و مذا لو غضب البرتقالي من قول أنه ليس بالصديق لكم ….؟
اريد ان اسال اخواني الفلسطينيين سؤال حيرني و ليس لي جواب له. كمغربي تربية على حب فلسطين والقدس وقلبي يأس من بغض و حقد و عجرفة هذا النتن ياهو.
كيف للفلسطينيين ان يعملوا ويبنوا بيوت المستوطنون؟ كيف؟
استاذ محسن كما بنيت مستوطنات قطاع غزه كغوش قطيف وزالت وكذلك ستزول مستوطنات الضفه وهم يعملون ببناء المستوطنات نظرا الحصار والبطاله وان لم بينها هم فسوف يبنيها التايلنديين والافارقه واسيويين آخرين والشعب الفلسطيني يعرف ذلك ولذلك يعمل فيها