الجزائر- “القدس العربي”:
أعلنت الرئاسة الجزائرية عن وصول رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، إلى البلاد في زيارة رسمية تدوم يومين.
وكان في استقبال البرهان، الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي ممثلا لرئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي في الجزائر، حيث خص باستقبال رسمي رئاسي.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، سيُجري البرهان خلال الزيارة، مباحثات، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. ويرافق البرهان خلال الزيارة، وزيرُ الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وتعد زيارة البرهان الأولى من نوعها للجزائر، عقب اندلاع القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي، بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في القوات المسلحة، حيث تسبب هذا الصراع في مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.
وتأتي زيارة البرهان للجزائر في وقت يبدي البلدان توجسا علنيا من الدور الإماراتي في المنطقة، فمجلس السيادة السوداني كان قد اتهم الإمارات بتمويل قوات الدعم السريع الطرف الآخر في الحرب الدائرة حاليا، بينما تؤكد الجزائر ان الإمارات تقوم بتصرفات عدائية ضدها خاصة في جوارها في منطقة الساحل.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، شن الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، هجوما لاذعا على الإمارات التي اتهمها بأنها “دولة مافيا” سلكت “طريق الشر” بدعمها قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق دقلو.
وأبرز أن الإمارات ترسل منذ اندلاع الحرب أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وإفريقيا الوسطى “بمساعدة فاغنر”، مجموعة المرتزقة الروس التي كانت في وقت من الأوقات تنتشر بقوة في بانغي. وأضاف “بعدما ضعفت فاغنر، صارت طائراتهم تمر من تشاد. ومنذ أسبوع تهبط تلك الطائرات في مطار نجامينا”، مشيرا بأصابع الاتهام كذلك إلى المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا الذي تتهمه من جانب آخر صحف جزائرية كذلك بالتآمر على الجزائر ومحاولة إغراقها بالمخدرات.
وعلى المستوى الرسمي الجزائري، أبدى المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، الذي يرأسه الرئيس عبد المجيد تبون ويتكون من كبار القادة العسكريين والأمنيين، في كانون الثاني/ يناير الجاري، أسفه لما قال إنها “تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، وذلك في سباق تحذير متواصل من سياسيين وصحف في البلاد من الدور الإماراتي الذي يستهدف حسبهم الجزائر.
وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها بيان رسمي لوجود تصرفات عدائية يقوم بها بلد عربي ضد الجزائر. ورغم أن اسم هذا البلد لم يذكر، إلا أن أصابع الاتهام تشير وفق مراقبين، لدولة الإمارات التي هاجمها بشدة سياسيون في الجزائر مقربون من السلطة ووسائل إعلام بما فيها الحكومية هجوما حادا بسبب دورها خاصة في منطقة الساحل.
وفي تصريحات لافتة لها، حذرت الأمينة العامة لحزب العمال في الجزائر لويزة حنون، من الدور الإماراتي عقب لقاء جمعها بالرئيس عبد المجيد تبون، داعية إلى تقويض العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها “الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر”.
وذكرت في مبررات تقديمها هذا الطلب، أن الإمارات لم تترك شرا لم تفعله في المنطقة، فهي تغرق بلادنا بالمخدرات عبر الحدود مع ليبيا وأنها تحرض على الحرب بين الجزائر والمغرب باستغلال وجود الكيان الصهيوني في هذا البلد، وتريد عزلة الجزائر عبر دفع موريتانيا وتونس للتطبيع وتقوم بإدخال السلاح وزرع الجواسيس في المنطقة لضرب استقرار الجزائر.
وعقب الأزمة الأخيرة مع مالي وإلغاء الحكم العسكري في باماكو اتفاق المصالحة الذي ترعاه الجزائر، قالت حركة مجتمع السلم، إنها تتابع باهتمام بالغ التطورات التي تسعى من خلالها الدول الوظيفية المنضوية ضمن محور التطبيع، والارتهان للكيان الصهيوني بالدفع بتوترات إقليمية جديدة ضاغطة على الجزائر من خلال التحريش الحاصل في مالي ضد الجزائر، واتفاق الجزائر بين الفصائل المالية والذي يشكل تطورا خطيرا يقتضي التحرك الدبلوماسي والسياسي العاجل لسحب ورقة التأزيم من يد الأدوات الصهيونية في المنطقة.