“القدس العربي” أعلن وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند، الخميس، أنّه عيّن مدّعياً عاماً مستقلاً للتحقيق في قضية الوثائق الرسمية السرية التي عثر عليها في منزل الرئيس جو بايدن في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، وفي مكتب كان يستخدمه قديماً.
وقال الوزير في تصريح مقتضب “لقد وقّعت وثيقة عُيّن بموجبها روبرت هور مدّعياً عامّاً خاصّاً” لديه “صلاحية التحقيق مع أيّ شخص أو كيان قد يكون انتهك القانون” في هذه القضية.
وأضاف أن هذا القرار “للمصلحة العامة” وكان ضروريا بسبب “ظروف استثنائية”.
وتابع أن “هذا التعيين يذكّر الرأي العام بتمسك الوزارة باستقلالية القضاء في القضايا الحساسة جدا، والتزامها اتخاذ قرارات استنادا للوقائع والقانون فقط”.
? BREAKING: AG Merrick Garland has appointed Robert Hur to serve as Special Counsel to investigate the mishandling of Classified Documents by Joe Biden. pic.twitter.com/PR2QY2UzP8
— Benny Johnson (@bennyjohnson) January 12, 2023
وهور حاليا شريك في مكتب محاماة في واشنطن. كان هذا الخريج من جامعتي ستانفورد وهارفرد مدعيا فدراليا سابقا في ولاية ميريلاند بين عامي 2018 و2021. وقد عينه دونالد ترامب في هذا المنصب.
بين عامي 2007 و2014، عندما كان مساعدا للمدعي العام الفدرالي في مقاطعة ميريلاند، عمل وفقا لوزارة العدل، على قضايا تتعلق بعنف العصابات وجرائم الأسلحة النارية وتهريب المخدرات وكذلك الاحتيال في المؤسسات المالية والفساد.
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفن مكارثي قد حضّ، في وقت سابق، الكونغرس على التحقيق مع بايدن.
وقال “على الكونغرس التحقيق في هذا الأمر”، مشيرا إلى التحقيق الذي تجريه وزارة العدل بشأن الرئيس السابق دونالد ترامب لاحتفاظه بأكثر من مئة وثيقة سرية في دارته في بالم بيتش في ولاية فلوريدا.
Speaker Kevin McCarthy UNLOADS on the Biden document scandal.
“This is what makes America not trust their government.” ?
— Daniel Baldwin (@baldwin_daniel_) January 12, 2023
وأكد الرئيس جو بايدن، الخميس، “تعاونه الكامل” مع وزارة العدل بشأن تلك الوثائق. وقال لصحافيين “أتعامل مع قضية الملفات السرية بجدية كبيرة. نتعاون بالكامل مع وزارة العدل”.
Peter Doocy on new batch of classified documents found in Biden’s garage: “Classified material next to your Corvette! What were you thinking?”
Biden responds: “My Corvette is in a locked garage, OK? So it’s not like they’re sitting out on the street” pic.twitter.com/8c8bgAEzip
— Ryan Saavedra (@RealSaavedra) January 12, 2023
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، اليوم الخميس، إن الرئيس بايدن لم يكن يعلم أن وثائق سرية تعود للفترة الذي شغل فيها منصب نائب الرئيس موجودة في مركز أبحاث بواشنطن أو في منزله في ويلمنغتون.
وقال البيت الأبيض إن بايدن لا يعرف مضمون تلك الوثائق السرية.
وطُرحت على البيت الأبيض، الأربعاء، أسئلة ملحّة حول قضية محرجة مرتبطة بالعثور على وثائق سريّة تعود إلى الفترة التي كان يتولّى فيها الرئيس جو بايدن منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما (2009-2017)، في وقت تحقّق السلطات في فضيحة أكبر متعلّقة بدونالد ترامب.
وأكّدت إدارة الرئيس الديموقراطي حتى الآن العثور على “عدد صغير من الوثائق المصنّفة سرية” في “خزانة مُقفلة” في مركز بن بايدن، للأبحاث والمرتبط بجامعة بنسلفانيا حيث كان لدى بايدن مكتب سابقًا.
إلّا أنّ معاونيه عثروا “على الأقلّ على مجموعة إضافية” من الوثائق، وفق ما أفادت قناة “إن بي سي نيوز” الأربعاء وحذت حذوها وسائل إعلام أخرى.
مع التطوّرات الجديدة، يُتوقع أن تستمرّ القضية في إثارة الضجة وقد يتبيّن أنها تعرقل تحقيقًا حول عدد كبير من الوثائق كان دونالد ترامب يحتفظ بها في مقرّ إقامته في ولاية فلوريدا، بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.
وهذه القضية أكثر خطورةً، إذ وضع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يده خلال عملية دهم مذهلة على آلاف الوثائق، بعضها مصنف تحت بند أسرار الدفاع، وكان قد رفض الرئيس السابق الجمهوري إعادتها. إلّا أن العثور على المستندات في مكتب بايدن يبقى محرجا بالنسبة للرئيس الذي يتباهى بأخلاقياته.
ويرى محللون أن هذه القضية قد تُدخل اعتبارات سياسية حسّاسة على التحقيق المرتبط بترامب، الذي دعا فورا إلى أن يخضع الرئيس الديموقراطي للتحقيق نفسه.
وسأل “متى سيدهم الـ اف بي آي مقرات جو بايدن الكثيرة، وحتى البيت الأبيض؟”.
ومنذ العثور على الوثائق الأولى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، سلّمها محامون إلى هيئة المحفوظات الوطنية المسؤولة عن حفظ هذا النوع من الملفات.
وقالت إدارة بايدن إن محامين ذهبوا أيضا للبحث عن وثائق يُحتمل أن تكون ضائعة في أماكن أخرى، ما يفسّر الكشف عن مستندات أخرى الأربعاء قد لا تكون بالتالي الأخيرة.
لدحض الاتهامات بالتدخل السياسي، كلّف وزير العدل ميريك غارلاند القضية إلى مدعٍ في شيكاغو عُيّن في عهد ترامب.
وتطرّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إلى موضوع التحقيق، لتبرير رفضها الردّ على أسئلة الصحافيين في هذا الصدد الأربعاء. لكنّ ذلك لم يكن كافيًا لردعهم عن طرح المزيد.
وقالت جان-بيار “سنكون محدودين بشأن ما يمكن قوله هنا”.
وبعدما طُرحت عليها أسئلة حول المسألة مرات عديدة، استحضرت التصريح الحذر الذي أدلى به بايدن الثلاثاء وأكد فيه أنه يجهل محتوى الوثائق.
وعلى هامش قمّة أمريكية- كندية- مكسيكية عُقدت في مكسيكو، قال بايدن للصحافيين “لقد أبُلغت بما تمّ العثور عليه وفوجئت عندما علمت أنّ وثائق متعلّقة بالحكومة نُقلت إلى ذاك المكتب. لكنّي لا أعرف ما تحتويه تلك الوثائق”.
وأضاف “الناس يعرفون أنني آخذ المستندات والمعلومات المصنّفة (سريّة) على محمل الجدّ”.
(أ ف ب)