رئيس وزراء العراق السابق: إدارة ترامب طلبت مني التخلي عن إيران

حجم الخط
0

بغداد: قال رئيس الوزراء العراقي السابق، عادل عبد المهدي، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت منه التخلي عن طهران مقابل الاحتفاظ بعلاقات مع واشنطن.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها مجلة “حوار الفكر” (محلية/ خاصة)، ونشرتها الجمعة، مع عبد المهدي الذي استقال من رئاسة الوزراء مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019.

وأضاف عبد المهدي أن واشنطن بدأت تنفذ عقوباتها (على إيران) بعد 10 أيام من تشكيل حكومته في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

وتابع: “هنا بدأ الأمريكان بالقول: ليس لدينا أبيض وأسود، إما أن تكون معي أو ضدي”، في إشارة إلى تخيير العراق بين إيران والولايات المتحدة.

واستدرك: “قلنا لهم نحن لا نستطيع أن نكون معكم أو ضدكم. العراق دائما متوازن بين الطرفين (طهران وواشنطن)، ومبدأ معي أو ضدي يجعلني أذهب ضد جيراني (إيران) أو ضدكم (الولايات المتحدة) وهذا لا يمكن”.

وأردف أن إدارة ترامب أصرت على موقفها بأنه “ليس عندكم أي خيار إلا أن تكونوا معنا أو ضدنا”، لكن عبد المهدي جدد رفضه للأمر في تواصله الدائم مع كبار المسؤولين الأمريكيين، وخصوصا وزير الخارجية مايك بومبيو.

ووجه حديثه آنذاك للإدارة الأمريكية قائلا “عليكم مراعاة وضع العراق كون الانحياز إلى جانب طرف على حساب آخر غير ممكن”، معتبرا أن “واشنطن بعملها هذا تدفع الكثير من القوى إلى صف خصومها”.

وزاد عبد المهدي “هنا بدأت العلاقات بيننا تتوتر، فقد كان إما أن أتراجع عن المبدأ (المتوازن) وأعرّض العراق إلى شيء خطير جدا (لم يحدده) وهذا غير ممكن، أو أن أبقى متوازنا، وهذه مسألة دفعنا ثمنها”، في إشارة إلى استقالته.

وأطاحت الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في العراق، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بالحكومة السابقة برئاسة عبد المهدي الذي استقال نهاية العام ذاته.

واستطرد رئيس الوزراء السابق قائلا إن إيران والولايات المتحدة تعرفان “الخطوط الحمراء” لبعضمها ولا تمسانها، “لكن الذي حصل في حكومتي أن واشنطن غيرت قواعد السلوكيات والعلاقات باستهداف سليماني”.

وقتلت غارة أمريكية قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ويتواجد في العراق بطلب من بغداد منذ عام 2015، مستشارون إيرانيون يقدمون خدمات أمنية للقوات العراقية في القتال ضد تنظيم “الدولة” الإرهابي.

لكن واشنطن وقوى سياسية عراقية سُنية تتهم إيران بالتدخل المباشر بصنع القرار السياسي في العراق، والسيطرة على تحركات فصائل مسلحة بالحشد الشعبي، وهو ما تنفيه إيران بصورة متواصلة، وتقول إنها تحترم السيادة العراقية.‎

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية التي استهدفت قواتها بالعراق، ومقر سفارتها في بغداد، عبر وكلائها من الفصائل المسلحة الشيعية.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية