رئيس وزراء ووزيرة وعضوا كنيست: تلقينا رداً إيجابياً من دول لـ “استيعاب” فلسطينيي غزة

حجم الخط
0

وجد النائب داني دانون حلاً لمشكلة غزة؛ ففي مقابلة مع صوت “كان ب” كشف النقاب عن تلقيه “توجهات من دول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا مستعدة لاستيعاب لاجئين من قطاع غزة”. إن الذي شغل منصب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة في 2015 – 2020 يرى في الفكرة حلاً إنسانياً: “ينبغي التسهيل على سكان القطاع الخروج إلى دول أخرى. هذه هجرة طوعية للفلسطينيين ممن يريدون المغادرة”. لا يفكر دانون فقط في مصلحة الغزيين الذي يزعم أنهم يريدون؛ إنما قلقه منصب أيضاً على المتبقين في الخلف، لأن هذا “يسهل على الغزيين أيضاً ممن يتبقون هناك وكذا على جهود إعمار القطاع”. فبدون ذرة معرفة ذاتية، ضرب دانون مثل سوريا – من بين كل الدول – كسابقة تثبت تفاهة حله. “هذا يحصل في كل حرب. انظروا ما يحصل في سوريا؛ مليون ونصف انتقلوا إلى الأردن، ثلاثة ملايين انتقلوا إلى تركيا وبضعة ملايين آخرين انتقلوا إلى أوروبا”. وكانت العقبى في أقواله المزايدة الأخلاقية على العرب: “أعتقد أن على الدول العربية واجب المساعدة للفلسطينيين. فليتفضلوا ويساعدوا بدلاً من إلقاء الخطب الملتهبة”.
ممكن لدانون أن يشدد على موضوع “الرغبة” قدر ما يشاء، وما يقترحه هو ترحيل بكل معنى الكلمة. فأن ينسب للغزيين الذين يفكرون بالفرار نجاة بحياتهم إلى خارج غزة في الوقت الذي تقصف فيه بلا انقطاع، مع عدد بلغ أكثر من عشرين ألف قتيل ومحو أحياء كاملة وتعيش أزمة إنسانية، بلا ماء وغذاء ودواء، وبلا بنى تحتية، مع الأمراض، فهي مغادرة “طوعية” ومحاولة ساخرة. الرغبة الوحيدة التي تلعب هنا دوراً هي رغبة دانون وشركائه الأيديولوجيين ممن يرغبون في ترحيل الغزيين من غزة ويعودوا إلى “غوش قطيف”، أو شيء ما من هذا القبيل.
دانون يدفع منذ زمن بعيد بفكرة الترحيل “الطوعي” إلى الخطاب الدولي. وهو ليس وحيداً. فقبل بضعة أسابيع، نشر مع النائب رام بن باراك من “يوجد مستقبل” مقالاً في الموضوع في “وول ستريت جورنال” ليدعي بأن فكرة الترحيل نالت تأييداً في المعارضة أيضاً. كما أن وزيرة الاستخبارات غيلا جمليئيل نشرت في الشهر الماضي مقالاً في الموضوع في “جيروزاليم بوست” واضطرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بنشر إيضاح بأنه لا يمثل سياسة الحكومة. المقلق أكثر أن رئيس الوزراء أيضاً ينشغل بالموضوع. فأول أمس في جلسة كتلة الليكود، في رد على ما قاله دانون عن الحاجة لإقامة فريق يعالج الأمر، أجاب نتنياهو: “مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب، ونعمل على هذا”.
تطرف نتنياهو يتواصل؛ فبعد أن شرعن الكهانية وشق طريق بن غفير إلى طاولة الحكومة، ها هو يسمح الآن بالانشغال في الترحيل. لكن لا يهم بأي تغليف هدايا دبلوماسية يستخدم نتنياهو كلاً من دانون ورفاقهما، إنما محظور على هذه الفكرة الشوهاء وغير الأخلاقية أن تصبح إمكانية شرعية.
أسرة التحرير
هآرتس 27/12/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية