رابطة “أولتراس الزمالك” تعلن تجميد نشاطها: “لن نخون دماء الشهداء أو نكون عبيدا للسلطات”

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة- “القدس العربي”: أعلنت رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري “أولتراس وايت نايتس” تجميد نشاط المجموعة، بعد ما وصفته بوقائع “خيانة وتشويه” تعرضت لها على مدار الأعوام الماضية، منها نشر شائعات عن سيطرة إحدى الحركات السياسية على الرابطة.

وبهذا القرار، تكون أكبر روابط مشجعي الأندية في مصر “الأهلي والزمالك”، دخلت حيز التجميد والحل، حيث أعلنت رابطة “ألتراس أهلاوي” عام 2018، حل الرابطة.

وقالت رابطة “أولتراس زملكاوي” في بيان تجميد النشاط الذي نشرته على صفحتها في فيسبوك اليوم الخميس: “بعد انتهاء الموسم الرياضي وتتويج نادينا العظيم بجميع البطولات المحلية، ارتأى أبناء مجموعتنا المخلصين أنّ التوقيت الحالي هو التوقيت الأمثل للحديث… فمنذ شهر مارس/ آذار 2020، وبعد أحداث الخيانة التي تعرّضت لها المجموعة من الحُقراء والمرتزقة وأصحاب النفوس الهَشّة الضعيفة، تكاتف أبناء المجموعة واصطَفُّوا كالبنيان المتين المرصوص فى مواجهة هؤلاء الحُثالة، لكنها لم تكن مواجهة بين الحق والباطل فحسب، بل كانت مواجهة بين الصدق والكذب و بين الشجاعة والخسة، نشروا أكاذيبهم وسُمومهم فى عقول من لا يعرفون شيئا، روايات وهمية لا يمكن أن يُصدّقها عاقل، ولا يمكن أن يُرددها ويتناقلها سوى جاهل أو قاصر”.

وواصلت الرابطة في بيانها: “اتهامات باطلة وافتراءات خسيسة دنيئة روَّجوا لها يعلم الجميع براءَتنا منها… كما نحيطكم علماً بأن تلك الروايات الوهمية تم صياغتها في مكاتب الأجهزة الأمنية عن طريق أشخاص نحن نعلمهم جيداً وهم المسؤولون في تلك الأجهزة وجهاز “الأمن الوطني” بالتحديد عن ملف الأولتراس”.

واتهمت الرابطة من “وصفتهم بالمرتزقة والخونة بنشر شائعات عن اختراق صفحات وحساب الرابطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها باتت تحت سيطرة حركة سياسية”.

وأضافت الرابطة: “حاولنا بكل الطرق والوسائل بأن نكون خلف الزمالك، لكننا وجدنا الرسالة تأتينا مباشرة وصريحة، حضورنا سيكلفنا التنازل عن مبادئنا وسيكون حضوراً محفوفاً بالخيانة لدماء الشهداء ومهادنة قاتلهم والجلوس معه، وتعرضنا خلال تلك الفترة لضغط لا مثيل له ومازلنا نتعرض أثناء كتابة هذه السطور لضغط شديد حتى نقوم ببيع مبادئنا ونسيان ثوابتنا من أجل التواجد فى المدرجات، لكننا لسنا بمُغفّلين ولسنا بآلاتٍ ودُمى مِثل أولئك الذين تم السيطرة عليهم وأصبحوا عبيدا تتلاعب بهم السُلطات كيفما شاءت، وقاموا بتمثيل دور تلك السُلطات داخل المدرجات وممارسة أساليبهم الحقيرة، فنحن المخلصون لسنا للبيع، ومبادؤنا غالية الثمن غير قابلة للمساومة أو المُهادنة ولا يضاهيها سوى القصاص ممن قتل جمهورنا وحبس أبناءَنا وكابوهاتنا”.

وأكدت الرابطة: “من قَبِلوا المساومة وباعوا أنفسهم ومبادئ المجموعة قد تم طردهم ولفظهم من أبناء المجموعة المخلصين بسبب أفعالهم وتلاقى أفكارهم وتساويها بالأجهزة الأمنية وصفقاتهم المشبوهة مع رئيس النادي الملعون المُحرض والمشارك الرئيسي في قتل الجماهير، لتكون مزابل التاريخ مُستقرهم تلعنهم ألسنة الأوفياء الثابتين” بحسب وصفها.

وأعلنت الرابطة في ختام بيانها، تجميد نشاط المجموعة لأجل غير مسمى، حتى “تتغير تلك الأوضاع التي لا تناسبنا ولا تناسب أي شخص حُر.. وعاجلاً او آجلاً ستُفتح المدارج للجميع، وسنعود بكامل هيئتنا وبكامل إرادتنا لا يُملي علينا أحد شروطاً ولا نسير على أهواء أحد، وسنطرد الأذناب وأسيادهم طرد الكلاب” وفق تعبيرها.

وكانت محكمة جنايات القاهرة، في سبتمبر/ أيلول 2017، عاقبت “سيد مشاغب” كابو “ألتراس وايت نايتس”، و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، كما عاقبت اثنين بالسجن المؤبد، و3 آخرين بالسجن 10 سنوات، وعاقبت 3 آخرين بالسجن 3 سنوات، وقيادياً آخر بالسجن سنتين، فيما قضت ببراءة اثنين، وذلك في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلامياً بـ”أحداث الدفاع الجوي”، وتم تأييد الأحكام في النقض.

وتوفي 22 مشجعا، حسب حصيلة لوزارة الصحة المصرية، في 8 فبراير/ شباط  2015، وفي الوقت الذي قالت الأجهزة الأمنية إن الوفيات والإصابات جاءت بسبب التدافع، قالت الرابطة وقتها إن مصادمات بين المشجعين وقوات الأمن قبيل مباراة لفريق الزمالك في مسابقة الدوري العام تسببت في الوفيات.

لم تكن واقعة الدفاع الجوي هي الأولى التي يتعرض لها مشجعو كرة القدم، فقبلها كان حادث الدفاع الجوي، حيث قتل 72 من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوي، في فبراير/شباط 2012 بعد مباراة بين ناديي الأهلي والمصري في مدينة بورسعيد، وهي الأحداث التي عرفت إعلاميا بـ”مذبحة بورسعيد”.

ومنذ مذبحة بورسعيد، منعت أجهزة الأمن المصرية حضور الجماهير مباريات كرة القدم، باستثناء مباريات المنتخب والمشاركات في البطولات الإفريقية، قبل أن تقرر عودة الجماهير تدريجيا وسمحت خلال الموسم الماضي بحضور 2000 مشجع لكل فريق في مباريات الدوري.

وجرى إسناد مهمة بيع تذاكر المباريات لشركة “تذكرتي”، التي يتطلب الحصول على تذكرة حضور المباراة التسجيل على موقعها والحصول على بطاقة خاصة بحضور المباريات، لتكون بيانات الحاضرين أي مباراة في حوزة الشركة.

ولعبت روابط الألتراس، خاصة روابط مشجعي أندية الأهلي والزمالك، دورا في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، من خلال مشاركتها في ثورة يناير 2011، كما شاركت اشتباكات نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 التي عرفت بأحداث شارع محمد محمود.

ومنذ ذلك الحين، تتعالى الأصوات التي تتهم روابط مشجعي الأندية بالانتماءات السياسية، حيث قال الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، إن جماعة الإخوان المسلمين اخترقت “الألتراس الأهلاوي”، والسلفيون اخترقوا “الألتراس الزمالكاوي”.

وهو الاتهام الذي دأبت روابط مشجعي كرة القدم على نفيه، معتبرة أنها تُعاقب على مشاركتها في ثورة يناير، والمواجهات المستمرة مع جهاز الشرطة خلال مباريات كرة القدم.

وفي عام 2015، أصدرت محكمة مصرية قرارا بحظر روابط الأولتراس على مستوى البلاد، كما نص قانون الرياضة الذي صدر عام 2017، بمعاقبة كل من يتسبب في الشغب داخل الملاعب سواء بالسب، أو باستخدام الألعاب النارية، وغيرها، بالسجن لمدد مختلفة، تبدأ من 6 شهور إلى سنتين.

وبدأت روابط الأولتراس تتشكل في عام 2007، تأثرا بموجة إنشاء روابط “الأولتراس” في أندية شمال أفريقيا، وبالتحديد في تونس، حيث أُنشئت أولى تلك الروابط عربياً، وهي رابطة “أولتراس- نادي الترجي”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية