رابعة العدوية

حجم الخط
0

ميدان أصبح ميدانا مشهورا هذه الايام، ومن الطريف ان نتعرف على السيدة صاحبة هذا الاسم فنعرف من هي وكيف كانت حياتها، ولهذا اورد هذه الحقائق الطريفة عن . عرفت بلقب (أم الخير) وهي ابنة اسماعيل العدوية، وكانت مولاة لآل عتيق في مدينة البصرة بالعراق. وما لبثت ان أصبحت من أعيان زمانها. قال فيها ابن الجوزي (كانت رابعة من خيار أماء الله تعالى) وكانت زاهدة عابدة محبة لله وهي التي استعملت لأول مرة لفظة (الحب) للتعبير عن اقبالها على الله واعراضها عن كل ما سواه.
عاصرت كثيرا من الزهاد الذين كانوا يختلفون اليها ويستمعون الى مواعظها وحديثها، منهم مالك بن دينار ورباح القيسي وسفيان الثوري، ولم يكن حبها لله خوفا من النار او طمعا في الجنة، بل شوقا لله وأنسا به وكانت بمذهبها هذا مؤسسة للحب الألهي المنزه عن الغرض.. ولها في تصويره أقوال مأثورة وشعر جيد). ومن أقوالها المأثورة (انما أنت أيام معدودة فاذا ذهب يوم ذهب. بعضك وأوشك اذا ذهب البعض أن يذهب الكل .
وقولها ايضا أكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم. وطلب ان يتزوجها أبو اسماعيل الهاشمي، وكان من أعيان البصرة وله أموال وأطيان فكتبت له (أما بعد فان الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن والرغبة فيها تورث الهم والحزن والله خولني اضعاف ما خولك فلن يشغلني عنه شيء والسلام . ولها شعر جيد في حب العزة الالهية من اشهره هذه الابيات: أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهل لذاكا ..فاما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواكا ..وأما الذي انت اهل له فكشفك لي الحجب حتى اراكا. فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا.
ولها ايضا: اني جعلتك في الفؤاد محدثي وابح جسمي من اراد جلوسي.. فالجسم مني للجليس مؤانس وحبيب قلبي في الفؤاد انيسي .
توفيت وهي في زيارة لبيت المقدس عن عمر يناهز الثمانين عاما، وذلك في عام 186هجرية اي 801 ميلادية ولها قبر يزار حتى الان في جبل الطور وهو من جبال مدينة القدس الان.
د. فؤاد حداد – لندن
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية