رام الله تلمس جدية وإصرارا أمريكيا للوصول لاتفاق إطار لعملية السلام وإنديك يقود مفاوضات مكثفة مع طاقمي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: يعكف المبعوث الأمريكي مارتن إنديك مساعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمفاوضات الشرق الأوسط، على عقد لقاءات مكثفة مع طاقمي المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، كلا على حدة، بهدف بلورة اتفاق إطار أمريكي تسعى واشنطن لطرحه على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأسابيع القادمة.
وأوضح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ومطلع على ملف محادثات السلام لـ’القدس العربي’ الأحد بأن العديد من الخبراء الأمريكيين في المفاوضات المتواجدين بالمنطقة وعلى رأسهم إنديك، أجروا ويجرون، لقاءات مكثفة مع طاقمي المفاوضات برئاسة الدكتور صائب عريقات ووزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني بهدف جسر الفجوة ما بين الطرفين بشأن قضايا الوضع النهائي التي تشمل الحدود والأمن والقدس واللاجئين والمستوطنات والمياه، وذلك الى جانب اتصالات يجريها كيري مع الطرفين على مستوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه بأن طاقما من الخبراء الأمريكيين برئاسة إنديك يواصل لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول لاتفاق إطار يعتبر كمرجعية لاستمرار المفاوضات للوصول لاتفاق سلام في غضون الأشهر القادمة على حد قوله، معبرا عن اعتقاده بإمكانية أن يحدث اختراق على صعيد محادثات السلام خلال الفترة القادمة وضمن التمسك الفلسطيني الرسمي بالثوابت الوطنية الفلسطينية على حد قوله.
وتابع المسؤول قائلا ‘الموقف الفلسطيني الرسمي بشأن رفض التواجد الإسرائيلي على الحدود الشرقية لدولة فلسطين ما زال على حاله’، ومنوها الى ان طاقم المفاوضات الفلسطيني برئاسة عريقات في لقاءاته مع إنديك رفض طلبا أمريكيا تأجيل طرح قضية القدس، وأبلغه ‘لن يكون هناك سلام بدون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين’، ملمحا الى الصعوبة التي تمر بها المحادثات الأمريكية الفلسطينية، والأمريكية الإسرائيلية بشأن الصيغ المطلوبة للوصول لقواسم مشتركة بشأن قضايا الوضع النهائي، إلا أنه أضاف قائلا’ ولكن يبدو أن هناك إصرارا أمريكيا على إحداث اختراق على صعيد الصراع بالمنطقة’.
وأشار المسؤول الى أن القيادة الفلسطينية تلمس جدية وإصرارا امريكيا لم تشهده من قبل للوصول لاتفاق إطار لعملية السلام، منوها إلى أن واشنطن تصر بشكل كبير على الوصول لاتفاق سلام في المنطقة خاصة بعد أن نجحت الوساطة العُمانية في الوصول لاتفاق ما بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة يقضي بانسحاب إيراني من جزيرتي طنب الكبرى والصغرى على أن يتبعه انسحاب لاحق من جزيرة أبو موسى، تلك الجزر التي كانت مثار صراع وتأزم بالعلاقة ما بين إيران ودول الخليج العربي على حد قوله.
وأشار المسؤول الفلسطيني الى أن مرد الإصرار الأمريكي على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المرحلة المقبلة هو في ظل توجه دولي لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة خاصة في ظل توصل دولة الإمارات وإيران إلى اتفاق ينهي ملف الجزر الإماراتية الثلاثة قرب مضيق هرمز وهي طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى.
وفي ذلك الإتجاه كانت مجلة ‘ديفنس نيوز’ الأمريكية نقلت مؤخرا عن مصدر كبير في دولة الإمارت العربية المتحدة قوله إن الإتفاق قد تم التوصل إليه بوساطة من سلطنة عُمان بعد محادثات سرية على مدى الأشهر الستة الماضية، حيث ‘تم التوصل إلى اتفاق، ووضعت له اللمسات الأخيرة بشأن طنب الكبرى والصغرى. وفي الوقت الراهن، سيتم إعادة اثنتين من الجزر إلى الإمارات العربية المتحدة بينما سيتم فيما بعد تسوية الإتفاق النهائي بخصوص أبوموسى’.
وحسب المسؤول الإماراتي فإن ‘إيران ستحتفظ بحقوق قاع البحر حول الجزر الثلاث، في حين أن دولة الإمارات تمتلك عقد السيادة على الأراضي، وستمنح عُمان موقعاً استراتيجياً لإيران على رأس مسندم الجبلية، وهي نقطة إستراتيجية تطل على كامل منطقة الخليج. وفي المقابل فإن عُمان سوف تتلقى بدون رسوم الغاز والنفط من إيران فور إنجاز خط أنابيب في غضون العامين المقبلين’ ، مؤكدا أن دور عُمان سيكون مهماً في الفصل التالي من الإتفاق، وقال ‘لقد حصلت سلطنة عمان على الضوء الأخضر من إيران والولايات المتحدة للوصول إلى صفقات من شأنها أن تقلل من مستويات التهديد في المنطقة وتعوض النفوذ السعودي في المستقبل بأي وسيلة’.
وفي ظل إعطاء واشنطن الضوء الأخضر للوصول للإتفاق بشأن جزر الإمارات مع إيران ونجاح سلطنة عُمان في بلورة ذلك الإتفاق، ووضع اللمسات الأخيرة عليه يوم 24 ديسمبر الماضي أثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي و نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى مسقط حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد، يسود اعتقاد لدى القيادة الفلسطينية برام الله بأن واشنطن ‘مصرة’ على إنجاز اتفاق ما بين إسرائيل والفلسطينيين يفضي لإنهاء الصراع وحصول الفلسطينيين على دولة على أساس حدود عام 1967 ، مع تبادل للأراضي يضمن ضم التجمعات الإستيطانية لإسرائيل مقابل حصول الفلسطينيين على أرض مقابل تلك التي ستضم لإسرائيل.
وفي حين تشهد غرف المفاوضات لقاءات مكثفة ما بين مساعدي كيري برئاسة إنديك، وعريقات وليفني كل على حدة، يواصل كيري إتصالاته مع عباس ونتنياهو للتغلب على العقبات التي تعترض مساعديه في لقاءاتهم المرثونية مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن المفترض أن يلتقي كيري مع نتنياهو على هامش مؤتمر دافوس الذي ينعقد في جنيف في 21 من الشهر الجاري، وذلك في ظل عدم حضور عباس لذلك المؤتمر، فيما يستعد الأخير للتوجه الخميس القادم لموسكو في زيارة تستغرق 3 أيام يلتقي بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي حين يواصل إنديك لقاءاته مع عريقات وليفني لجسر الفجوة في مواقف الطرفين لبلورة اتفاق إطار من خلال مقترحات أمريكية بشأن قضايا الوضع النهائي، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الأحد، إن الجهود الأمريكية باتت على مفترق طرق، مقللا من فرص التوصل لاتفاق إطار في المفاوضات التي استؤنفت في تموز/يوليو الماضي، بسبب وجود قضايا خلافية عميقة بين الجانبين، وعلى رأسها الإصرار الإسرائيلي على الإعتراف بيهودية إسرائيل، مشددا على أنه لا يمكن للفلسطينيين الإستجابة لذلك المطلب ، وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية الأحد ‘من غير الممكن فلسطينيا الإستجابة لهذا الطلب الذي سيؤدي إلى تقويض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين’.
واستبعد المالكي عقد قمة ثلاثية قريبا تجمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال ‘لا أعتقد أن هناك أي قمة ثلاثية في القريب العاجل، إذ لابد من تخطي المعيقات التي تحول دون التوصل إلى صيغة اتفاق إطار وهناك قضايا مازالت عالقة نحن كجانب فلسطيني وعربي وإسلامي لا يمكن القبول بها خاصة يهودية الدولة والقدس واللاجئين والقضايا الأمنية’، مشددا على الرفض الفلسطيني لأي اتفاقات عامة أو فضفاضة مع إسرائيل من شأنها أن تستثنى التأكيد على جميع الحقوق الفلسطينية خاصة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية