رايس: بن سلمان فرض حصارا حقودا على قطر… ومقتل خاشقجي يُظهر تهوره وفجوره الشديدين

حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”: قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إن إدانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شبه المؤكدة في مقتل خاشقجي، تظهر “تهوره وفجوره الشديدين”، وتكشفه كشريك خطير وغير موثوق به لدى الولايات المتحدة.

وأضافت رايس، في مقال لها بعنوان “شريك لا يمكننا الاعتماد عليه”في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الأزمة في العلاقات الأمريكية السعودية، تطرح تساؤلاً تحاول إدارة ترامب تجنبه، ألا وهو: هل ستتمكن أمريكا من مواصلة تعاونها مع بن سلمان؟”.

وقالت رايس إنه لا ينبغي أن نتفاجأ من قدرة بن سلمان على القيام بهذا العمل، رغم “شناعة قتل خاشقجي ووقاحة الأكاذيب الكثيرة التي قالها السعوديون.. وبالطبع فإن العديد من الأمريكيين، من وادي السيليكون إلى افتتاحيات الصحف الأمريكية الكبرى، أثلجت صدورهم وعود ولي العهد بالإصلاح والتسويق الماهر لقيادته.. ولكن بن سلمان سبق وكشف بالفعل عن شخصيته الحقيقية من خلال العديد من التصرفات المتهورة والوحشية”، ولعل أبرز دليل على ذلك هو الحرب في اليمن، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وقتلت عددا لا يحصى من المدنيين، بما في ذلك الأطفال، لأن السعوديين يرفضون بغطرسة استخدام أساليب استهداف مسؤولة.

سلسلة من الجنون

وأضافت رايس أن بن سلمان تولى أكبر عملية تطهير عالمية للمعارضين السعوديين أينما كانوا، وسجن نشطاء المجتمع المدني وسجن لعدة أشهر المئات من أفراد العائلة المالكة وغيرهم من المتنفذين مقابل دفع مبالغ ضخمة لإطلاق سراحهم، كما طرد منافسيه وذويه المقربين بما في ذلك ولي العهد السابق محمد بن نايف.

وقالت رايس في مقالها إن بن سلمان كان قد “اختطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ونفى ذلك، وفرض حصارا حقودا على دولة قطر المجاورة، وهي شريك أمريكي مهم آخر، وسعى إلى دفع الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران”، كما أنه خفض العلاقات الدبلوماسية مع كندا وأخرج 7000 طالب سعودي من الجامعات الكندية وقيد روابط النقل والتجارة، بسبب انزعاجه من تغريدتين انتقاديتين معتدلتين لوزيرة الخارجية الكندية.

رايس: “بن سلمان سيستمر في توجيه بلاده نحو الهاوية”

وأشارت الكاتبة إلى أن هذه “السلسلة من الجنون” تظهر أن ولي العهد لم يعد شريكا موثوقا للولايات المتحدة وحلفائها، داعية الى وجوب معاقبته مباشرة، لأن الاكتفاء باستهداف المحيطين به سيؤدي الى ان يتجرأ أكثر على اتخاذ إجراءات متطرفة. كما أنه سيستمر في توجيه بلاده نحو الهاوية، ولو قامت أمريكا بمعاقبته، فمن المرجح أن يتهور أكثر بهدف إثبات استقلاليته وانتقامه الصارم ضد شركائه الغربيين السابقين.

وأعربت رايس عن أسفها من عدم قدرة الملك سلمان على كبح جماح ابنه الذي أزاح المنافسين بحيث لم يعد له بديل واضح، يمكن أن يقود المملكة برصانة ومسؤولية، الأمر الذي سيجعل المخاطر المحتملة كبيرة على الأمن الأمريكي والمصالح الإقتصادية، داعية الى تهميش ولي العهد من أجل الضغط على العائلة المالكة لإيجاد بديل أكثر رصانة، حيث إن أمريكا أخطأت بتوريط نفسها مع بن سلمان وستكون أكثر حماقة في مواصلة القيام بذلك.

واقترحت رايس أن على واشنطن الضغط نحو إقامة تحقيق دولي محايد في مقتل خاشقجي، وتؤكد على أن القتل لم يكن ليحدث دون مباركة الأمير محمد أو، على الأرجح، بأمره”، بالإضافة إلى وقف الدعم العسكري لحملة اليمن المضللة، وتعليق جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، وأخيرا يجب أن نتوقف عن اتباع ولي العهد في الطرق المسدودة والاحتفاظ بشكوك صحيحة في تعاملاتنا معه، خاصة تلك التي تتطلب الاعتماد على كلمته أو حكمه.

وختمت رايس مقالها بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى التوقف عن تفضيل علاقة جاريد كوشنر بولي العهد السعودي، وأن تملأ فراغ منصب السفير الخالي في المملكة للتواصل مع مجموعة أوسع من كبار المسؤولين السعوديين، كما يجب أن ينتهي هذا الافتتان الذي لا يمكن تفسيره للرئيس ترامب بالأمير محمد، ويجب عليه إعادة تقييم السياسة الأمريكية بما يخدم مصالحها الوطنية وليس مصالحه الشخصية أو مصالح ولي العهد السعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول muhamed lamine algeria:

    برايي يجب ازاحة هذا السفاح المتهور من طرف ابوه سلمان مادام هذا الاخير يمسك بالعرش قبل فوات الاوان وتصبح السعودية وشله الجزيرة تحت رحمة هذا الفرعون وينتج عنه مالايحمد عقباه

إشترك في قائمتنا البريدية