ربيع اسرائيلي مرتقب

حجم الخط
0

تأخر مجيء الربيع الاسرائيلي بصفته ظاهرة سياسية، على أثر الربيع العربي، قد يحين موعده آخر الامر في صيف 2014. والرجل المفتاح هو باراك اوباما. إن زمنه المجدي باعتباره رئيسا قادرا على فرض ارادته سينفد بعد سنة بالضبط، حينما تبدأ المنافسة في ترشح الحزبين للرئاسة.
إن ما لن يحدث في الاشهر القريبة في الوساطة بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس قد لا يحدث أبداً. وسيتبين في غضون نصف سنة أن أي ازمة ستحدث في اسرائيل ستكون خارجية، مع الادارة الامريكية لأن نتنياهو لن يفي بنصيبه من صفقة الحلب مع واشنطن (فالبقرة تُرضع بشرط ألا يرفسها العجل)، أو داخلية، بسبب مسودة اتفاق مع الفلسطينيين.
في كل واحدة من الحالتين مع صلة أو دون صلة بمحاكمة افيغدور ليبرمان، ستقوى الضغوط لحل الحكومة وتقديم موعد انتخابات الكنيست. ونتنياهو أسير لليمين الاستيطاني في الليكود وفي الخارج؛ ولهذا فضل الافراج عن سجناء لا تنحصر معارضته في وسط ما، فضله على تجميد البناء في المناطق الذي يُغضب المستوطنين ومساعديهم.
يستطيع بنيامين نتنياهو من جهة دستورية أن يُنتخب مرة اخرى دون قيد لأن قيد السنوات السبع لولايته الذي كان موجودا في قانون الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء أُلغي مع القانون كله. لكن قوته قد استُنفدت من جهة سياسية وهكذا فانه حتى لو فاز مرة اخرى برئاسة الليكود، وهو شيء ليس مؤكدا، فانه لن يؤثر في اتجاه السفر، بل سيكون سائق حافلة فقط.
في الانتخابات القادمة ستتاح فرصة لملء الفراغ بمركز المشهد السياسي وللعدول باتجاه سير السياسة الاسرائيلية القاتل في مكانه. إن ازدياد الليكود تطرفا وازدياد اسرائيل بيتنا صغرا وحرب الجميع للجميع في شاس واخراج الهواء من فقاعة يوجد مستقبل يمكن أن يزيد في الشوق الى بديل جريء والى سعي الى إنهاء الصراع مع الجيران.
يبقى هذا الى الآن مجرد كلام، لكن المسافة بينه وبين الافعال غير بعيدة: يُحتاج الى اعادة تنظيم لكسر الجمود، والى جبهة انقاذ من نتنياهو وآسريه تؤلف بين رجال أمن انتهت فترة تبريدهم (يوفال ديسكن ومئير دغان وغابي اشكنازي، سيشوش التحقيق في قضية هرباز على ذلك، لكن اهود اولمرت ونتنياهو وليبرمان شغلوا مناصب وانتُخبوا في حين كانوا متهمين بقضايا أخطر وعاموس يادلين)، واهتمام بقضايا المجتمع والاقتصاد (موشيه كحلون)، وساسة ذوي خبرة أخرجوا أنفسهم من الكنيست الحالية (روني بار أون ودان مريدور). ومن الطبيعي أن تشمل هذه الجبهة ايضا تسيبي لفني وحركتها.
بين المذكورين في هذه القائمة يوجد من يأملون ويُجهدون أنفسهم في التعبير عن أملهم لدى الاشخاص الصحيحين أن يُجعل على رأس هذه القائمة شمعون بيرس الذي تنتهي ولايته للرئاسة في تموز. وقد طاب لبيرس في الانتخابات السابقة أن يراودوه ولم يسارع الى طي اقتراح أن يستقيل من الرئاسة وأن يقود قائمة حزبية مع شيلي يحيموفيتش في المكان الثاني ولفني في المكان الثالث، وحاولت لفني أن تدفع بالفكرة الى الأمام؛ وأصرت يحيموفيتش على الرئاسة. لكن الوضع مختلف الآن، فهو ليس رئيسا يستقيل للعودة الى السياسة، وليس خارجا جديدا من الرئاسة يتلهى لحظة بوهم بِكر (اسحق نافون الذي تحدى بيريز لكنه انسحب)، بل هو رئيس متقاعد يُجند نفسه لجهد أخير.
منذ نشأت الدولة شُمل بيريز على الدوام في مجموعة الحاصلين على أجورها إذ كان عاملا في وزارة الدفاع وعضو كنيست ووزيرا ورئيس وزراء ورئيسا. وليست بطالة المتقاعد له. وهو سيغلق القائمة الحزبية من المكان الاول لا المكان الـ 120 كالعادة. ومن القاسي جدا أن نتوقع منه أن يحكم سيجري تنافس داخلي في الرئاسة الفعلية لكنه يستطيع باعتباره قائد فريق وشريكا كبيرا أن يلقي في كفة الميزان شأنه في الداخل والخارج في وقت قرار حاسم مصيري. وهل سيتحقق هذا السيناريو؟ ذلك متعلق برئيسين: بيريز واوباما.

هآرتس 3/11/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية