ردًّا على إبراهيم نصر الله: ماذا لو

في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، نشر الروائي إبراهيم نصر الله مقالةً في «القدس العربي» عنوانها: «وماذا لو كانت امرأة بطلة موسم الهجرة إلى الشمال؟» قرأتها، ولأنني امرأة فأنا «أقلّ عقلانيةً» من أن أفوّت ما جاء في المقالة من مشاكلَ وتناقضاتٍ، بدون أن أعلّق عليها وأعطي فرصةً لمن ستُخدش ذكورتهم من أن يجدوا سببًا لتأكيد «هستيريا النساء». عليّ الاعتراف أنّ في الأمر تسلية، خاصّة أن الروائي نبّه في مقالته إلى أنّ استقبال ما جاء فيها يحتاج إلى قراءةٍ «هادئة، هادئة جدًّا».
يقيم الروائيُّ غزيرُ الإنتاج ـ الذي يكاد لا يُفوّت سنة بدون أن يُصدر رواية ـ فكرة مقالته على سؤالٍ افتراضيّ: «ماذا لو كانت امرأة هي بطلة الرواية، وليس رجلًا كما جاء فيها؟!» يقصد روايته الأخيرة «مأساة كاتب القصّة القصيرة» التي كان قد أنهى «كتابتها الرابعة تمهيدًا لإرسالها إلى الناشر». سأقاوم هنا تساؤلًا حول القدرة السوبرمانيّة لكاتبنا العزيز، في أن يكتب رواية واحدة أربعَ مرات (كلّ سنة ربّما؟). ولو أنّها فرصة للتعلّم من الرّجل الكاتب حاصدِ الجوائز فنونَ الكتابةِ الحرفيّة وأسرارها. أن نتعلّم نحن النساء من كتّابنا الرّجال الصناعةَ الأدبيّة. فكرة مألوفة، أليست كذلك؟
قبل أن يطرحَ الروائيّ سؤاله يؤكّد على «تفهّمه وموقفه الواضح» إزاء سوء الفهم الذي تتشكّلُ بناءً عليه صورةُ المرأة في شتّى المجالات، ورغم ذلك يتساءل حول كيفيّة استقبال الراوية في حال كان بطل «مأساة كاتب القصّة القصيرة» امرأةً. يتساءل لو كانت ماهيّة البطل الجندريّة ستتدخّل في التأويلات، في رفض العمل من قبوله. ولم يغب عن تساؤلات كاتبنا النّبيه أن يفكّر في «غضب كاتبات القصّة» وإذا ما كانت الرواية ستثيرُ حنقهنّ، بالدرجة نفسها التي قد يُستفزّ بها كتّاب القصّة من الرجال؟ إبراهيم نصر الله يُبدي تعجّبه من نفسه، ومن كون هذه الأسئلة لم تخطر بباله قبل أن يجلب افتراض «لو» إلى الصورة. بكلماتٍ أخرى، وبالرجوع إلى تخيّره للمفردات، فإنّه يصف تساؤلاته بالحصار الذي يلتهمه، وذلك فقط حين فكّر جدلًا في احتمال أن تكون الشخصيّة الرئيسة ـ أو البطل كما يسمّيه هو ـ في روايته، امرأةً. (القراءات النقديّة الحديثة تجاوزت هذا المسمّى، لكن هذا موضوع آخر).


في احتمالات التلقّي التي يطرحها الروائيّ تصوّر مُسبَق لاستجابة كلّ من النساء والرجال لنصّ روائيّ يكتبه رجلٌ، شخصيّته الأساسيّة فيه امرأة. لكنّ كاتبنا لا يتنبّأ عبثًا، ولا يتحدّث بدون تروٍّ، فهو يشير إلى أنّ «مئات الدراسات العربيّة، أكاديميّة وغير أكاديميّة» التي عالجت صورة المرأة في الأدب، من رواية وقصة وشعر، قد «لفتت انتباهه». ونحن بصراحة لا ندري دلالةَ لفت الانتباه هذه؛ أتعني أنّ العناوين مرّت به؟ أم أنّه اجتزأ من وقته الثمين واطّلع على ما جاء فيها، ولربما التقط الاختلافات في رؤاها؟ حين وصلت إلى هذه النقطة من المقالة، تضاعف فضولي لقراءة ما تبقّى منها لروائيّ واعٍ لوجود، بل لوفرة الدراسات النسويّة في النقد الأدبي. المتعة كانت في رصد ملاحظته التالية، وهي أنّنا في المقابل لا نجد دراساتٍ تتناول صورة الرجل في الأدب، وذلك «ما لم تخنه ذاكرته!». كاتبنا حذّر من الوقوع في فخّ العموميّات، إلا أنّ محاولة إخلاصه في شرف المحاولة لم تكن كافية!

في احتمالات التلقّي التي يطرحها الروائيّ تصوّر مُسبَق لاستجابة كلّ من النساء والرجال لنصّ روائيّ يكتبه رجلٌ، شخصيّته الأساسيّة فيه امرأة. لكنّ كاتبنا لا يتنبّأ عبثًا، ولا يتحدّث بدون تروٍّ، فهو يشير إلى أنّ «مئات الدراسات العربيّة، أكاديميّة وغير أكاديميّة» التي عالجت صورة المرأة في الأدب، من رواية وقصة وشعر، قد «لفتت انتباهه».

إنّ ما أفهمه من وجود غرابةٍ في كثرة الانشغال بصورة المرأة مقابل عدم التفات الدراسات لصورة الرجل، أنّ كاتبنا يريد لتناول النصوص الأدبية أن يتمّ من وجهة نظر إنسانيّة، بصرف النظر عن النوع الاجتماعي للشخصيّات، رغم استدراكه قائلًا إنّه «في ظلّ رؤى اجتماعية ظالمة» للمرأة يغدو مفهومًا أن تكثر الكتابة عن تمثيلها في الأدب. ومع ذلك، يرجع، فيقول إنّ الأمر مدعاةٌ «للتأمّل»، والتأمّل هنا استهجان، لأنه ما ولّد الشعور بالغرابة عنده.
يا سيّدي الروائي الكبير، ما نحن؟ مخلوقات إنسانيّة فقط؟ أم مخلوقات إنسانيّة نسائيّة؟ إنّك في الافتراض الأول، تنفي وعيك بالفارق الاجتماعيّ والثقافيّ بين الجندرين، أي أنّك لا تُدرك أهميّة أن تقرأ امرأة نصًّا بصفتها امرأة، ولن أستفيض هنا بشرح الفروقات لأن «ليس هذا مكان التدريس هو مجلس إزالة التلبيس» ـ حسب ردّ السيرافي على متّى بن يونس في «الإمتاع والمؤانسة». أمّا في الافتراض الثاني، فأنت تقرّ بوجود مشكلة في التمثيل، تستدعي الرّصد والكتابة والمناقشة. تناقضٌ كلّ ما كان يحتاجه لئلا يظهر صارخًا هكذا، هو أن تُعيد مراجعة ما كتبتَ فتحرّر جملك وأفكارك مثلما تحرّر كتابتك لرواية راجعتها وأعدت كتابتها أربع مرّات!
المنظور الإنساني، أو ضرورة تلقّي الشخصيّات الروائيّة من حيث كونها شخصيّات إنسانيّة، بعيدًا عن نوعها الاجتماعي، يتكشّف في تأكيده آخر المقالة أنّ «الظلم واقع على الجميع»، وأنّ «الحياة نفسها لا تقوم على فقر معادلةٍ واهية كهذه». لكنّه قبل أن يختتم بذلك، لم يهمل التحدّث عن الشخصيّات النسائيّة «الرائعة بكل معنى الكلمة» في رواياته، الأمر الذي دفع ناقدةً أن تكتب عن نساء زمن الخيول البيضاء الرائعات. يبدو أنّ كاتبنا لا تزعجه الدراسات المتمحورة حول صورة المرأة، ولا يُمانع الكتابة عنها ما دامت شخصيّاته النسائية ستُمدَح ويُغدق عليها الثناء. يعني أنّه لا يتبنّى في الحالة هذه الشعورَ الغرائبيّ الذي ينتاب المارّ بالدراسات النسويّة. يا له من أمر بدهيّ! المنظور الإنساني يتراجع هنا، أليس كذلك؟ أتعرفن لماذا يصف الروائي شخصيّاته بالرائعة؟ لأن حضور المرأة «الكبير» في رواياته وقصائده، تتجلّى عبره النساء «بطريقة صافية ونبيلةٍ وقويّة». هل نخبر الكاتب الرائع أنّ اختزاله النساء في صفات الصفاء والقوّة والنبل، هو أحد أسباب ضرورة وجود الدراسات النسويّة؟ ما رأيكنّ؟ أنخبره أنّنا لا نشعر بامتنان لمجرّد أنه أظهر النساء بصورة مثاليّة؟ وأنّنا متنوّعات ومختلفات؟ وأنّ تمثيلنا وقولبتنا في إطارٍ رومانسيّ مع الإيمان أن في هذا التمثيل دعمًا للنسويّة تجاوزٌ لاختلاف تجاربنا وواقعيّتها، وتغاضِ عن همومنا الأرضيّة جدّا؟
إن كان يُظنّ أنّني أبالغ، وأنّ الروائي ما كان يرمي إلى إنّ الصورة التي تريدها المرأة (بأل التعريف) في النص الأدبي هي أن تُشكّل نبيلةً وصافيةً وقويّة، فانظروا في موقفه مع الممثلة، التي أبدت رغبتها في أن تؤدّي شخصيّة «ياسمين» حال تحوّلت الرواية إلى إنتاج تلفزيونيّ. أتعرفن ماذا قال لها؟ نصحها بأن تؤدّي دور «ريحانة» في زمن الخيول؛ «فهي أهمّ وأعمق وأقوى». هو خالق النصّ وباعث الشخصيّتين إلى الحياة، ولذا من حقّه أن يتدخّل في تلقّي الممثّلة لدور المرأتين في النص. عليها طبعًا أن تختار الأعمق والأقوى، لا التي تجد معها صلةً ما، صلةً قد لا تمتّ للقوة والنبل والعمق بأيّ قرابة. كتبت الشاعرة الأمريكيّة أدريان ريتش في مقالة بديعةٍ لها عن الكتابة: «لم يكتب أيٌّ من الكتّاب الذكور للنساء بشكلٍ أساسيّ ولا حتى بشكلٍ غالب، بل لم يكتب أحدٌ منهم آخذًا بعين الاعتبار النّقد النسويّ عند اختيارِ موادّ عمله، وثيماته، ولغته». والسؤال هنا: هل قرأ نصر الله مئات الدراسات التي أشار إليها؟ أم أنّ وجودها فقط لفت انتباهه؟ ولم يحتج قراءتها لأن شخصيّاته النسائية “رائعة بكل معنى الكلمة”؟

الروائي الشاعر  منصف المرأة ونصيرها يشاركنا اعتراضٌ لأديبة ناقدة لم يعجبها أن تُصوَّر المرأة سلبيّا في إحدى رواياته، ورغم أن أصدقاءَه حاولوا إقناعها أن الرجال والنساء متساوون في تجسيد السوء في الرواية، وأنّ الكاتب في كل رواياته الأخرى أظهرَ “المرأة في أروع صورها”، أصرّت على موقفها مؤكّدة أن ما يهمّها هو سلبيّة صورة المرأة في تلك الرواية بالذات.  نحن لا ندري كيف بدأ الحوار وكيف استرسل الموجودون فيه، ولن أدافع هنا عن إصرار الأديبة الناقدة، التي ويا لوقاحتها «امتلكت جرأة إلغاء (مستوى) الرواية»، لكنّني سألفتُ الانتباه إلى اختزال نصر الله قراءاتِ النساء لصورة المرأة في أعمال أنتجها رجال: حسب نصر الله، فإنّ النساء يبحثن عن روعة التصوير المتجسّدة في النبل والعمق والصفاء. ذات الروعة التي دفعت امرأة للكتابة إشادةً بشخصيّاته النسائية. وهي ذاتها التي أسخطتْ امرأةً عليه حين اختفت من إحدى رواياته.
يبدو أن إبراهيم نصر الله يرانا هذه المرأة، أو تلك؛ كلّ ما يهمّنا في تمثيل المرأة هو ألا نُصوّر سيّئات، يعني أن نكون صافياتٍ ونبيلات، لأنّ الجميلات هنّ القويّات بالطبع. هكذا سنرضى ولربّما كتبنا مقالة نمتدح فيها المرأة النبيلة في العمل الفلانيّ. هل قرأ إبراهيم نصر الله الدراسات النسويّة، التي تتناول صورة المرأة حقّا؟ هل ساءل ثقته بروعة تشكيله للشخصيّات النسائيّة؟ هل فكّر أنّه يصوّر ما يرغب به أو ما يلتقي مع خيالاته عن المرأة وما يجب أن تصير عليه لتوصفَ بالرّوعة؟

يبدو أن إبراهيم نصر الله يرانا هذه المرأة، أو تلك؛ كلّ ما يهمّنا في تمثيل المرأة هو ألا نُصوّر سيّئات، يعني أن نكون صافياتٍ ونبيلات، لأنّ الجميلات هنّ القويّات بالطبع.

بعد موقف «الأديبة الناقدة»، يقول إنّ علينا نحن النساء أن نتذكّر «وجود رجال جيّدين»، وإلا كان كلّ رجل ظالمًا، وكلّ امرأة مظلومة. كلامٌ عظيم حكيم متّزن، مشكلته الوحيدة أنّ كاتبه لم يلتزم به، لأنه اختزل تاريخًا طويلًا من محاولة مَشْكَلة صورة المرأة في الفنون، حين ألمح إلى أنّ روعة ونبل وقوّة الشخصيّات النسائية هي ما نبحث عنه ونريده في كتابات الرجال (لا يحتاج أن يقول ذلك صراحةً لنستنتج فكرته!). اقرأ يا سيّدي الروائي، اقرأ بسم وفرة كتاباتك التي تملأ رفوف المكتبات. اقرأ علّك تعرف أنّ القضيّة أكثر تعقيدًا من تصوير مثاليّ يقابله تصوير سلبيّ، أكثر تعقيدًا من شخصياتك الرائعة بكل معنى الكلمة، وأكثر تعقيدًا من محاولتك إظهار الأديبة الناقدة مظهر من يرى أن كل الرجال مخطئون لأنها «تجرأت على إلغاء مستوى» روايتك.
قبل ثلاث سنواتٍ تقريبًا، قرأت حوارًا قديمًا مع الروائية الفلسطينية سحر خليفة، سألتها فيه الصحافيّة عن التغيّر المفاجئ في شخصيّات رواياتها وانتقال أدوار البطولة (بطولة لأن أغلب رواياتها كُتبت في سياق الاحتلال والمقاومة) من الرجال إلى النساء في رواياتها المتأخرة، لاسيما «باب الساحة»، فأجابت ـ ما معناه ـ أنّها لو لم تفعل ذلك في بداياتها، لو لم يكن الرجل بطل المقاومة محورًا جوهريًّا، لتعذّر نشر رواياتها الأولى. لم يكن مقبولًا في السبعينيّات عند أصحاب دور النشر أن تكتبَ امرأةٌ عن هموم النساء في ظروف الاحتلال. ما فعلته سحر لاحقًا، لم يكن خروجًا عن سياق المقاومة، إلا أنها أسندت البطولة في أعمالها لنساء بعضهنّ كنّ منبوذات ـ حتى من قبل المقاومة ذاتها ـ لأسباب أخلاقيّة، فعالجت اضطهادًا مركبًّا. لم تكن كلّ نسائها نبيلات وقويّات وعميقات، ولم يحتجن أن يكنّ كذلك حتى يوصفن بالرائعات بكلّ معنى الكلمة!
في «رحلة جبليّة رحلة صعبة» تحدّثت فدوى طوقان عمّا لاقته من أذى اجتماعيّ وأسريّ فقط لكونها امرأة. كانت جريئة في سرد بعض التفاصيل عن أهلها؛ عن صراعها في أن تكون ذاتها المنطوية في سياق يطالبها بتمثيل الجماعة؛ عن إحساسها بالذنب حين لا تفعل، ورغم ذلك، رغم جرأتها في الكشف عن ظروف نشأتها، كانت حذرة جدّا حين مرّت بتجربة سفرها إلى أوكسفورد. هل كان ممكنًا حقًّا أن تكتب بالصراحة والجرأة ذاتيهما، اللتين عالجت بهما طفولتها، عمّا عاشته في إنكلترا من تجارب؟
استطرادٌ أعود عبره إلى السؤال الذي يختتم به إبراهيم نصر الله مقالته: ماذا لو كانت امرأة بطلة رواية «موسم الهجرة إلى الشمال»؟ نحن والروائي نعرف أنّ «لو» حرفُ امتناعٍ لامتناع، ومع ذلك نقرّر المضيّ في اللعبة. خُذ الإجابة إذن يا سيّدي العزيز: ما كان ممكنًا لمصطفى سعيد إلا أن يكون مصطفى سعيد، وأظنّ أن الطيّب صالح نفسه كان سيجد «غرابةً» في تساؤلك الافتراضيّ هذا. أتدري لماذا؟ لأنه لم يكن مألوفًا، ولا حتى متاحًا لامرأة عربيّة أن تمرّ بما مرّ به مصطفى، أو خالد، أو أحمد في حينه، ولو افترضنا جدلًا أن امرأة في تلك الفترة عاينت ما عاينه مصطفى سعيد، فلا أعتقد أنّنا كنّا سنعرف عن الأمر شيئًا. ما رأيك إذن أن نعيد «لو» إلى رفّ الحروف، فنلغيَ معها مقالتك هذه؟ أو ما رأيك يا عزيزي إبراهيم أن تتريّث قبل أن تكتب؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول AR:

    ممكن اني بسيط ضعيف التعليم وبالتأكيد لست مثقفا…..الا اني عاده افهم ما اقرأ بالعربيه. حقا ودون أي قصد أو تحيز أو تهجم (حتى لا أحسب ظلما انني ضد المرأة فاقتضى التنويه) لم استطع التنقل بين سطورك المكتوبه أو أن أفهم مرادك

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    ننتظر رد الروائي إبراهيم نصر الله, فالأمر سيكون ممتعاً فكرياً !
    لغة التحدي لغة مشوقة!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول احلام الرجال وحقيقة النساء:

    ابدعت وأمتعت، ولكن اقتبس من مقالتك أعلاه “التي «امتلكت جرأة إلغاء (مستوى) الرواية»” النقد الأدبي والفني لا يحابي ولا يجامل على حساب المحكات وتوقعات القراء ولا تعد وجهة نظره الغاءا لإبداع، ما دام العمل انطباعي رومنسي وليس سيريالي الخ فالناقد اذ يرى خلطا في الهيكل الفني لشخصية ما، يعده خرقا لمعايير الدقة والصدق في التصوير. فعندما ينحت النحات فينوس باندفاع افرودايتي ونصف أبوللو، يحتم على الناقد أن يفهم أن العمل الفني مركبا خارج عن الطبيعة البشرية ومن وحي الابداع الخيالي المرجو. مع تحياتي للقدس العربي والأدباء.

    .

    1. يقول سليم نبهان - السويد:

      وما علاقة كل هذا الكلام الذي تأتي به بمراد الأخت سارة مبارك الشمري من ردها النقدي اللاذع على مقال إبراهيم نصر الله ؟؟!

  4. يقول جمال:

    ياللهول ..انت شرحت الكاتب تشريحا رائعا ..الهايبوقراطيين هؤلاء اصحاب الروايات الطويلة ومصممة لجوائز.كم هم مملون ومنافقون.. احسنت وكنت حقيقية وصادقة وعبقرية في التناول ..مثالية نصر الله تم السير عليها بالكعب العالي

  5. يقول محب لحرية التعبير:

    فهمت من المقال أنك أردت أن تضمي صوتك لصوت الكاتب ابراهيم نصرالله ولكن فسرت وأسهبت بذلك وبعد جهد وإطالة. معذرة إن بدا للقوم لدي تأخر في تعداد روعة الكلمات.

  6. يقول ندى الفراتي:

    مقال جريء وصادق والشكر موصول للجريدة التي سمحت بنشره..وما جاء في المقال نمط جديد
    من النقد الأدبي المؤدب وقد اصبتي التشخيص فالروائي أخذه طموح اللاطموح حتى اسهب

  7. يقول ميسون النبر:

    أحزنني هذا (الرد) وكأن مقال نصر الله كان هجوما. لقد عدت وقرأته، إنه يثير قضية كبيرة بمنتهى المحبة والحرص، وهي صالحة لفتح حوار جميل وعميق، بعيدا عن الهجوم الذي بدأت الكاتبة مقالها به، وهي تلعب دور (العداد) لكتبه، قافزة عن أهميتها الاستثنائي فنيا وإنسانيا. كنفاني أنجز كتابين كل عام، ودرويش كتابا، ومحفوظ، وليتهم أنجزوا أكثر، ونصرالله واحد من هؤلاء الكبار اليوم، الذين نرى في كتبه الانسان بصفاته كلها، كما كتب فيصل دراج عنه. ويحزن أن الكاتبة اقتطعت ما تريد من المقال، وهذا ما حذر منه الكاتب. محزن!

  8. يقول خالد مصطفى علي:

    قرأت المقال الذي كتبه الروائي ابراهيم نصر الله والان انهيت قراءة هذا الرد الذي اراه انه قاسى ومكتوب بشكل
    مبدع ولبق يليق بيمستوى كاتبه
    وقد استفدت كثيرا من المقالين واتمنى ان يستمر الجدال البناء بينكم كي نتعلم منكم ومن حواراتكم
    شكرا على هذا المجهود

  9. يقول بسام فرنجية - الولايات المتحدة:

    إبراهيم نصر الله هو كاتب كبير وركيزة من ركائز الأدب العربي الحديث ولا يستحق مثل هذا الهجوم. الركائز الأدبية الوطنية الباقية اليوم هي قليلة. نحن بحاجة لإبراهيم نصر الله اليوم أكثر من أي وقت مضى. اعتقد أن كاتبة المقال الهجومي أخطأت. وليس هناك من سبب لمثل ردة الفعل الجارحة هذه. إبراهيم نصر الله كاتب محترم ويقف في أعلى درجات سلم الأدب العربي، هو يحترم المرأة العربية في كتاباته. وله الحق كل الحق أن يكون مبدعاً في أفكاره وكتاباته.

إشترك في قائمتنا البريدية