رسائل تركية – أمريكية لردع روسيا والنظام السوري ووقف نزيف إدلب

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: في تحرك تركي، يتضمن رسائل سياسية إلى موسكو، وسط تعقيدات تعصف بشمال غربي سوريا، نقلت صحيفة تركية، أمس عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، تأكيده أن واشنطن تنسق مع تركيا لتغيير نظام الحكم في سوريا، وذلك في ظل التحضيرات الروسية لمعارك ربما ستكون واسعة النطاق في مناطق الحماية التركية شمال غربي سوريا، وعلى طول جبهات «منطقة خفض التصعيد» بموازاة استمرار سقوط الضحايا من الأطفال والمدنيين، حيث قتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال وامرأة، فضلاً عن 10 مصابين بجروح خطيرة بينهم خمسة أطفال وسيدة في قصف روسي وسوري على محيط إدلب تواصل حتى ليل الأربعاء، بينما تجري محاولات تركية تكتيكية لوقف نزيف إدلب وردع روسيا والنظام السوري.

مبعوث واشنطن يتحدث عن تنسيق مع أنقرة لتغيير النظام في سوريا

وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية أمس الخميس: إن الولايات المتحدة وتركيا تعملان معاً من أجل تغيير نظام الأسد. وربما تحمل التصريحات الأمريكية، على لسان جيفري رسالة تركية إلى الروس، تفتح الباب موارباً أمام التنسيق الجديد مع واشنطن حول سوريا، إذا لم توقف موسكو قصفها الشرس، وتنهي حالة قضم المناطق المحررة في إدلب ومحيطها، ما يصب في إطار ضغط تركي لتمرير الرسالة.
وفي هذا الاطار رأى المحلل السياسي التركي حمزة تكين ان المبعوث الأمريكي لم يكشف سراً جديداً، في هذا الإعلان، لأن «الموقف التركي ثابت لم يتغير منذ 2011 ويؤكد على ضرورة تغيير النظام السوري وفق التطلعات التي خرج من أجلها الشعب السوري في ثورته الأولى قبل أن تعيث بعض الدول فساداً في الثورة» فتركيا حسب ما يرى تكين «لازالت على موقفها ولكن ربما اختلفت طريقة المباحثات».
وأكد تكين على وجهة نظر بلاده ان «المباحثات ضرورية لتغيير النظام السوري وفق ما يريده الشعب وليس وفق ما تريده الدول، وبالتالي فإن أنقرة تواجه صعوبة بالغة في المفاوضات في ظل مجموعة من الضغوط تمارسها على بعض الأطراف الدولية»، متسائلاً عن مدى قدرة الأخيرة على حصد نتائج جدية في هذا الصدد طالما أنها «تسعى في هذا المطلب على طاولة المفاوضات، إلى فرض موقفها كونها المتحدثة الوحيدة باسم الشعب السوري، امام الدول العظمى».

الموقف من روسيا

وحول المدى الذي يمكن ان تذهب اليه موسكو في ردة فعلها، اعتبر تكين في حديثه مع «القدس العربي» أن «هذا الاعلان لن يزيد ولن ينقص من قضية التعاون التركي – الروسي في الشمال، لان روسيا تعرف أصلاً وقبل ان تتعاون مع تركيا ومنذ اليوم الاول ان أنقرة ضد النظام السوري، ولذلك المبعوث الأمريكي لم يكشف سراً في هذا الاعلان ولذلك لا نتوقع أي تغير في الموقف الروسي».
واستنتج المتحدث ان التنسيق التركي – الروسي في الشمال سوف يستمر من اجل إيقاف المأساة الكبرى هناك، حيث تحاول أنقرة إيجاد حلول للتهدئة مع موسكو من جهة، ومن جهة أخرى تحاول انهاء الوضع المتردي في سوريا ككل من خلال المفاوضات مع امريكا التي تتحمل مع حلفائها في الشرق الاوسط مسؤولية الاوضاع تلك من حيث بقاء نظام الأسد والفوضى والوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور.
وأكد المبعوث الأمريكي في مقابلة مع الصحيفة التركية على ضرورة إنهاء الصراع العسكري والتقدم في العملية السياسية في سوريا من خلال إنشاء اللجنة الدستورية، فيما شكك البعض بدقة التصريحات الأمريكية، ومدى جدية الأطراف الفاعلة في تطبيقها، فقد اعرب في هذا الصدد المعارض والخبير السياسي سمير نشار عن عدم ثقته بحرفية ما ورد قائلاً لـ»القدس العربي»: «اعتقد اننا بحاجة اولا لمعرفة مدى دقة التصريح، لكن كما اعتقد ان صورة بشار الاسد جداً سلبية ليس فقط لدى الادارة الأمريكية وانما لدى اعضاء الكونغرس جمهوريين وديمقراطيين، فالولايات المتحدة تراهن على تغيير سياسي جوهري في بنية النظام السوري من خلال توافق سياسي أولا بينها وبين روسيا وبالتشاور مع الدول الإقليمية وخاصة إسرائيل».
وأضاف لـ «القدس العربي»: «أن الولايات المتحدة جادة في محاولتها اخراج ايران من سوريا، معلومات شبه مؤكدة بانضمام اثنين من الباحثين الأمريكيين إلى الادارة وفِي مواقع صنع القرار فيما يتعلق بالملف السوري، لكن حتى الان لا يوجد ما يشير بشكل مؤكد إلى قيام تنسيق جدي بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالحل السياسي في سوريا».
ولفت نشار إلى ان تركيا في وضع تجاذب بين الروس والأمريكيين، ولَم تحسم امرها بعد بانتظار بعض الاستحقاقات المهمة مثل صفقة منظومة صواريخ «إس 400» الروسية وطائرات «إف 35» الأمريكية ومدى التزام تركيا بتطبيق العقوبات الأمريكية على ايران، مضيفاً «سابقاً تم التصريح عن اتفاقات بينهم من اتفاق حول منبج او اتفاق حول المنطقة لكن مرت الأشهر ولَم ينفذ شيء، سوى تواصل الاتصالات والمشاورات، تماماً كما هي الاتصالات والمشاورات بين روسيا وتركيا حول وقف النار في ادلب بينما اعمال القتل والتدمير والقصف الوحشي والتهجير مستمر منذ أواخر نيسان».
وتساءل المعارض السوري، عن جوهر الاتصالات المستمرة حسب التصريحات التركية والروسية الرسمية لكن حول ماذا؟ في ظل استمرار قضم المناطق المحررة من قبل مليشيات النظام وبدعم جوي روسي، مترقباً «أفعالهم في سوريا لا اقوالهم».

الوضع الميداني

وقتل ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال وامرأة وأصيب 10 آخرون بينهم خمسة أطفال، بين الأربعاء والخميس، خمسة من الضحايا لقوا مصرعهم في مجزرة مروعة في بلدة كفرعويد جراء غارة جوية من الطيران الحربي استهدفت البلدة وخلفت دماراً كبيراً وأضراراً ماديةً كبيرة. وحسب مدير الدفاع المدني في ادلب مصطفى الحاج يوسف، لـ «القدس العربي» فقد استهدفت غارات الطيران الحربي أطراف مدينة أريحا، والمنطقة الواقعة بين إدلب ومشون، ومدايا، وبلدة سفوهن وقرية فليفل، ومعرتحرمة، وكرسعة، وحزارين، وعابدين، وحيش، والعامرية، والطريق الدولي بمحاذاة مدينة خان شيخون بأكثر من 70 غارة جوية.
واستهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة كلاً من ترملا والشيخ مصطفى، والعامرية، وركايا سجنة ومدينة خان شيخون، وحرش عابدين وحرش الهبيط، وبلدة الهبيط بعشرات البراميل المتفجرة، فضلاً عن أكثر من 600 صاروخ سقطت على المنطقة، حيث أسعفت فرق الدفاع المدني المصابين وساعدت العالقين تحت الأنقاض، وانتشلت جثامين القتلى.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية