قدّمت حفلة جوائز «الأوسكار» الأمريكية لهذا العام مجموعة من الرسائل السياسية القويّة، وقد انعكس ذلك في الأفلام التي حصلت على الجوائز وفي المواضيع التي تطرّقت لها والممثلين الذين مثلوا فيها والهجوم الساخر الشديد الذي تعرّض للعنصرية والتطرّف وسياسات كره المهاجرين والأديان والعروق.
نال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصّة الأسد من النكات والسخرية لسياساته، ومن ذلك إشارة مقدّم الحفل إلى متابعته من 225 بلداً «باتوا يكرهوننا»، فيما قال رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة إن الحفل «دليل على أن لا حدود تحد الفن».
إحدى الرسائل التي وجّهها الحفل أيضاً كانت فوز ماهيرشالا علي، أول مسلم أمريكي (إضافة إلى أنه أسود)، بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم «مونلايت» الذي فاز بجائزة أحسن فيلم. ماهيرشالا أشار إلى تعرّضه للتمييز لكونه مسلماً وأن أحد موظفي المطارات أخبره أنه موجود في قائمة الـ«إف بي آي» للأشخاص المراقبين وأن زوجته توقفت عن لبس الحجاب في نيويورك «لأنها لم تعد تشعر بالأمان».
من الإشارات السياسية العديدة المهمّة أيضاً كانت فوز فيلم «الخوذ البيضاء» الوثائقي الذي يتحدث عن عناصر الدفاع المدني في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وقدّم الحفل كلمة مصورة لرئيس «الخوذ البيضاء» رائد صالح طالبَ فيها العالم بوقف إراقة الدماء في سوريا، كما فاز الفيلم الإيراني «البائع» بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وقاطع مخرجه الحفل احتجاجا على قرارات ترامب.
الرسالة الكبرى التي قدّمها الحفل، والتي قدّمت بأكثر من صورة وطريقة، وعلى أكثر من لسان، هي رسالة مزدوجة ترفض سياسات ترامب لبناء الأسوار ومنع المهاجرين وتأجيج التطرّف والعنصرية وتتضامن مع المهاجرين واللاجئين والمسلمين والسود والأقليات والتنوّع البشري عموماً.
تبدو مواقف النخبة السينمائية الأمريكية التي أعلنت في حفل الأوسكار كجزء من تحرّك سياسيّ عامّ يشمل الإعلام والسياسة والقضاء والأكاديميا والشارع وهو يوضّح مفارقة كبرى تطال صورة أمريكا وجاذبيتها في العالم، فأمريكا المكروهة في البلدان التي تتحكّم بمقدّراتها الاقتصادية والسياسية أو التي خاضت حروبا ضدّ شعوبها هي البلد نفسه الذي تقصده نخب وأفراد هذه الشعوب التي تكرهها مدفوعة برغبات الحصول على الغنى والنفوذ والارتقاء، كما بالتعلّم من تاريخ ذلك البلد ومؤسساته وجامعاته أسباب قوّة هذا النظام السياسي الهائلة التي فتحت الأبواب للاختراعات والاكتشافات والعلوم ففاضت الثروات وانعكست تأثيراً هائلا على مصائر جميع أمم الأرض.
المقاومة الأمريكية الكبيرة التي تواجه غطرسة ترامب وإدارته وقراراته وتضامن مؤسسات الديمقراطية والقضاء والإعلام والجمهور مع المهاجرين الذين انبنى مجد أمريكا على مساهمتهم يفسّران ازدواجية الكره والانجذاب العالميين للنموذج الأمريكي الذي قدّم إنجازات سياسية وعلمية وفكرية وفنية هائلة ولكنّ إداراته السياسية وظّفت هذه الإنجازات، في أغلب الأحيان، لإخضاع الشعوب وتمرير أجنداتها الاقتصادية والسياسية. وكما شاهدنا أمريكا تنتخب رئيساً أسود أبوه مسلم كينيّ، وشاهدنا على مرّ العقود أفلاماً تدافع عن الإنسان وتهاجم العنصرية، وقرأنا روايات مؤثرة وشعرا عظيما ودهشنا بالابتكارات العلمية، فقد شاهدنا الجيوش الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق، وقاسينا من دعم أمريكا لإسرائيل وللطغاة العرب.
لعلّ الدرس المفيد الذي قدّمته حفلة الأوسكار هو أننا في قارب واحد مع قوى الديمقراطية والتنوع والإبداع في أمريكا وضد العنصرية والتطرّف والإرهاب في كل مكان ومن أينما جاء.
رأي القدس
اليمين الأمريكي المتطرف ليس جديداً بأمريكا فهناك عشرات من الجماعات اليمينية المتطرفة والمسلحة بنفس الوقت,
فالتفجير في مدينة أوكلاهوما في 19 أبريل 1995 شنه عضو من جماعة يمينية متطرفة إسمه ماكفي
كما أن هناك يمين متطرف آخر في أوروبا قد تسلحت بعض مجموعاته لطرد الأجانب
ولا حول ولا قوة الا بالله
*(أمريكا )مزيج عجيب وخلطة عجيبة تشمل
كل المتناقضات (الخير والشر) العلم والجهل
الإنفتاح والتعصب ..!!!
* (ترامب) اهوج وارعن ولعنة على أمريكا أولا
وعلى العالم ثانيا.
سلام
لم أر أميركي واحد من الفنانين مؤيد لترامپ. بينما للأسف أكثر من ٣/٤ الفنانين السوريين أثبتوا أنهم شبيحة مؤيدين للمجرم بشار الأسد. حقيقة مؤسفة!
بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه (رسائل جائزة أوسكار 2017 السياسية)
(رب ضارة نافعة) هذا المثل ينطبق على انتخاب دونالد ترامب رئيسا لامريكا. فهو متهور وضد تيار التسامح والاريحية والاخلاق الحميدة،وقد احدث تهوره ردات فعل غاضبة في المجتمعات البشرية. وقد ظهر ذلك جليا في حفل جائزة اوسكار لهذا العام ف(الهجوم الساخر الشديد الذي تعرّض للعنصرية والتطرّف وسياسات كره المهاجرين والأديان والعروق.) هو رفض صريح وحازم ل(سياسات ترامب لبناء الأسوار ومنع المهاجرين وتأجيج التطرّف والعنصرية وتتضامن مع المهاجرين واللاجئين والمسلمين والسود والأقليات والتنوّع البشري عموماً.)
وبانتخاب ترامب الانغالاقي العنصري نسي الشعب الامريكي انه انتخب قبله باراك أوباما الاسود ذو الجذور الاسلامية ؛ حيث قمة التسامح والتعالي على عنصرية اللون والعرق. ونكسة انتخاب ترامب كالت ضربة قوية لتعايش فسيفساء الشعب الامربكي ؛ظهرت بوادر بعض ردات فعلها في حفل الاوسكار الذي نحن بصددها. ولا ننسى ان {إحدى الرسائل التي وجّهها الحفل أيضاً كانت فوز ماهيرشالا علي، أول مسلم أمريكي (إضافة إلى أنه أسود)، بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم «مونلايت» الذي فاز بجائزة أحسن فيلم. ماهيرشالا أشار إلى تعرّضه للتمييز لكونه مسلماً وأن أحد موظفي المطارات أخبره أنه موجود في قائمة الـ«إف بي آي» للأشخاص المراقبين وأن زوجته توقفت عن لبس الحجاب في نيويورك «لأنها لم تعد تشعر بالأمان».}
وهذه الصحوة الضميرية في حفل الاوسكار ربما تكون البداية التي تبدي الندم على انخراط ( الجيوش الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق) وكذلك فان هذه الصحوة ربما تكون مقدمة للحد(من دعم أمريكا لإسرائيل وللطغاة العرب.) حيث ان هذا الدعم المزدوج اللاخلاقي هو اكبر مفرخ لحركات التطرف والارهاب في العالم العربي والاسلامي و(لعلّ الدرس المفيد الذي قدّمته حفلة الأوسكار هو أننا في قارب واحد مع قوى الديمقراطية والتنوع والإبداع في أمريكا وضد العنصرية والتطرّف والإرهاب في كل مكان ومن أينما جاء.)
ترامب ليس رجلا سياسيا ,,تم اثبات هذا من قراراته في اول بدايات فترته الرئاسيه
انه رجل استثماري ,,يعرف كيف يوظف الاموال لمشاريع ناجحه اقتصاديا , و هذا واضح من تاريخه , حيث ورث عن ابيه 200 مليون دولار و استطاع ان يجعلها الان 3.5 مليار دولار
هناك فرق بين الاقتصاد و السياسه ,,انهما علمان مختلفان ولكن في بعض الاحيان يجتمعان سويا ,,, ترامب لم يستطيع الجمع بينهما
وهذه هي مشكلته
شكرا
مقال جميل جدا .شكرا لكاتبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
دعم امريكا الاعمى لاسرائيل هو بلاء وبيل سيجر عليها ويلات وكوارث هي في غنى عنها. وكانت صرخة هيلين توماس (عميدة صحفيي البيت الابيض لعقود) بارجاع غزاة فلسطين اليهود كل الى بلده التي جاء منها هي الحل المنطقي الوحيد الذي سيريح امريكا من الصداع المزمن الذي سببه لها الوجود الاسرائيلي على ارض العرب الفلسطينيين. وهذه الصرخة من توماس سبقت ردات فعل مهرجان الاوسكار وربما هي وامثالها مقدمات له ولقراراته.
واما دعم امريكا للطغاة العرب فهو الرهان الخاسر لامريكا والاستثمار الاكثر خسرانا لان هذا الدعم هو عكس تيار الرغبة الشعبية والتي ستنتصر في النهاية
العقلية السينمائية الأمريكية عرفت تطورا إيجابيا كبيرا, ربما بفضل انتشار آراء ممثلين يساريين وبفعل منتوج سينمائي أو وثائقي فتح أعين رجال ونساء الفن, ممثلين كبار وقفوا أمام الكاميرات يشجبون مايرونه غير إنساني أكان في المجتمع الأمريكي نفسه أو في بعض قضايا الأقليات.
العكس ماكنا نراه مثلا في أفلامهم القديمة وفي عقليات ممثلين بأفكار يمينية ربما متطرفة أحيانا , في قتل وإبادة الأعراق الأخرى, أكانوا هنودا حمرا أو شعوبا أخرى بأكملها كالعرب مثلا في الأفلام القديمة.
مثل هذه الأفلام لايزال ينتج , لكن ـ بحسب رأيي ـ هناك بعض المسافة بين إظهار شعب كامل مثلا بمظهر الغباء أو التخلف , صاروا يختارون جزءا أو فئة أو جماعة أو منظمة أو ماإليها وعليها تدور الوقائع.
تطور على الطريق الصحيح وهو جيد لما للسينما الأمريكية من سلطة على المشهد الثقافي العالمي.
نعم عدم التمييز في منح جائزة افضل فيلم اجنبي لمخرج مسلم من ايران وممثل مسلم أسود، فهذا دليل ان الامريكيين غير متطرفين شعب طيب وواعي، كان بالامكان ان تمنح الجائزة الى فلم اخر، ومن المفارقة ان يأتي شخص كالمخرج الايراني وينتقد الرئيس دونالد ترامب. والممثل المسلم الفائز بجائزة افضل دور مساعد الذي بكل حرية انتقد سياسة الرئيس ترامب المتعلقة بفرض قيود على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، لقد نسي أو تناس هو وكذلك المخرج الايراني ان يتحدثوا عن المجمعات التي قدموا منها ولو قليلا عن الحريات المعدومة في ظل الحكومات القمعية والمجتمعات المتطرفة دينيا وكره المسلمين لبعظهم ومعاملة الاقليات الغير مسلمة في الدول الاسلامية من قمع وتهميش، كان الافضل للمخرج الايراني ان يتطرق الى حقوق ابناء شعبه في ظل النظام الايراني المتطرف، كان اولى به ان يتحدث عن معانات شعب الاهواز، لكن هذا لم يحدث مع الاسف، اختاروا الولايات المتحدة ورئيسها، ولم يتطرق احد الى الارهاب الذي ابتلت به امريكا والغرب الذي فتح حدوده للمهاجرين وكان رد الجميل ما جرى ولا يزال في المانيا وعموم اوروبا.
مقال مبدع
احسنت