لندن – «القدس العربي»: تنفس عشاق برشلونة الصعداء، بعودة الأمور إلى نصابها في الأسبوعين الماضيين، بالأحرى بعد التغلب على البداية المخيبة للآمال، بالسقوط في فخ التعادل السلبي أمام رايو فاييكانو في قلب «كامب نو» في افتتاح الدوري الإسباني، تلك المباراة التي فتحت الباب على مصراعيه للتشكيك في جدية مشروع المدرب تشافي هيرنانديز، قبل أن يُكشر الفريق عن أنيابه، برسائل شديدة اللهجة لكل الخصوم المحليين والقاريين بدون استثناء، تجلت في السحر والإرهاب الكروي أمام ريال سوسييداد وبلد الوليد، بنسخة تحاكي الجبروت والطغيان المحفور في أذهان الأعداء قبل المحايدين عن بارسا «التيكي تاكا»، الذي كان يُضرب به المثل في المتعة والطرب الكروي، ومن حسن حظ عالم المركولة المجنونة، أن ثورة البلوغرانا، تأتي مع استمرار الغريم الأزلي ريال مدريد في المضي قدما في طريقه الوردي تحت قيادة العراّب كارلو أنشيلوتي، ما يعطي مؤشرات أننا سنكون على موعد مع موسم من الزمن الجميل، بالاستمتاع بمنافسة حقيقية بين الناديين الأشهر عالميا، تماما كما كان الوضع في عصر الصراع بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
الأبقار المقدسة
يعرف أصغر مشجع كتالوني قبل خبراء التحليل في «موندو ديبورتيفو» و«سبورت» وباقي المنابر الإعلامية المحسوبة على النادي، أن التحدي الحقيقي الذي جاء من أجله تشافي، لا يكمن في المصطلحات المقدسة في عالم كرة القدم، مثل تحسين الجودة والعودة إلى منصات التتويج من الطرق المختصرة، بل لإعادة روح وشخصية برشلونة، وإحياء «إرث» يوهان كرويف وتلاميذه، باستثناء التلميذ الضال رونالد كومان، بعد فشله الذريع في تحقيق أبسط توقعات الجماهير في تجربته المحطمة للآمال، والتي يراها البعض لا تختلف كثيرا عن المنبوذ الأعظم كيكي سيتيين، وذلك بطبيعة الحال، لعدم تطور المنظومة الجماعية ولا حتى الأداء الفردي للاعبين تحت قيادته، وبالعودة لأصل المعضلة، سنجد أنها كانت تكمن في تحول فلسفة البارسا، من فريق مدجج بأساطير ونجوم يتفانون في تطويع موهبتهم وطاقتهم لمصلحة الأداء الجماعي، إلى شبح يعيش على أطلال الماضي، كفريق ظل سنوات يعول على لحظات الفضائي ليونيل ميسي الخارقة، خاصة بعد عجز الإدارة السابقة في استبدال شيوخ الجيل الذهبي أمثال تشافي نفسه وإنييستا والبقية، بصفقات ومواهب بالمواصفات المطلوبة للدفاع عن مؤسسة بحجم العلامة التجارية لثاني أشهر نادي في العالم، فكانت الضريبة، الوصول إلى قاع الحضيض الكروي، قبل حتى الانفصال الدرامي عن البرغوث، كما حدث في ليلة الإذلال بالأربعة على يد ليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال بنسخة 2019، في غياب محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وأكثر من عنصر أساسي في قوام يورغن كلوب، بجانب الليلة الظلماء أمام بايرن ميونيخ، في ما تعرف بفضيحة الثمانية في ربع نهائي نسخة كورونا الصامتة 2020، والتي أثرت بشكل سلبي على سمعة النادي وهيبته بين كبار القارة. ويكفي أنه منذ ذلك الحين، لم يتمكن من تجاوز دور الـ16، بخروجه الموسم قبل الماضي على يد باريس سان جيرمان من ثمن النهائي، والأسوأ على الإطلاق، وداعه المبكر من مرحلة المجموعات الموسم الماضي.
ورغم ظهور بصمة المايسترو المبشرة في الاختيارات المعقدة في النصف الثاني من الموسم الماضي، إلا أن التعثر أمام فاييكانو في اللقاء الافتتاحي، جعل البعض يضع علامات استفهام حول المشروع برمته، لاسيما بعد الإنفاق التاريخي، الذي تخطى حاجز الـ150 مليون يورو، لشراء السوبر ستار روبرت ليفاندوسكي من البايرن، والفوضوي البرازيلي رافينيا من ليدز، وجولز كوندي من إشبيلية، وقبلهم جاء فرانك كيسي وكريستينسن بموجب قانون بوسمان، لكن بإلقاء نظرة سريعة على سبب الخلل أمام ممثل قشتالة وليون في الجولة الأولى لحملة البحث عن استعادة الليغا بعد غياب ثلاث سنوات، سنجد أن جزءا كبيرا يرجع لرهان المدرب على ثلاثة من «الأبقار المقدسة»، باعتماده منذ البداية على اثنين من القادة الأربعة، وهما جوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس، ثم بإشراك سيرجي روبرتو في آخر ثماني دقائق، ولعل من شاهد المباراة، لاحظ البطء الشديد في قرارات الظهير الأيسر المخضرم، خاصة في اختيار توقيت التقدم إلى الأمام لعمل زيادة هجومية على الرواق الأيسر، بخلاف آفته في ترك مساحات شاغرة وراء ظهره، لتأخره في الارتداد لأسباب تتعلق بتراجع مخزونه البدني بحكم التقدم في العمر. حتى مهندس الوسط، ورط الفريق بحصوله على بطاقة حمراء في اللحظات الأخيرة، وعلى إثرها غاب عن رباعية سوسييداد، وسرعان ما انكشف الفارق في الأداء الجماعي، بعد تخلي تشافي عن المشهورين إعلاميا بالأبقار المقدسة (ألبا وسيرجي وبيكيه وبوسكيتس)، بالاستثناء الأخير، الذي أبلى بلاء حسنا في رباعية عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد انتهاء الإيقاف، متقمصا دور الرجل الحكيم برفقة غافي وبيدرو (تشافي وإنييستا المستقبل)، كجزء من التوليفة السحرية التي عثر عليها المدرب، تمهيدا للبناء على مكاسب أول انتصارين على حساب سوسييداد وبلد الوليد، وبالأخص المواجهة الأخيرة، التي شهدت تخلص البارسا من صداع السنوات الماضية، باللغز الكبير في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، بفضل الظهور المميز للأعسر بالدي في الجهة اليسرى، بجانب الامتياز للوافد الجديد كوندي في مركز الظهير الأيمن، كأن الروح بُعثت من جديد في داني ألفيش في الوقت الذي شارك فيه في مركز الظهير الأيمن، والمثير للإعجاب، أنه أبدع في تعويض أراخو بعد استبداله في بداية الشوط الثاني، بتكوين ثنائية جيدة جدا برفقة غارسيا في قلب الدفاع.
العمق والمقاومات
لفهم وتفسير التحسن الملموس في أرقام الدفاع الكتالوني، باستقبال هدف يتيم في أول 3 مباريات، مقابل تسجيل 8 أهداف في نفس المباريات، علينا ملاحظة ما يفعله ثلاثي الهجوم ليفاندوسكي وعثمان ديمبيلي ورافينيا في الثلث الأخير من الملعب، بضغط لا يُصدق على حامل الكرة من دفاع الخصم، وعلى مسافة قريبة منهم بيدري وغافي في العمق، مع دعم يلامس الانتحار الكروي من الظهيرين بالدي وكوندي، وهذا يلخص سر عودة جزء كبير من فلسفة برشلونة، التي ترتكز على الجمع بين الخيال والإبداع في شن الغارات على الخصوم، وبين الحدة والشراسة في عملية استعادة الكرة في غضون 6 أو 7 ثوان. ولعلك عزيزي القارئ، لاحظت كيف أبدع رجال تشافي في قطع المياه والهواء على سوسييداد وبلد الوليد، كأنك تشاهد مباراتين من زمن بيب غوارديولا الجميل، أو موسم طيب الذكر لويس إنريكي السينمائي 2014-2015، الذي ختمه بثاني وآخر ثلاثية في التاريخ، وأيضا آخر نسخة ظهر خلالها البلوغرانا بإرث مؤسس «التيكي تاكا» كرويف. الشاهد أن المايسترو وجد ضالته، بوضع حد لمسلسل هشاشة الدفاع والأخطاء الفردية الكارثية، التي كانت سببا رئيسيا في هبوط منحنى الفريق في السنوات الماضية، باعتبارها نقطة الضعف الأكثر وضوحا في آخر 4 أو 5 مواسم، وفعل ذلك، بتوحيد الخطوط الثلاثة، وربط أدوار المهاجمين ولاعبي الوسط بمهام دفاعية.
وهذا جعلنا نشاهد للمرة الأولى دفاع برشلونة بثوب «المنظومة الجماعية»، وليس ذاك الخط المتهالك المعزول عن الفريق بأكمله، بعشوائية وسذاجة في تمركز المدافعين، وضعف الجودة، التي كانت متمثلة في الفرنسي لانغليه، فضلا عن تجاوز بيكيه مرحلة الذروة في مسيرته، ليس فقط لتفاقم مشاكله الاجتماعية، بعد انفصاله عن فتاة أحلام شباب الألفية الجديدة شاكيرا، بل لتراجع مخزونه البدني وظهور علامات الشيخوخة الكروية عليه مع اقترابه من كسر عتبة الـ36 ربيعا مطلع العام الجديد. وبالإضافة إلى ما سبق، يتمتع تشافي بما يكفي من رفاهية في «عمق التشكيلة»، بامتلاكه عناصر على مقاعد البدلاء على نفس مستوى الأساسيين، وشاهدنا الإضافة الكبيرة التي قدمها فرينكي دي يونغ وفرانك كيسي، بعد الاستعانة بهما في الشوط الثاني في المباراة الأخيرة، حتى بعد خروج عثمان ديمبيلي ورافينيا، بدا وكأن الفريق بنفس الوتيرة أو الإيقاع الهجومي، باستعراض وتهور في الهجوم، وبحلول متنوعة من أنسو فاتي وفيران توريس، وقبل الجميع، يأتي عراّب المشروع ليفاندوسكي، الذي لم يستغرق وقتا، ليظهر أنه «القطعة النادرة» التي كان يبحث عنها تشافي والنادي الكتالوني، ببصمته التي تتحدث عنه، بالتسجيل والمساهمة في كل الأهداف التي سجلها الفريق، مع دروس بالمجان للأجيال القادمة، في كيفية الاستثمار في جسده وموهبته، ليبقى بهذه الصورة المرعبة من الناحية البدنية والفنية في منتصف عقد الثلاثينات، وهذه مؤشرات تنذر بعودة ملوك «التيكي تاكا» بالصورة المحفورة في الأذهان عنهم. فقط يتبقى التأكيد بعد الحكم على طموحات تشافي ورجاله في معارك دوري الأبطال الطاحنة أمام الدابة السوداء البايرن والجار الإيطالي العنيد الإنتر في مجموعة الموت التي تضم معهم الحصالة فيكتوريا بلزن، والسؤال هنا: هل يرد البارسا بثوبه الجديد اعتباره وكرامته أمام البايرن بعد فضيحة الثمانية وتوابعها؟ أم أن العملاق البافاري سيكون له رأي آخر كما ساهم في خروج ضحيته المفضلة من مرحلة المجموعات الموسم الماضي؟
الاحتلال المدريدي
كما يقدم برشلونة السحر الكروي ويتعافى من تأثير ميسي بحلول ليفا ومعاونيه في الهجوم، أيضا النادي الملكي لا يتوقف أبدا عن تجسيد مقولة كوكب الشرق «واثق الخطى يمشي ملكا»، محافظا على الصورة التي رسمها لنفسه تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في أول مواسمه في الولاية الثانية، كفريق يتحدث بلغة الواقعية، متحصنا بأفضل حارس في العالم بمسافة بعيدة عن أقرب منافسيه تيبو كورتوا، الذي ما زال يمارس غرابه في عرينه بين القائمين والعارضة، بتصديات ومرونة ورشاقة تتجسد في حسرة خصومه على رد فعله في الفرص المؤكدة، لعل آخرها التصدي المذهل في مباراة عطلة نهاية الأسبوع الماضي أمام الحليف الكتالوني إسبانيول، عندما كانت النتيجة 1-1، قبل أن يكشر كريم بنزيمة عن أنيابه، بتسجيل هدفي جمع العلامة الكاملة في أول 3 جولات في حملة الحفاظ على لقب الليغا للمرة الثانية على التوالي والثالثة في آخر 4 مواسم، ونفس الأمر ينطبق على الدفاع، الذي تحسنت جودته بضم أنطونيو روديغر برفقة ديفيد آلابا والقائد المستقبلي إيدير ميليتاو. صحيح الصخرة الألمانية لا يشترك في مركزه المفضل في قلب الدفاع، بتوزيع المهام عليه في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، لكن بوجه عام، أعطى إضافة وثقة للمنظومة الدفاعية، بخلاف النفحات المعنوية التي يتبارى تيبو في تقديمها للمدافعين والكيان الأبيض بأكمله. واللافت في بداية اللوس بلانكوس، أن الفريق لم يتأثر بخروج ضحايا ثورة الإحلال والتجديد، خاصة رجال الحرس القديم في مقدمتهم مارسيلو وكاسيميرو، بل بدون مبالغة، يمكن القول إن الفريق تحسن وتقدم خطوة إلى الأمام، بتوفير عنصر الطاقة وضمان المستقبل لنهاية العقد، كما يتجلى في روائع الثنائي الفرنسي كامافينغا وشريكه تشواميني، والأخير بالذات، يبدو وكأنه تحرر نفسيا من قيود منافسة الأسطورة كاسيميرو على مكان في القوام الرئيسي، وشاهدنا دوره وتأثيره في الوسط بمجرد إعلان رحيل النجم البرازيلي، أشبه بالوحش الكاسر الذي لا يكل ولا يمل من الركض والضغط على حامل الكرة، مع أناقة تذكرنا بمواطنه بول بوغبا في أوج لحظاته مع يوفنتوس في ولايته الأولى. والأكثر دهشة، ما يفعله ذاك الكامافينغا، الذي يظهر من مباراة لأخرى، أنه مخلوق لا يختلف كثيرا عن الفرنسي الآخر نغولو كانتي، لكن في ريعان الشباب ومواصفات عصرية بامتياز، بقدرات خاصة في الاحتفاظ بالكرة وقطع مسافات طويلة في ثوان تعد على أصابع اليد الواحدة، كواحد من أبرز أسلحة ميستر كارليتو، التي يستعين بها في الشوط الثاني لإرهاب المنافسين كرويا، كما يفعل الوحش الأسمر كلما أتيحت له الفرصة، الفارق أنه أكثر جرأة وإيجابية على المرمى، مقارنة بأدواره في موسمه الأول، كانت تقتصر على افتكاك الكرة وتمريرها لأقرب فنان على دائرة المنتصف، وهذا يثبت أن المدرب الإيطالي كان محقا، عندما قال إن فريقه يملك 5 أو 6 أسماء قادرين على تعويض رحيل كاسيميرو، في وجود فالفيردي وسيبايوس وكروس والعبقري الذي يسير عكس عقارب الساعة لوكا مودريتش.
ويبقى بنزيمة رجل المهام المستحيلة في الثلث الأخير من الملعب، بتقمصه دور البطل منذ خروج الهداف التاريخي كريستيانو رونالدو، ومن حسن حظه، أنه وجد الدافع الذي يستفزه لمحاكاة ما فعله الموسم الماضي، وهو منافسه المباشر على الجوائز الفردية المرموقة ليفاندوسكي، بعدما بادر بالكشف عن نواياه وطمعه المشروع في الجلوس على عرش هدافي الليغا وإعادة البارسا إلى مكانه الطبيعي، كمنافس لا يستهان به على الألقاب الجماعية الكبرى، ووضح ذلك في رد فعل كريم السريعة بعد ثنائية ليفا في شباك بلد الوليد، على الفور انتفض الجزائري الأصل بثنائية في سهرة إسبانيول، ليبقى على فارق الهدف مع ليفا حتى إشعار آخر، وأعاد إلى الأذهان زمن الصراع التقليدي بين رونالدو وميسي في كلاسيكو الريال وبرشلونة بين عامي 2009 و2018. وبطبيعة الحال، بعد تسلم بنزيمة جائزتي «الأفضل» و«الكرة الذهبية» نهاية الشهر الجاري ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، من المفترض أن تشتعل المنافسة بينه وبين ليفاندوسكي لنهاية الموسم، إلا إذا حدثت أشياء خارج التوقعات. وبدرجة أقل، ما زال فينيسيوس ينثر إبداعه في حضوره المميز تحت قيادة أنشيلوتي، ونفس الأمر لمواطنه رودريغو، هو أيضا لا يخذل المدرب كلما طلب منه صنع الفارق في الشوط الثاني، فقط اللغز الذي يحير الجميع هو «البيرنابيو» هو إيدين هازارد، بإصراره على عدم مساعدة نفسه على استعادة نسخته البراقة التي رسمها لنفسه بالقميص الأزرق مع تشلسي في الدوري الإنكليزي، حتى بعد ابتعاده عن لعنة الإصابات في الآونة الأخيرة. والقلق الآخر، يكمن في غياب البديل المناسب لبنزيمة في مركز المهاجم رقم 9، ولا يخفى على أحد، أن روزنامة المباريات، ستصل لمرحلة الذروة في الموسم، بسبب التوقف الطارئ للاستمتاع بمشاهدة كأس العالم الشهر بعد المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، وبعدها سيتم ضغط الجدول المحلي، لينتهي في الموسم المحدد في بدايات فصل الصيف، وسيكون من رابع المستحيلات الاعتماد على كريم في كل المباريات. وواقعيا، لا يملك أنشيلوتي مهاجم بنفس مستوى التوقعات، بعد التخلص من يوفيتش ومايورال وعدم اقتناع المدرب بالمبنوذ ماريانو، لكن البعض يرجح سيناريو دخول الريال في الميركاتو الشتوي، بناء على القاعدة الشهيرة، التي تخبرنا أن الرئيس فلورنتينو بيريز، عادة ما يوقع مع أبرز نجوم كأس العالم، بداية من الظاهرة رونالدو في 2002 نهاية بخاميس ونافاس في 2014 وكورتوا في 2018، وربما يفضلون الانتظار للانقضاض على أفضل مهاجم في المونديال، خاصة بعد وقوع الفريق في مجموعة سهلة نسبيا في دوري الأبطال برفقة سيلتيك الاسكتلندي ولايبزيغ الألماني وشاختار الأوكراني، أما غير ذلك، فمن الواضح أن الريال سيبقى منافسا تصعب هزيمته أو إخضاعه في 90 دقيقة، وهذا ما ينتظره عشاق الليغا للاستمتاع بمنافسة حقيقية على اللقب بعد عودة برشلونة للحياة من جديد بدون ميسي.
عاشه البارسا خلال السنوات الماضية كان بسبب الادارة التي جددت للابقار المقدسة رغم بلوغهم سن الثلاتين بضغط من ميسي الذي احمله الجزء الاكبر من مشاكل برشلونة الحالية بسبب الامتيازات التي تتمتع بها في النادي بضغطه على الادارة السابقة للتجديد للاعبين سالفي الذكر في وقت تراجع مستوى البرغوت الارجنتيني بعكس ريال مدريد الذي لا يتوانى في الاستغناء عن اللاعبين كبار السن ولا مكان للعواطف عند الداهية فلورنتينو بيريز الذي يطبق سياسة بيع كل لاعب يحاول فرض شروط تجديد عقده للزيادة أجره وهو الفخ الذي سقط فيه برشلونة