آفي اشكنازي
حسب المنشورات التي تصل من لبنان، فإن قوة وحدة 13 البحرية اجتاحت أمس، على مسافة عشرات الكيلومترات عن الحدود الإسرائيلية، مبنى في بلدة البترون شمالي بيروت.
القوة، ومرة أخرى حسب التقارير الأجنبية، عملت بسرعة وألقت القبض على مسؤول كبير في منظمة حزب الله، واختفت. وبالسرعة ذاتها التي وصلت فيها – على ظهر سفن إلى قلب البحر.
إذا كان مقاتلو الوحدة البحرية هم الذين بالفعل نفذوا فثمة أمور مثيرة للاهتمام. أولاً، تشير العملية إلى مستوى استخباري مذهل وقدرة رائعة في اختراق منظمة حزب الله. ثانياً، العملية تنقل رسالة لرجال حزب الله بأنهم غير محصنين في أي مكان في لبنان. ثالثاً، وجود ممارسة ضغط مباشر على حزب الله، لكن أيضاً على حكومة لبنان. فالرسالة، أن إسرائيل مصممة على خوض حرب بقوة عالية حتى في المناطق البعيدة عن الحدود بين الدولتين.
التقارير القادمة من لبنان، التي كانت دراماتيكية جداً، بثت ضائقة حزب الله وانعدام وسيلته. كما أنها نقلت الرواية الإسرائيلية بأن إسرائيل مصممة على إعادة الأمن إلى بلدات الشمال. بكلمات أخرى، إذا لم يكن أمن في الجليل، فلا أمن لرجال حزب الله في لبنان كله، من جنوبه حتى شماله.
إسرائيل الآن في زمن حرج. موعد الانتخابات في الولايات المتحدة يفترض أن يؤثر على استمرار الحرب، بخاصة في الحدود الشمالية. أكبر اختبار للمستوى السياسي هو الإصرار على مبادئ حول اليوم التالي: السيطرة الكاملة من جانب الجيش اللبناني في الجنوب والحفاظ على حق إسرائيل في العمل في حالة إدخال محافل إرهاب إلى المنطقة قرب الحدود وعلى قدرتها على منع التهريب والسلاح لحزب الله حتى في عمق لبنان أو سوريا.
إسرائيل على مفترق طرق: من جهة، سيصعب عليها خوض حرب استنزاف، وهي من جهة أخرى مطالبة الآن بالعمل على إعادة الأمن لسكان الشمال وإعادتهم إلى بلداتهم.
بالتوازي، يلتزم الجيش وجهاز الأمن بترميم العلاقات مع عدد كبير من الدول، بخاصة أوروبا. تقارير كثيرة تفيد بحظر سلاح ووسائل تكنولوجية فرضت على إسرائيل من جانب دول وصناعات أمنية في العالم. وثمة مشروع وطني أمني واحد على الأقل، عالق بسبب هذه المقاطعة منذ بضعة أسابيع.
إسرائيل ملزمة بالتركيز الآن على الجهود للعب في المجال اللبناني كله، وحمل حزب الله والحكومة على قبول إملاءاتها لغلق القتال في الشمال.
معاريف 3/11/2024