جميل جداً يا سيادة الرئيس أن تبدأ عهدك الميمون في البيت الأبيض برفع شعار «الدفاع عن حقوق الإنسان» في العالم. وهل هناك أسمى من هذا الشعار؟
لا شك أنه عمل جليل أن تبدأ رئاستك بفرض عقوبات على قتلة الصحافي السعودي الشهير جمال خاشقجي، وتوجيه سهامك إلى علية القوم في السعودية وتحميلهم وزر عملية الاغتيال الشنيعة. ولا يمكن أن ننسى فضلك في فرض عقوبات على ديكتاتور الكرملين وعصابته لاعتقالهم المعارض الروسي الشهير أليكس نافلني. لكن ملايين المنكوبين والمسحوقين في العالم العربي وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا ينتظرون منك لفتة إلى وضعهم الكارثي بما أنك تحمل مشعل الدفاع عن حقوق الإنسان.
عجيب أمركم يا سيادة الرئيس: أيهما أهم قضية اغتيال صحافي، أم قضية اغتيال شعب كامل كالشعب السوري؟ لا شك أن مستشاريك أطلعوك على ما ورد في برنامج «ستون دقيقة» الأمريكي الذي كشف النقاب عن وجود أكثر من تسعمائة ألف وثيقة تدين الرئيس السوري بشار البهرزي بجرائم ليس ضد صحافي فرد بل ضد الإنسانية. وهذه الوثائق موجودة الآن في صناديق بأمريكا، وبإمكانك أن تطلع عليها. لا بل إن المحقق الدولي الشهير ستيفن راب قال بالحرف الواحد إن «الأدلة المتوفرة على جرائم بشار البهرزي بحق الشعب السوري لم تتوفر ضد النازيين». يعني يا سيادة الرئيس لديك هتلر جديد يتحداك ويتحدى شعاراتك الحقوقية. ولعمري هذا تصريح غير مسبوق من محقق دولي مخضرم كالسيد راب لأنه بذلك يضع المحرقة النازية والمحرقة السورية في تصنيف واحد. وبالمناسبة هذا المدعي العام السابق كان سفيراً للولايات المتحدة في قضايا جرائم الحروب في العالم.
وإذا نسيت يا سيادة الرئيس فإن سلفك الرئيس ترامب أصدر قبل أشهر قانوناً باسم «قانون قيصر» لمعاقبة النظام السوري على قتل وتعذيب أكثر من خمسين ألف معتقل في السجون السورية، وصورهم كلهم موجودة بكل تفاصيلها البشعة، وقد عُرضت قبل مدة في الكونغرس الأمريكي الذي لا يبعد عن بيتك البيضاوي سوى ضربة حجر. أيهما أهم بربك يا سيادة الرئيس جريمة قتل صحافي أم ملايين الجرائم السورية التي وصفها المدعي العام الدولي راب حرفياً بأنها «أفظع جرائم بحق الإنسانية في القرن الحادي والعشرين». وكما كانت جرائم النازية عنواناً للوحشية في القرن العشرين، فإن الجرائم الأسدية ستكون عنوان الوحشية والبربرية في القرن الحادي والعشرين.
النظام السوري الذي قتل وشرد وعذب ملايين السوريين وحرق عشرات المدن والقرى السورية بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، هو نفسه من اغتال الصحافية الأمريكية الشهيرة ميري كولفن التي قتلتها قوات بشار
هل سمعت بخمسة عشر مليون سوري تهجروا من بيوتهم داخل البلاد أو ركبوا القوارب في عرض البحار للهروب من جحيم النظام المغولي في دمشق؟ للعلم يا سيادة الرئيس أن أكثر من ثلثي الشعب السوري صار بين نازح ولاجئ بسبب القصف الأسدي والروسي للمدن السورية وتسويتها بالأرض وحرقها بالأسلحة المحرمة دولياً. ولا شك أنك تعلم بهذه الجرائم جيداً، خاصة وأنك كنت نائب الرئيس أوباما وقتها، وهو الذي أعطى الضوء الأخضر للدب الروسي وكلبه السوري كي يمارسا سياسة الأرض المحروقة في سوريا دون حساب أو عقاب.
لم نسمع منك حتى هذه اللحظة كلمة واحدة وأنت رئيس العالم كي تواسي بها ملايين السوريين المكلومين. لم تنبس حتى الآن ببنت شفة حول المأساة السورية غير المسبوقة في التاريخ القديم والحديث. لم يصدق ملايين السوريين عقولهم وهم يرونك تتصدى لجريمة اغتيال صحافي فرد وتعاقب مقترفيها، بينما تدير ظهرك لملايين الجرائم بحق ملايين البشر في سوريا واليمن والعراق. وللعلم يا سيادة الرئيس، فإن النظام السوري الذي قتل وشرد وعذب ملايين السوريين وحرق عشرات المدن والقرى السورية بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، هو نفسه من اغتال الصحافية الأمريكية الشهيرة ميري كولفن التي قتلتها قوات بشار البهرزي في حمص عام ألفين واثني عشر. والعجيب الغريب أن لا البيت الأبيض ولا الإعلام الأمريكي أثار قضية هذه الصحافية الأمريكي الكبيرة. هل يعقل أن يكون دم جمال خاشقجي السعودي أغلى على قلوبكم من دم ابنة بلدكم ميري كولفن؟ لماذا لا تأتي على ذكرها وأنت تذرف الدموع على اغتيال جمال خاشقجي السعودي وليس الأمريكي بما أنك تهتم كثيراً بمصير الصحافيين؟ هل دم الصحافية الأمريكية رخيص إلى هذا الحد؟ لقد مر اغتيالها على أيدي عصابات الأسد مرور الكرام ولم نر حملة للقصاص من قاتليها ولو بنسبة واحد بالمائة من الحملة الإعلامية والسياسية الأمريكية للقصاص مع قاتلي جمال خاشقجي.
ومما يثير الضحك لدى المتابع البسيط: كيف للرئيس الأمريكي أن يعاقب حليفه السعودي على اغتيال صحافي، بينما يغض الطرف عن عدوه المزعوم بشار الأسد الذي يمطر أمريكا ليل نهار بالشتائم واللعنات؟ لا نريد منك أن تعاقبه على قتل وتهجير ثلاثة أرباع الشعب السوري، بل نريدك فقط أن تعاقبه وتشيطنه على اغتيال صحافية أمريكية كما تعاقبون وتشيطنون قتلة جمال خاشقجي.
واضح تماماً يا سيادة الرئيس أنك تطبق بيت الشعر الشهير أفضل تطبيق بسياستك المصابة بأبشع أنواع الحوّل السياسي. ويقول الشاعر أديب اسحق في أجمل بيت يلخص السياسة الأمريكية في عهدكم:
« قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر».
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
مقال اكثر من رائع استاذ فيصل
” هل يعقل أن يكون دم جمال خاشقجي السعودي أغلى على قلوبكم من دم ابنة بلدكم ميري كولفن؟ ” إهـ
نعم أغلى بعيون الرئيس الأمريكي لأنه بسبب قميص جمال سيتم شفط مليارات الدولارات من السعودية!
شعارات الحريات وحقوق الإنسان بالغرب ما هي إلا غطاء للمصالح فقط لاغير!! ولا حول ولا قوة الا بالله
مأساة الشعب السوري أكبر من أي مأساة في القرن الواحد والعشرين!
لقد شارك فيها جميع الأطراف مع النظام بالخفاء, وضده بالعلن!! ولا حول ولا قوة الا بالله
إن النظام البعثي لما كان هنالك حرب بين إيران والعراق كانوا يدعمون النظام البعثي واعطى الضوء الأخضر للاوربين بإعطاء النظام السلاح المحظور دوليا وادى إلى استعماله للشعب وتجاهل هؤلاء امريكا واوروبا للنظام وعندما تم أخطأ هذا النظام دخلوا وحشدوا جيوشا للعراق وبعدها صار امريكا وبريطانيا مثل اللاصقة على العراق لمدة ١٣ سنة ودمروا العراق شعبا قبل النظام والقوا الحصار على الشعب العراق الذي كان ليس علاقة بالنظام البعثي وبعدها غزو العراق ،وسوريا مع الأسف يتجاهلون سوريا واليمن ويتكلمون على المعارض الروسي والاتفاق النووي مع ايران ويريدون أن يتجسسوا على إيران لصالح إسرائيل ويرسلوا شبه مفتشين جاسوسين لايران صار لعبة هؤلاء مكشوفة ،مع تحيات
وكيف لنا ان نكتب لنستجير ونثق بمن هم خططوا لقتلنا عبر عملائهم مثل البهرزي
رضاء اسرائيل على سيادة الرئيس بايدن خيرا له من كل شيء اسمه عدالة
فهوا عبدا مأمور لسيده لا يزيد مثقال ذرة عن البهرزي
اين جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني…..؟!
مع احترامي دكتور فيصل
انت لا ترى إلا المعاناة السورية و السوريين
دكتور فيصل ….
كل شيء متصل …
الفساد العالمي واحد و الحرب عالمية على حقوق الإنسان و الديمقراطية و الشعوب على جميع الجبهات !
سؤال للسيد فيصل القاسم.
هل اطلعتم سيد فيصل على مذكرات أباما الاخيرة، لقد اعترف بالحرف أن اسرائيل عارضت خطته معاقبة الاسد عسكريا على استخدامه الكيماوي و تجاوزه الخط الاحمر الشهير الذي رسمه أوباما أمام العالم، أيام كانت سمعت أمريكا في مساندة الثورات العربية ولو ظاهريا كما حصل في ليبيا و مصر …
النتيجة واضحة، ليس في القنافد أملس، بايدن يبتز MBS بطريقته الخاصة موهما العالم أن حقوق الانسان شيءٍ يهتم به، بالضبط كما فعل ترامب بابتزاز MBS دون التظاهر بأي تصنع لحقوق الانسان، و لا ننسى أن إحدى موظفات ادارة ترامب أكدت أنه كان ينوي أن يغتال الاسد بعد الهجوم الكيماوي و لكن مساعديه عارضوا ذلك فإكتفى برد خجول وإن كان أفضل من أوباما
أقلو مسح الأسد كل سكان سوريا باستثناء العلويين ، فإن الغرب لن يذرف دمعة.
أتفهم تماما ألمك استاذنا الكريم لكن سأرد عليك كما قلت لديبلوماسي أمريكي “كجزائرية لا اريد أي تدخل من أي كان في الشأن السوري فمن مزق سوريا كانت الدول التي مولت معارضة مسلحة” و هكذا بررت دخول الدب الروسي و القوات الخاصة الأمريكية و قانون قيصر ما زال سائر المفعول هذا و الرئيس بايدن له أولويات و لنكف من تعليق أمال علي واشنطن فكل دولة عظمي لها مصالح و تفعل ما تقدر عليه هذا و السيد بايدن لم تمضي بعد علي رئاسته 3 أشهر و شكرا.