هذا التجميد هادئ جداً. فعلى تجميد البناء في القدس، و”جفعات همتوس”، و”هار حوما”، وفي E1، كان ينبغي لليمين الحقيقي في الليكود، من الكين وحتى يريف لفين، ناهيك عن سموتريتش وبينيت وشكيد، أن يرفع الصرخة ويهدد ويضغط، إذ مثلما هو “فداء النفس يرد السبت”، هكذا القدس ترد نتنياهو والانتخابات والحسابات السياسية. كما أنه من موشيه ليئون، رئيس البلدية، مسموح لنا أن نتوقع منه أن “يقلب بضع طاولات”، مثلما فعل بعض من أسلافه في وضعيات مشابهة.
هذا التجميد في القدس هو القسم الأقل لطافة في علاقاتنا مع أحد الرؤساء الأكثر وداً لإسرائيل، وحان الوقت لأن نتحدث عنه أيضاً. يخيل أن الحديث في حالة القدس يدور عن “عناق دب”. فلا توجد هدايا مجانية. مقابل كل الخير الذي يغدقه علينا ترامب، فنحن ندفع الثمن. ومقابل نقل السفارة والاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان والإعلان عن أن المستوطنات قانونية – وكله في مجال الرموز والطقوس والهوية والمكانة القانونية، فنحن ندفع الثمن بعملة صعبة، هي على المدى البعيد أغلى بأضعاف: التوقف الاستيطاني.
الاستيطان هو الذي سيقرر حدود القدس في المستقبل وليس السفارة الأمريكية التي نقلت إلى هنا. لقد انتقلت السفارة إلى القدس، فقط لأن الأمريكيين اعترفوا بالحقائق التي ثبتتها إسرائيل في المدينة الموحدة. والحقائق لم تنشأ بناء على نقل السفارة، بل العكس. ولكن إسرائيل كفت عن تثبيت الحقائق الصهيونية والاستيطانية في القدس.
هنا، في عاصمة إسرائيل، يستسلم نتنياهو المرة تلو الأخرى للضغط الدولي ويترك ثقوباً سوداء في نقاط استراتيجية في الصراع على وحدة القدس. في “جفعات همتوس” التي بين “جيلو” و”هار حوما” يخطط الفلسطينيون لخلق تواصل بنائي خاص بهم، من بيت لحم عبر شرفات وبيت صفافا. هذه إحدى فرصهم الأخيرة لتقسيم القدس ودق إسفين بين الأحياء اليهودية؛ “جيلو” من الغرب، و”رمات رحيل” و”هار حوما” من الشرق. كما أن الرواق الذي يربط بين القدس و”معاليه أدوميم” – أرض خطة E1 ، توشك إسرائيل على فقدانه، كون الفلسطينيين يبنون هناك منذ بضع سنين بشكل غير قانوني، ولكن إسرائيل لا تبني، وتجمد هناك أيضاً، والآن – 2000 وحدة سكن في “هار حوما” مجمدة هي الأخرى.
الاستيطان هو الذي رسم في الماضي وسيرسم في المستقبل أيضاً حدود القدس، لا السفارات الأجنبية التي تنتقل إلى هنا ولا الاعتراف بالمواثيق الدولية. فالاعتراف الدولي ستجلبه في نهاية المطاف الحقائق وخريطة البناء في القدس، وليس العكس. بدلاً من ذلك تخطئ إسرائيل وتكتظ وتبني في القدس غرباً بدلاً من شرقاً، وتستسلم للضغط الدولي الذي يجمد البناء في عاصمة إسرائيل. وحتى “نظام بايدن” الذي ألزم محافل التخطيط في القدس في عهد أوباما لأن تنسق مع مكتب رئيس الوزراء كل بناء في أراضي القدس خلف الخط الأخضر، لا يزال ساري المفعول.
إذن، ما هو بالضبط “اليمين” هنا؟ ولماذا يقوم محبو القدس الكثيرون الذين يحيطون بنتنياهو بتقديم التنازلات له بهذا الشأن؟ ما معنى الفجوة الواسعة بين الحديث العالي جداً عن القدس الموحدة، والهدوء المعيب حول تجميد البناء في المدينة؟
بقلم: نداف شرغاي
إسرائيل اليوم 9/1/2020
لك حق يا نداف! فقدتحولت جيوش العرب إلى نعاج تثغو وتأكل البرسيم، وإذا تحركت فإنها تقتل الشعوب التي تطعمها وتسقيها وتنسق أمنيا مع القتلة الغزاة. إنكم يا نداف لا تنتصرون بقوتكم، ولكنكم تنتصرون بالخونة الذين يحكموننا. لكن الخونة سينتهون في يوم ما!