رسالة الانتخابات إلى الوسط العربي: إسرائيل يهودية وتزداد تطرفاً.. ولن تقبلكم

حجم الخط
0

نتائج الانتخابات تنقل رسالة واضحة للوسط العربي: خطاب السلام، والمساواة، والشراكة والاندماج، ربما يزيد الدافعية من أجل الخروج للتصويت، لكنه لم يغير الواقع الذي يوضح أن دولة إسرائيل دولة يمين، وكل زيادة في تمثيل الجمهور العربي في الكنيست لن تزيد احتمالية الاندماج والتأثير. بالعكس، ستؤدي بالتحديد إلى تطرف الجمهور في إسرائيل وإقصاء العرب.

الرسالة التي تم التعبير عنها في نتائج الانتخابات واضحة للعرب مواطني إسرائيل: الدولة قبل أي شيء يهودية، وبعد ذلك ديمقراطية. والعرب سيحظون فقط بهوامش الديمقراطية. هذه الرسالة تم الشعور بها أمس في مقر القائمة المشتركة في شفا عمرو. وعند نشر نتائج العينات كان هناك من صفقوا لبضع ثوان، لكن ملامح وجوه أعضاء القائمة قالت كل شيء، رغم جهودهم لإبراز الإنجاز غير المسبوق بكل المعايير.

الأحزاب العربية لم تصل إلى عدد كهذا من المقاعد في الكنيست، سواء تعلق الأمر بـ 14 أو 15 مقعداً. وأعضاء القائمة المشتركة متأكدون من أن إنجاز 15 مقعداً أصبح في متناول اليد، وهذا يعني إدخال أربعة نساء من القائمة إلى الكنيست. المقعد 15 سيدخل إيمان خطيب (الحركة الإسلامية) إلى الكنيست. وربما سيضطر أعضاء الكنيست إلى التعود على الجلوس إلى جانب امرأة محجبة. في الواقع الإسرائيلي هذه سابقة وتعتبر إنجازاً بكل المقاييس.

في انتخابات الكنيست الـ 23 توفرت للقائمة المشتركة جميع العناصر المطلوبة للنجاح؛ فقد واصل الحزب بزخم انتخابات أيلول دون مشاكل، وحظي بالدعم في الأشهر الأخيرة إزاء نشاطات الجمهور ضد العنف وقانون كمنتس، الذي يشدد العقوبة على مخالفات البناء. وقد أضيفت إلى هذه المعطيات الافتتاحية جهود معظم رؤساء السلطات العربية لتشجيع التصويت والعملية الكبيرة “اطرق الباب” من أجل إقناع المصوتين.

         لم تحلم القائمة المشتركة عملياً بمناخ متفائل، لكنها في نهاية يوم الانتخابات شعرت بالغضب والإحباط. ليس العرب هم الذين فشلوا هذه المرة، فهم سيستيقظون اليوم على يوم عمل كمواطنين عرب، بل كل من طرح نفسه كبديل، سواء دار الحديث عن “أزرق أبيض” أو العمل – غيشر – ميرتس الذي طرح نفسه حزب اليسار الصهيوني. على هذين الحزبين إجراء حساب للنفس، وربما مطلوب من الجمهور الإسرائيلي التفكير إلى أين تتجه الدولة. وفي نهاية المطاف العرب يريدون الاندماج والدخول إلى اللعبة السياسية، لكن دولة إسرائيل غير ناضجة لذلك بعد، بل على العكس.

بقلم: جاكي خوري

 هآرتس 3/3/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية