سيجري رئيس الحكومة نفتالي بينيت، صباح اليوم، في مصر، لقاء مشتركاً مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، هذا ما قاله مصدر سياسي للصحيفة. وصل بينيت أمس إلى مصر وقضى الليلة هناك. اللقاء جزء من محاولة تشكيل تحالف بين دول كانت تعتبر في السابق أعداء، من بينها مصر والأردن، ودول الخليج وتركيا وإسرائيل، بدعم أمريكي بالأساس ضد إيران.
تم تنسيق اللقاء سراً مؤخراً، ويتوقع أن يحاول فيه بينيت المساعدة في إزالة التوتر الذي نشأ مؤخراً بين أمريكا والإمارات. مصدر التوتر هو رفض دول الخليج زيادة إنتاج النفط فيها وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى دبي في الأسبوع الماضي، التي أدت إلى عدم رضى في الولايات المتحدة. في المقابل، تبدو الإمارات، مثلما في إسرائيل، قلقة من نية أمريكا رفع حرس الثورة الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، خصوصاً بسبب مسؤولية هذا الحرس عن هجمات نفذها الحوثيون المتمردون في الخليج الفارسي.
وثمة هدف آخر للقاء وهو الدفع قدماً بحل مسألتين اقتصاديتين، وهما الاعتماد على نفط روسيا ونقص القمح. تعمل إسرائيل على إقناع الإمارات والسعودية لزيادة إنتاج النفط لديها، رغم أنهما أوضحتا مؤخراً بأنهما تريدان فعل ذلك بهدف تقليص الاعتماد العالمي على نفط روسيا وإيران. إضافة إلى ذلك، تريد إسرائيل مساعدة مصر في العثور على مصادر تزويد بديلة للقمح، حيث إن أوكرانيا وروسيا هما المزودتان الأساسيتان للقمح (حوالي 85 في المئة من استهلاكها) والحرب أضرت بالتزويد وأدت إلى ارتفاع الأسعار. اللقاء يضع إسرائيل في موقع عامل الاستقرار الإقليمي.
قال مصدر سياسي مصري للصحيفة بأن اللقاء سيركز على ثلاث قضايا: الأولى هي التقدم في المحادثات النووية والحاجة إلى تشكيل جبهة مشتركة تشمل إسرائيل ومصر والإمارات بشأن معارضة الاتفاق، الأمر الذي يبعث برسالة مهمة لواشنطن. المسألة الثانية هي خطوات سوريا على خلفية اللقاء بين بن زايد والرئيس الأسد في الأسبوع الماضي. “ثمة محاولة لإعادة رسم خارطة مصالح لعدد من دول الشرق الأوسط. والسؤال الكبير هو: هل تملك سوريا القدرة على الابتعاد عن إيران والتقرب من دول مثل الإمارات ومصر، الأمر الذي ستكون له تداعيات على إسرائيل أيضاً؟”، قال المصدر. القضية الثالثة هي الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، خصوصاً في مجال تزويد الطاقة.
بالنسبة لمصر التي اعتادت استيراد نحو 3 ملايين طن من القمح من أوكرانيا حتى الغزو، ونحو 9 ملايين طن من روسيا، يبدو أن الضرر تمثل في زيادة ميزانية استيراد القمح بـ 760 مليون دولار عقب ارتفاع الأسعار. تقدر مصر الآن بأن ثمة حاجة لزيادة بـ 3 مليارات دولار لملء المخازن. وقد ينعكس هذا الأمر في رفع أسعار القمح والخبز، وامتنع النظام الشهر الماضي عن المس بهما، رغم ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية والوقود. الإصلاح الاقتصادي الذي يتبعه السيسي مر بهدوء نسبي وباستيعاب الأسعار الجديدة من خلال وعد بتعويض العائلات المحتاجة، لكن الارتفاع الدراماتيكي في سعر الخبز قد يكون له تداعيات سياسية.
التقى بينيت والسيسي في أيلول الماضي، في زيارة رسمية وعلنية هي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي إلى مصر في العقد الماضي. جرى اللقاء في شرم الشيخ على خلفية إطلاق الصواريخ من غزة على أراضي إسرائيل في تلك الفترة، والجهود التي بذلتها مصر لإعادة إعمار القطاع. حسب مصدر سياسي، فقد ناقشا النووي الإيراني و”العدوان الإقليمي” الذي تشكله إيران. وناقشا أيضاً “تهدئة الوضع في غزة ومنع زيادة قوة حماس” من خلال تعزيز الرقابة في معبر رفح.
في الأسبوع الماضي، أعلن مكتب رئيس الحكومة بأن خط طيران أول من مطار بن غوريون إلى شرم الشيخ في مصر سيدشن الشهر القادم، هذا حسب البيان، طبقاً لتفاهمات بين إسرائيل ومصر حول توسيع الرحلات الجوية المباشرة. وقال رئيس الحكومة نفتالي بينيت إنها “خطوة أخرى في توطيد اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر. التعاون بين الدولتين يتسع في مجالات كثيرة، وهذا يساعد الشعبين ويساعد على استقرار المنطقة”.
بقلم: يونتان ليس وجاكي خوري
هآرتس 22/3/2022