‘رشاقة’ الإرهابيات مقابل بدانة الرهائن والخالة هيفاء عندما تخاطب ‘غرائزنا’

يمكن ببساطة ومن اللقطات التي بثها التلفزيون الأردني الرسمي إدراك المقايسة الظالمة بحق المرأة عندما يتعلق الأمر بمشهد محاكاة الإرهاب ضمن معرض صناعات عسكرية متخصصة في مكافحة الإرهاب.
النساء اللواتي تم إختيارهن لـ’تمثيل’ دور الضحية والرهائن تميزن بالبدانة الشديدة وضخامة الأجساد، رغم أنهن يفترض، وحسب السياق الدرامي للمشهد من فئة ‘السائحات’.
النساء الرهينات في المشهد التمثيلي برزت بدانتهن في الصورة التي تداولها آلاف الناس على مواقع التواصل.. قابلها ‘رشاقة واضحة’ على اجساد الفتيات اللواتي تكفلن بمهمة تمثيل ‘الإرهاب’.
ولرشاقة الاخوات الإرهابيات سبب على الأرجح حسب الصور، فهن محجبات ومنقبات، الامر الذي يعلي فعلا من قيمة الحجاب في إخفاء المفاتن، خصوصا إذا كانت مفاتن من عائلة ‘الوزن الثقيل’.
نعلم جميعا بأن المرأة الأردنية ثاني أكثر النساء بدانة في العالم، لكن المشهد التمثيلي ومع صعوبة العثور على اجنبيات يمثلن الدور فعلا أظهر نفس الحقيقة مقابل رشاقة وقوام معقول ومتوسط في الممثلات المسلحات اللواتي يظهرن إلى جانب الإرهابيين المفترضين.
صعب طبعا توقع الإستعانة بنعومي كامبل أو كاميرون دياز في مشهد له غرض محدد من هذا النوع، لكن الصورة التي أثارت ضجة واسعة النطاق كانت عمليا تفضل مجددا مسألة الرشاقة وهو امر قد يغري كثيرات في الوطن العربي في الإنضمام لحلقات ما يسمى بـ’الإرهاب’.
لا أعتقد أن الضجة المثارة حول الموضوع عادلة، فالمشهد الذي أغضب تيارات الإسلاميين يقر حقيقة قوامها يوجد من يؤمنون بالإرهاب منا.. لكن المشهد لا يقول لنا ان إسرائيل كانت وما زالت مصنع الإرهاب الحقيقي فهي لا تكتفي بإرهابها بل تحولنا جميعا إلى متشددين وإرهابيين!

ولادة ‘زعيم عملاق’!

إصرار صديق مهم لي على رفع سقف التوقعات بولادة ‘زعيم عملاق’ للأمة قريبا دفعني لمشاهدة مقابلة محطة ‘سي بي إس’ مع الجنرال عبد الفتاح السيسي علّي أعثر على ما يدفعني للندم على موقفي السلبي من الإنقلاب العسكري او ما يدفعني لتخزين ولو قدر يسير من الأمل والتفاؤل.
دققت بشدة في ملامح الزعامة لإني مؤمن بمصر وبدورها الريادي القائد ولإني من الموقنين بان أحوال مصر إذا صلحت ستقوم لأمة العرب قائمة بعدها.
وحتى أتحدث بصراحة شاهدت رجلا مضطرا للتفاؤل يتحدث بلغة مصرية موثوقة ويبالغ في رفع السقف، رغم أنه وقبل اسابيع فقط من الترشيح للرئاسة تحدث لزعماء عرب عن صعوبة الأمر في الوضع الإقتصادي للدولة المصرية وحاجته الملحة لنحو 200 مليار دولار على الأقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
سيمضي السيسي نحو الرئاسة وسيصبح رئيسا وسيرقص له الملايين وستتفائل به الأمة وسيعزف هو ورفاقه من الحكام الجدد على وتر العواطف القومية وسيهاجم إسرائيل لفظيا وستغدق عليه السعودية وربعها المزيد من الأموال، وسيناكف قليلا الإدارة الأمريكية وقد يحصل- إذا سمح له- على صفقة الصواريخ والطائرات الروسية.
رغم ذلك كل ما شعرت به كمشاهد عربي هو أني أمام نسخة مستحدثة وأصغر سنا من ‘الريس حسني مبارك’.. سرعان ما سيكتشف السيسي أن مصر هي اولا ثم سيعتزل وحيدا في شرم الشيخ أو الغردقة مثلا – ويبدأ بإستقبال الوفود والزوار والزعماء ويترك طبقة جديدة من الحكام الجدد يسرحون ويمرحون في الواقع المصري إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
رهاني شخصيا مع صديقي المفتون بالجنرال السيسي بسيط للغاية: إذا نجح الرجل وخلال العام الأول في حل معضلة ‘القمامة’ او اللمامة على حد تعبير أخوتنا المصريين وتحديدا في القاهرة سأعتذر علنا عن موقفي السلبي من الرجل وتجربته وسأظهر قدرا من التفاؤل بالمستقبل.
كل ما أريده كمواطن عربي من السيسي حل مشكلة القمامة في عاصمته القاهرة وبدلا من الـ’100′ يوم التي تعهد بها محمد مرسي لمعالجة المشكلة قبل قصف عمره فليحصل ‘الزعيم’ الجديد على عام متكامل.

خالتي هيفاء وهبي

تثبت هيفاء وهبي من خلال أدائها في برنامج ‘شكلك مش غريب’ أنها ما زالت تتميز بقدرة فائقة على ‘تهييج’ الجمهور العربي ومخاطبة غرائزه المكبوتة من خلال تكرارها المضجر لمفردة ‘سكسي’ بمناسبة وبدونها.
المسألة أشبه بتاجر بائس يعرف تماما كيف يخدع الزبائن ويقدم لهم بضاعة من نوع خاص تبقي أعينهم مشدوهة ومشدودة لمكان محدد.
في البرنامج الغريب من حيث الفكرة والتطبيق وبهدف التسلية تقف الخالة هيفاء وهبي امام فتاة تقلد رجلا ثم تعلن بوضوح ‘شكلك سكسي’ .. قبل ذلك أحصيت شخصيا في إحدى الحلقات التي تابعتها بصعوبة هيفاء تقول ويقال لها نفس الكلمة سبع مرات على الأقل.
ترديد هذه الكلمة بدون مبرر يكشف عن طبيعة الرسالة والهدف وبعد قليل سنجد انفسنا أمام شركات إتصالات تحصد الملايين من أموال البؤساء منا في عملية تصويت للمواهب سرعان ما ترتدي زيا وطنيا أو قوميا على أساس التنافس الحر.
لا أواجه مشكلة شخصيا مع خالتي هيفاء فهي منسجمة تماما مع نفسها ولا تخدعنا لكن نحن ‘نخدعنا’ عندما نشاهد ونشارك.

الأردن والإعلام المركوب

الزميلان نقيب الصحافيين الأردني طارق مومني ورئيس لجنة التوجيه الوطني البرلمانية جميل النمري تحدثا في برنامج ‘الملف’ بالتلفزيون المحلي عن أسباب تراجع البلاد في سجل الحريات الصحافية.
الإجتهادات صبت في التمركز حول أوضاع ‘السوق’ والمشكلات المالية والإدارية التي تواجهها الصحف اليومية وطرحت أسبابا لا تبدو منطقية إطلاقا وتتجاهل دور مراكز النفوذ في السعي لإحباط اليوميات وإعاقتها خلف الكواليس، خصوصا عندما تمتلك القدرة على إظهار قدر من الإستقلالية المهنية.
لا أعتقد إطلاقا بان تراجع الحريات الصحافية له علاقة بمؤسسات الصحافة اليومية من حيث المبدأ، خصوصا وأن الصحف الخاصة محاصرة ومحاربة فيما يبدو أن المشكلات تتكدس في الصحف اليومية المملوكة للحكومة أو التي تنطق بأسمها أو التي تركبها.
يذكرنا المشهد بتوصيف المخضرم عبد الرؤوف الروابده للفارق بين الإعلام ‘المرعوب’ والإعلام ‘ المركوب’ وصحافة الأردن الرسمية لم تكن معنية أصلا برفع سقف حريات التعبير والنشر مما يخرجها برأيي الشخصي تماما من أي معادلة لها علاقة بتصنيفات الحرية.. الأجواء برمتها في البلاد سالبة لحريات الصحافة والصحف تخسر بالسوق بسبب عدم كفاءة وفساد إداراتها ‘الحكومية’ دوما ولا تسألوني عن التفاصيل لإن الأدلة موجودة الأن بين يدي الجهات التي تحقق بملفات الفساد.

‘ مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مقهور:

    تمهيدا لقيام الدولة الهاشميه الممتده للأنبار وشرق سوريا كمكافأة بعد التمزيق

  2. يقول الشاطر حسن:

    في الاردن اغنية اردنية تراثية جميلة للتعبير عن الاكلة الاساسية في الاردن (( يمة وحلا جدر الرشوف لولولولولي ) طبعا قبل ما ييجيهم المنسف الدخيل على اهل الاردن وتراثه

  3. يقول عبد الكريم البيضاوي. السويد:

    إن لمست حرية الصحافة في بلد عربي, فاعلم أن الشعب غاضب. وإن كان العكس فكن على يقين بأن الشعب نائم.

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    صدقت ياعبدالكريم
    وبيض الله وجهك
    والله لقد اصبت عين الحقيقه

    متى تكون عندنا حرية صحافه مثل خلق الله
    اعتقد ان السبب لاننا رضينا بحياة العبيد
    امشي جنب الحيط …هذا هو وضعنا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول بشار:

    افضل من يعبر عن ارائي في هذا الموقع هو الاستاذ بسام

إشترك في قائمتنا البريدية