تجري معركة الانتخابات الحالية في إسرائيل حول الفساد، أكثر من كونها انتخابات حول السياسة الإقليمية، وما يتعلق في القضية الفلسطينية، إذ يرفع المتظاهرون للأسبوع الثاني والثلاثين على التوالي، أمام مسكن رئيس الوزراء نتنياهو في القدس، وأمام بيته الخاص في قيساريا، وفي ساحات تل أبيب، شعارات تدعو إلى محاكمة الفاسد.
يتّهمه المتظاهرون بمحاولة التملّص من طائلة القانون، ومن دفع ثمن فساده في عدة قضايا، ويضيفون عليها سوء إدارة أزمة وباء كورونا، ويؤكدون على أن سياسته الاقتصادية وهي إغلاق المصالح من جهة، ثم دعمها من خلال الهِبات، ليست سوى رشوة، وأن هذه الأموال التي يوزعها اليوم بكَرم كبير، سيدفعها المواطنون خلال السنوات المقبلة من جيوبهم، وعلى حساب مستوى معيشتهم.
في هذه المعمعة، يحاول نتنياهو بكل ما أوتي من ذكاء وخداع، أن ينجو بنفسه من محاكمته في ملفات الفساد، التي تعني في حال إدانته في أي ملف منها، إلى نهاية سياسية مُخجلة. إلا أنه من اللافت في هذه الجولة بشكل خاص، ظهور عنصر جديد في حسابات نتنياهو رئيس حزب الليكود الحاكم، وهم الناخبون العرب، ولأول مرة يتوجّه قائد ليكودي إلى المواطنين العرب ويطالبهم بالتصويت مباشرة إلى حزب الليكود، وهذا التوجُّه يشير إلى عمق أزمته، أكثر مما يشير إلى احترامه لأصوات المواطنين العرب، فهو وليس غيره، مَن سن قانون القومية الذي يضع أصحاب هذه الأصوات في درجة ثانية مقابل اليهود، وهو الذي أنزل اللغة العربية من لغة رسمية، إلى «لغة ذات درجة خاصة» أي أنها باتت أقل من رسمية، فكيف يطلب أصوات من سعى بنفسه إلى تهميشهم أكثرمما هم مهمّشون، ورفع درجة العنصرية ضدهم لتصبح قانوناً انعكس وسوف ينعكس على مجمل حياتهم اليومية، وعلى مكانتهم السياسية في المستقبل؟ فتطبيقُ قانون يهودية الدولة، لن يكون إلا على حساب العرب، ويحمل في طيّاته حرمانهم من حقوق كثيرة، مثل الحرية في اختيار مكان السكن، حتى تصل إلى كونهم خطراً ديمغرافياً يجب التخلص منه أو التخفيف من حدِّته.
أي تصدّع داخلي بين العرب، لا يخدم سوى أهداف نتنياهو وسياسته الخبيثة ويجب أن لا يُخدع أحد بكلامه المعسول
العنصرية ليست جديدة، في دولة قامت أصلا على مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» وهي ممارسة لم تتوقف في الواقع منذ عام النكبة، ولم يكن الأمر بحاجة إلى قوننة، ولكنه أراد من خلال هذه القوانين ترك تراث لا ينافسه فيه أعتى قادة اليمين المتطرف، إضافة إلى سياسته في رفض أي حلول للقضية الفلسطينية، وحصر تفكيره في كيفية توسيع الاستيطان والضمّ، وتمزيق أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة. يُركِّز نتنياهو هجومه على ممثلي القائمة المشتركة، ويُحرِّض ضدَّهم، ويزعم بأنهم منشغلون في القضية الفلسطينية ومهملون لقضايا المواطنين العرب الداخلية، كذلك يزعم بأنه أكثر من قدَّم ميزانيات للسلطات العربية لجسر الهوة بين اليهود والعرب، ويدّعي بأنه ليس ضد العرب، ولكنه ضد الأحزاب الرافضة للصهيونية، ولا تعترف بيهودية الدولة، أي أنه يريد من العرب موقفاً سياسياً صهيونياً ومتقبلا ليهودية الدولة، مقابل الميزانيات التي قدَّمها، وبغض النظر، ما إذا كان صحيحاً أو غير صحيح، أنه أكثر من منح الميزانيات للسلطات العربية، فما قدّمه أقل بكثير مما تحصل عليه السلطات اليهودية، وثانيا، هو لا يستطيع أن يطلب من أي بلدة يهودية أصواتاً مقابل ميزانيات، لأن الميزانيات هي حق من حقوق المواطنة وغير مرهونة بالموقف السياسي.
هذا المطلب بمقايضة الميزانيات بالموقف السياسي يعكس الموقف الحقيقي لنتنياهو، فهو لا ينظر إلى العرب كمواطنين، وإنَّما كمرتزقة، أَدفع لكم مقابل أصوات، وبصريح العبارة، أشتري ذمَمَكم بالمال. المواطن العربي العادي لن يتقبّل هذا التوجّه العنصري، خصوصاً وأنَّ يد عصابات الجريمة انطلقت بشكل غير مسبوق في المجتمع العربي، وباتت تهدّد كل بيت وأسرة، نتيجة لسياسة نتنياهو، فقد سعت الحكومات التي ترأسها إلى فرض معادلة جديدة، وهي تجنيد العرب إلى الشرطة أو الجيش والأذرع الأمنية المختلفة، مقابل محاربة عصابات الإجرام، وإلا فإهمالها، وتحويل حياة العرب إلى جحيم.
نتنياهو بدهائه وحنكته حطّم أحزاباً قادها جنرالات مثل بيني غانتس وبوغي ياعلون وغابي إشكنازي وغيرهم، وأي تصدّع داخلي بين العرب، لا يخدم سوى أهداف نتنياهو وسياسته الخبيثة التي يعرفها الجميع، ويجب أن لا يُخدع أحد بكلامه المعسول، والمطلوب ليس فقط عدم التصويت لحزبه العنصري، بل الرّد بكبرياء من خلال التمسّك بوحدتهم وقائمتهم المشتركة.
كاتب فلسطيني
لطالما خضتَ هذا الموضوع من أبواب مختلفة، مسلّطاً الضوء على دور الحكومات في إسرائيل ورؤسائها المتعاقبين في المعاناة والضيم الذي يكابده العرب في إسرائيل، لعلّ قادة هذه الأقلية تتصرف بحكمة في مواجهة هذا الظلم، ولعلّ الناخب العربي يأخذ في الحسبان معاناته اليومية لتقوده الى الاختيار الأفضل حين يذب للإدلاء بصوته يوم الانتخابات. أعتقد أن المسؤولية الأخلاقية تحتم على القادة، مهما اختلفت توجهاتهم السياسية، أن يذهبوا موحّدين في قائمة مشتركة واحدة تكون عنواناً واضحاً للناخب العربي. ولكن الواقع للأسف مغاير لما أعتقد.
لا شك أن قلمك صادقاً وواضحاً وفيما كتبت تكمن البوصلة الى الطريق الصائب بالنسبة للناخب العربي. فلا جف قلمك.
لا اظن بأن الناخب العربي غير مدرك لما يحاك ويدور على الساحة السياسية من قبل زعامات اليمين او اليسار فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
المشكلة الحقيقية في قياداتنا التي منحها المواطن العربي حق الوصول الى اروقة الكنيست.
المواطن مستاء،ويتساءل متذا فعلوا لنا!!
وهل هناك انجازات تذكر لهم سوى التناحر والقذف الكلامي فيما بينهم.
وهل بات همنا الوحيد وهم المشتركة هو اسقاط نتن ياهو فقط….
مقالة سياسية جيدة تنمي الفضيلة وتساند الحق والعدل والحرية والخير وغيرها من الفضائل.
صدقت كاتبنا فخلافا لاستراتيجية مهاجمة الناخبين العرب في الانتخابات السابقة؛ تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو خلال الأيام الماضية وللمرة الأولى في تاريخه السياسي، بدأ يسعى ومع بدء حملته الانتخابية الجديدة، الى استمالتهم لكسب أصوات يحتاجها للفوز برابع انتخابات في أقل من عامين، أو على الأقل الى تشتيتهم.
خلال الحملات الانتخابية الثلاث الأخيرة، لم يتردّد نتنياهو بوصم العرب بعبارات اعتبروها عنصرية وتحريضية ضدهم، مطلقا عليهم صفة داعمي الإرهابيين، ما دفع العرب إلى التصويت بكثافة والوصول إلى الكنيست بكتلة من 15 نائبا، لكي يشكلوا كتلة وازنة ومؤثرة ضد نتنياهو
وبزيارته الاخيره لكل من المدن العربيه كالطيبه والناصره وام الفحم اعتذر عن تصريحاته السابقة تجاه العرب الذين يمثلون نحو عشرين في المئة من سكان إسرائيل.
و أضاف أعتقد أن عرب إسرائيل يجب أن يكونوا جزءا كاملا يتساوى مع المجتمع الإسرائيلي.( يتبع)
( تكمله ثانيه ) ووعد بالقضاء على الجريمة في المجتمع العربي مثلما تم القضاء عليها في المجتمع اليهودي. وتحدث عن زيادة الميزانيات للمجالس البلدية والمحلية للعرب.
نعم نتنياهو يقايض ميزانياته بموقفه السياسي على الرغم من ان المجالس المحلية والبلديات العربية اعلنت عن مدى تمييز السلطات الإسرائيلية ضدهم، حيث منحتهم أقل من 2% من المساعدات التي منحتها للبلديات اليهودية لمواجهة الخسائر بسبب تفشي فيروس كورونا.
فها هو بيبي بدلا من التحريض والكذب على الجمهور العربي، يتبنى استراتيجية احتواء واحتضان. باعتبار أن الغرض المباشر من هذه الاستراتيجية وقف لعب دور المحرض، مشيرة إلى أن التحريض دفع العرب إلى الخروج بأعداد كبيرة للتصويت.
أن نتنياهو يريد أصوات العرب وزيارته للمجتمع العربي (…) الآن هي بهدف تفكيك الصوت الأعلى فيه: القائمة المشتركة. فهو يرى أن تفكيك المشتركة سيسهّل عليه التعامل مع ملف العرب داخل إسرائيل وملف القضية الفلسطينية( يتبع)
( تكمله اخيره ) مشيرا إلى أن القائمة المشتركة تطالب طوال الوقت داخل البرلمان بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والتوصل إلى حل مع الفلسطينيين.
هذا وقام نتنياهو بمغازلة رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية منصور عباس، العضو في القائمة المشتركة، والذي امتنعت حركته عن التصويت على إسقاط حكومة نتنياهو في آخر تصويت لحل الكنيست، ما شكل شرخا داخل القائمة.
المثل الشعبي يقول :” إذا قل ماء الوجه قل حياؤه، ولا خير في وجه إذا قل ماؤه “فكم بالحري ذلك الذئب الذي يرتدي قناع الحمل ، قاتل أبناء وطننا ومشتتهم وسالب ارضنا وحقوقنا نعم استاذ سهيل نحن لسنا جنود مرتزقة كما يظن ان لنا كبرياءنا وعزتنا نفهم الاعيبه ويروح يشرب البحر.
مقالتك قيمه تنم عن مدرسة فكرية وعن كاتب وجودي وجريء يمتلك رسالة ساميه ، مقالة حركت مشاعرنا وحاكت وجداننا وعقولنا، دمت بخير.