تونس: لم تمنع حرارة الطقس الشديدة آلاف التونسيين من مساندة منتخبهم في مباراة نصف نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم (كان)، أمام نظيره السنغالي، على أمل اقتناص بطاقة العبور إلى نهائي النسخة 32 للعرس القاري في مصر.
إلا أن النتيجة كانت مخيبة للآمال، حيث خسر “نسور قرطاج” بهدف دون مقابل من خطأ دفاعي في الوقت الإضافي، فضلًا عن عدم احتساب الحكم ركلة جزاء لتونس، التي ستلعب على المركزين الثالث والرابع أمام نيجيريا، التي خسرت أمام الجزائر بهدف مقابل هدفين.
قبل ساعة من بداية المباراة، كانت أعداد الحاضرين في الساحة المفتوحة الخاصة بأنصار المنتخب التونسي، قبالة القاعة المغطاة في المنزه (وسط العاصمة)، قليلًا نوعًا ما مقارنة بالمبارايات الماضية، قبل أن يرتفع العدد مع اقتراب ضربة البداية، ليبلغ نحو 10 آلاف مشجعٍ.
البعض قدِم منفردًا، ربما وجد نفسه قريبًا من الساحة، وآخرون توافدوا جماعات، أملًا في أن يعيشوا المباراة وسط الجمهور، وكأنهم في ملعب “30 يونيو (حزيران)”، حيث تقام المباراة في القاهرة.
وحرص المنظمون على أن ينال المشجعين المحتشدين نصيبًا من زخات المياه في مواجهة الرطوبة.
** تعادل سلبي
انتهى شوط المبارة الأول بالتعادل السلبي، لكن رفع المشجعون مستوى تطلعاتهم وآمالهم ببلوغ “النسور” النهائي، خاصة مع الأداء الجيد للدفاع.
وتفاعل المشجعون بالتصفيق والصيحات مع كل كرة يفسد بها “مرياح” و”دراغر” و”ساسي” محاولات هجومية من “ماني” و”نيانغ”.
لوح المشجعون التوانسة بالأعلام ورفعوا أيديهم، ووضعُوا أيديهم على قلوبهم للحظات، ولم يترددوا في وضع منتخبهم في المقدمة، رغم أن النتيجة هي التعادل السلبي، خلال أول 45 دقيقة أمام “أسود التيرانجا”.
في النصف الثاني من المباراة، الذي واكبه أكثر من 15 ألف مشجع حسب مراسل الأناضول، تحسن أداء المنتخب التونسي، خاصة على المستوى الهجومي.
وقلب التأخر في الفرص، وهي 7 مقابل 2 للمنتخب السنغالي في الشوط الأول، إلى تسديدات ومحاولات لاختراق الدفاع السنغالي، بقيادة “خاليدو كوليبالي”، الذي عاني كثيرًا من رفاق “الخزري” والوافد من دكة البدلاء “نعيم السليتي”، محل القائد “يوسف المساكني”.
تعددت الفرص ومعها تواصل التشجيع والصيحات مع كل لمس للكرة في مناطق المنافس السنغالي، أملًا في بلوغ المنتخب التونسي النهائي القاري، الذي يغيب عنه منذ 15 عامًا.
أبرز الفرص كانت لـ”الخنيسي”، الذي كان وجهًا لوجه مع الحارس السنغالي، لكن الأخير تألق وتصدى للكرة في الدقيقة 66.
في الدقيقة 73 هجمة للمنتخب التونسي، وتوزيعة على المقاس من “السليتي” تابعها “بن محمد” بتسديدة تلقاها المدافع السنغالي “صار” بيده، ليعلن الحكم الإثيوبي ركلة جزاء لتونس، أهدرها الفرجاني ساسي، ليسود الصمت للحظات.
وبينما الأيدي على الوجوه، لم يقاوم البعض الصدمة، وانهمرت الدموع، فيما غطى آخرون وجوههم حتى لا يكشفون عن تعبيراتها.
بعد 4 دقائق، وبعد أن كانت تونس الأقرب للتسجيل، ارتكب المدافع ديلان برون خطأ في المنطقة المحظورة على المهاجم السنغالي “نيانغ”، نفذها “إدريسا غاي”، وتصدى لها الحارس “معز حسن” بامتياز، ليحولها إلى ركنية كاد يسقط معها بعض الحاضرين خوفًا.
بقية الشوط الثاني لم يتراجع المنتخب التونسي ولا جماهيره عن الأمل والعمل للتسجيل في مرمى السنغال، التي واصلت الصمود، مع بحثها عن المباغتة أو العبور إلى وقت إضافي للحسم، وهو ما تحقق مع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
** نيران صديقة
في الوقت الإضافي الأول، وعكس انتظارات الجميع، لم يتمكن رفاق “الشعلالي”، البديل مكان “بن محمد”، من الصمود.
وسجل السنغاليون هدفًا بنيران صديقة، بعد سوء استقبال للكرة من “معز حسن”، لتصطدم بـ”ديلان برون”، الذي سجل في مرماه.
وهو الهدف الثالث في شباك تونس من لاعبيها في البطولة الحالية، بعد خطأ “معز حسن” أمام أنغولا، وهدف “رامي البدوي” أمام غانا، من أصل أربعة أهداف تلقتها شباك “نسور قرطاج” في البطولة.
الهدف المفاجىء تلقته الجماهير بحسرة كبيرة وخوف من إمكانية ضياع حلم النهائي.. كثيرون أخذ منهم التعب مأخذه، وآخرون عبروا عن الأسف بأساليب عدة: قضمُ أظافر، ونظرةُ تخوف، وصمتٌ مطبق، على أمل انفراج الأزمة التي تمنَوْهاَ عابرة.
الرّد التونسي كان قويًا عبر محاولات عديدة من “الخنيسي” و”السليتي”، الذي قلب وجه الهجوم التونسي بحضوره البدني.
وكانت الدقيقة 113 موعدًا مع فرصة كبيرة لمنتخب تونس، بعد رمية تماس نفذها “الحدادي”، ليغير “كوليبالي” وجهتها إلى يد زميله “دياني” مباشرة.
توقفت القلوب، وانحبست الأنفاس، واصفرت الوجوه، وارتفعت الأيادي، مطالبة بركلة جزاء.
توجه الحكم الإثيوبي “بيملاك تيسما” نحو إعلان ركلة جزاء، ثم تردد واختار مشاهدة اللقطة عبر تقنية الفيديو المساعد الـ”VAR”، ليعود بيد فارغة.
خلال الدقائق المتبقية لم تتمكن مجموعة الفرنسي “آلان جيراس”، مدرب تونس، من تعديل النتيجة أمام منتخب “أليو سيسي”، مدرب السنغال.
ورغم الهزيمة وخيبة الأمل وعامل التحكيم، صفق المشجعون وسط العاصمة تونس لمنتخبهم، وتغنى البعض بلاعبي “النسور”، على أمل معاودة التحليق بعد عامين، بمزيد من الثقة والتركيز، بحثًا عن اللقب الأفريقي.
الأناضول
لم تخسر تونس, فالجزائر فازت! هكذا هي الكرة, وهكذا هي المواقف!! ولا حول ولا قوة الا بالله
بالطبع سعيدة بالنسور ….و نسور قرطاج و ما ادراك ما قرطاج ….وصلوا إلى المربع الذهبي و خرجوا مرفوعى الراس لأنهم اسعدوا شعب كامل و لم يخرجوا يجرون اذيال الخيبة لأنهم لم يسعدوا الرياضى الأول فى البلاد فى ربوع أخرى….
طبعا، هناك بعض الشعوب تقنع بالقليل وترضى بالدون ولذلك تفرح حتى بالهزيمة. الجزائريون فرحوا لأنهم مروا إلى النهاية والتوسيون فرحوا لأنهم انهزموا! على قدر أهل العزم تأتي العزائم.