رغم الضغوط الأمريكية.. نتنياهو أمام “الخيار السموتريتشي”: مجبر أخوكم لا بطل

حجم الخط
0

أراد نتنياهو أن يعرض حكومة اليوم، غداة أداء الكنيست الـ 25 لليمين وبعد نحو أسبوعين على الانتخابات؛ هذا طموح متغطرس عبر عن غطرسة تفشت في قلبه بعد حصوله على الأغلبية التي حصل عليها معسكره. لم يأخذ في الحسبان عاملاً هامشياً: بتسلئيل سموتريتش، رئيس قائمة “الصهيونية الدينية”. إذا كان نتنياهو متغطرساً بدرجة 9 فإن سموتريتش يعلوه بدرجة تتكون من خانتين، بفضل المسيحانية الحريدية القومية التي يرفع رايتها.
خطابه أمس في جلسة قائمته التي تضم سبعة مقاعد (حصل على معظمها بفضل بن غفير)، عبر عن المكانة التي وضع فيها نفسه بنفسه. تحدث فقط عن اقتصاد وأمن، أمن واقتصاد. وذهب وجند دعم الحاخامات المتطرفين الذين نفذ أقواهم وينفذها وسينفذها إذا وصل، لا سمح الله، إلى الطابق الـ 14 في الكرياه في تل أبيب. ستكون عيناه شاخصتين إليهم وإلى موضوع إخلاء بؤر “الزعرنة” وإلى اعتقال مخربين يهود (التعبير الذي رفضوه) وإلى فرض القانون والنظام بين العرب واليهود في “المناطق” [الضفة الغربية].

المتهم بهذا الوضع هو نتنياهو. أينما وُجد أشخاص يمكن ابتزازهم فثمة مبتزون، وأينما وُجد أناس مضغوطون فثمة ضاغطون. غداة الانتخابات كان عليه الإعلان أن هناك حقائب وزارية لن يجري تفاوض عليها، مثل وزارة الدفاع ووزارة العدل، مع وجود 32 مقعداً له، نصف حجم الائتلاف. حيث إن المرشحين الوحيدين المناسبين لهذا المنصب موجودان في قائمته (يوآف غالنت وآفي ديختر)، كان له كل الحق في أن رسم خط على الرمال.
آريه درعي كان سيتنفس الصعداء ويقفز بسرور إلى الحقيبة التي أعدت له، المركز والمحيط، فهذه إمبراطورية. وكان سموتريتش سيكتفي بحقيبة اقتصادية – تنفيذية على مقاسه. ولكن نتنياهو أظهر نعومة واستخذاء، وكل شيء تعقد. فجأة؛ أصبح درعي، مجرم ضرائب مدان، يسعى لحقيبة المالية. سموتريتش، المتهرب من الخدمة الكاملة في الجيش والعنصري المتطرف والمصاب بجنون العظمة وتعتبره الإدارة الأمريكية خطراً ملموساً على أمن المنطقة، بدأ في “تعلم مقتضيات الوظيفة”. المتحدثون بلسانه يلقمون المراسلين بقصص خيالية عن لقاءاته مع “ستة جنرالات في الاحتياط”، ويبلغون بأنه تلميذ مجتهد. من هم هؤلاء الجنرالات وما هي مواقفهم، هذا أقل أهمية.
إن خوف نتنياهو من الخيار السموتريتشي كبير جداً إلى درجة أنه عرض وزارة الدفاع على درعي أمس. هذه فكرة نشرتها الصحيفة للمرة الأولى الجمعة، كشيء تم التحدث عنه في حاشية رئيس الليكود. وها هو الحديث يتدحرج ليصبح عرضاً رسمياً. ليس لبيبي في السنوات الأخيرة أي احترام للمؤسسات الرسمية، فكل ما يخدمه يعد أمراً ممتازاً. هكذا يجب أن نرى توجهه لدرعي، كبصقة في وجه رئيس الأركان التارك والداخل.
مراسيم أداء اليمين وفرت عدداً من الصور القوية.
1- نتنياهو يظهر متكدراً جداً. الرسائل التي يتلقاها من الأمريكيين بخصوص التعيينات المختلف عليها، تجعله يتعرق لساعات إضافية. لن أضع حقيبة الدفاع في يد سموتريتش، أكد لمقربيه.
2- كلمات الإجمال التي جاءت في خطاب الرئيس هرتسوغ وجهت ليهود الشتات: “أنتم مهمون لنا، ونحن مهمون لكم”، قال بنوع من التوسل. لم يتحدث معهم، بل تحدث مع أعضاء كنيست معينين، يكرهون ويضطهدون الإصلاحيين والمحافظين، والذين إذا خرجت برامجهم إلى حيز التنفيذ ستفقد إسرائيل بقايا مؤيديها والمتبرعين لها.

3- صورة فشل الائتلاف السابق، مجموعة مفككة ومتنازعة لم تعرف كيف ترص الصفوف في الوقت المناسب، وسجلت عدداً غير قليل من الأهداف الذاتية، ومنحت فوزاً سهلاً للطرف المقابل.
4- كان يصعب عدم ملاحظة الانقلاب السياسي الذي حدث في قائمة الليكود. جلس إلى جانب نتنياهو في الصف الأول ياريف لفين وايلي كوهين ويوآف غالنت ودودي امسالم، شخصيات جديدة رفيعة. أما إسرائيل كاتب ويولي ادلشتاين وميري ريغف، الذين احتلوا هذه الأماكن في الكنيست السابقة، فقد تم خفض مرتبتهم. بقي من الطليعة السابقة لفين، الذي حسن مكانته. عندما يريد هؤلاء التنافس على وراثة نتنياهو فسيقابلونه.
بقلم: يوسي فيرتر
هآرتس 16/11/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية