الرباط- “القدس العربي”:
عيّنت الجزائر قنصلين جديدين لها في مدينتين مغربيتين، ويتعلق الأمر بتعيين هشام فرحاتي على رأس قنصليتها في وجدة، وبلغيث جودي قنصلا عاما في الدار البيضاء، وفق ما أفادت وسائل إعلام جزائرية.
وجاء هذا التعيين في إطار حركة تغيير دبلوماسية شملت عددا من السفراء والقناصلة الجزائريين في مجموعة من بلدان العالم.
ومنذ أن أعلنت الجزائر من طرف واحد، سنة 2021، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وفي ظل غياب السفير الجزائري عن الرباط، أصبحت قنصليتها في الدار البيضاء هو ممثليتها الدبلوماسية الرئيسية. كما أن تغييرها لقنصليها في الدار البيضاء ووجدة يأتي بعد ملف نزع أملاكها الدبلوماسية في الرباط، وهو ما يعطي لهذه التغييرات أكثر من قراءة، خاصة أنها تأتي مع إعلان الجزائر عن انتخابات رئاسية مبكرة في أيلول/ سبتمبر قبل 3 أشهر من موعدها المحدد؛ كما كتبت صحيفة “الأيام 24” المغربية.
وكانت العلاقات بين البلدين -المقطوعة أصلا- قد شهدت توترا خلال الأيام الأخيرة، بعدما أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا تحدثت فيه عما أسمته “مصادرة مقرات سفارتها في المغرب”، لكن مصادر مغربية ردت على ذلك بالقول إن خارجية الرباط تقدمت لدى السلطات الجزائرية عام 2022 بطلب لشراء مبنى تابع لها مجاور لمقر الوزارة، على أساس أنه بقي شاغرا منذ تغيير مقر السفارة الجزائرية في الرباط، وذلك في إطار مشروع لتوسعة مكاتب الوزارة المغربية.
ويعود الصراع بين الجزائر والمغرب إلى ستة عقود، حيث نشبت “حرب الرمال” بين البلدين في تشرين الأول/ أكتوبر 1963؛ بسبب مشكلات حدودية. واستمرت الحرب أياماً معدودة قبل أن تتوقف نتيجة وساطة بادرت بها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.
وزاد نزاع الصحراء من حدة المشكلات بين البلدين الجارين، خاصة بعد تنظيم المغرب لما أطلق عليه “المسيرة الخضراء” سنة 1975، لتحرير الأقاليم الصحراوية من الاستعمار الإسباني. وبلغ الصراع ذروته بعد تفجيرات شهدها أحد الفنادق في مراكش سنة 1994، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى مسلحين جزائريين؛ ما دعا الرباط لفرض التأشيرة على جيرانها، وردّت عليه الجزائر بإغلاق الحدود البرية مع المغرب.
وقطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في آب/ أغسطس 2021، متهمة الرباط بـ“أعمال عدائية”، وهو قرار اعتبرته المملكة “غير مبرر إطلاقاً”. وأوقفت الجزائر تدفق الغاز عبر أنابيب إلى إسبانيا كانت تمر بالأراضي المغربية. وفي وقت لاحق، مُنعت الطائرات المغربية من عبور المجال الجوي الجزائري.
وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين وسط تراشق إعلامي وحرب كلامية، لدرجة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، صرح بأن القطيعة بين البلدين “وصلت إلى نقطة اللاعودة”، وبلغ التوتر حدته بعد إعلان الرباط استئناف علاقاتها مع إسرائيل في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020.