رغم دعم ترامب لإسرائيل.. يهود أمريكا يدعمون بايدن

حجم الخط
6

القدس- عبد الرؤوف أرناؤوط:
يدعم الإسرائيليون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سباقه لولاية رئاسية ثانية، لكن ليس اليهود الأمريكيون، الذين تشير استطلاعات بعزمهم التصويت لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
ويحظى ترامب بدعم غير محدود من اليمين الإسرائيلي وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بالولايات المتحدة، غير أنه لا زال يفتقد لأصوات اليهود الأمريكيين أنفسهم.
ولطالما اشتكى ترامب من تصويت اليهود الأمريكيين لصالح المرشح الديمقراطي، معتبرا أنهم لا يحبون إسرائيل، حيث حظيت تصريحاته هذه بتنديد واسع من قبل المنظمات اليهودية الأمريكية.
وفعليا قدم ترامب لإسرائيل ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي أخر، بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين.
كما أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واعتبر أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية شرعي، واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
وقبل الانتخابات بأشهر، قاد ترامب عملية تطبيع عدة دول عربية مع إسرائيل، كما ألغى القيود التي كانت تمنع استخدام المساعدات الأمريكية المخصصة للتعاون العلمي في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
وفوق ذلك كله، قدم ترامب خطة “صفقة القرن” المزعومة، التي سمحت لإسرائيل بضم 30 في المئة من الضفة الغربية إضافة إلى القدس الشرقية.
كما منحت (الخطة) تل أبيب سيادة أمنية كاملة على المنطقة ما بين البحر والنهر ومنعت أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم.

رغم دعم ترامب لإسرائيل.. يهود أمريكا يصوتون لبايدن
رغم هذا الدعم، أظهر استطلاع نشرته اللجنة اليهودية الأمريكية أن 75 في المئة من اليهود الأمريكيين سيصوتون للمرشح الديمقراطي جو بايدن، مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب.
ونشرت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية نتائج هذا الاستطلاع في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن عدد اليهود الأمريكيين يبلغ 6.9 مليون، وهو ما يقارب عدد سكان إسرائيل اليهود.
ولكن سكان إسرائيل اليهود يدعمون بغالبيتهم الرئيس ترامب على منافسه بايدن.
ففي استطلاع آخر، نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في 12 من ذات الشهر، ظهر أن 63 في المئة من الإسرائيليين يدعمون ترامب، مقابل 18 في المئة فقط يدعمون بايدن.
وقال خيمي شاليف، المحلل السياسي المقيم بالولايات المتحدة، في ندوة افتراضية نظمتها “هآرتس”، في 28 أكتوبر الجاري، إن “توجهات اليهود الأمريكيين معاكسة تماما لتوجهات اليهود الإسرائيليين”.
وأفاد شاليف، “آخر الاستطلاعات تظهر أن 75- 77 في المئة من اليهود الأمريكيين سيصوتون لبادين مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب”.
وأردف: “أعتقد أننا لم نشاهد مثل هذه الأرقام منذ فترة طويلة جدا”.
وأوضح أن الخطوات الأمريكية الأخيرة تجاه إسرائيل بما فيها رفع الحظر عن التعاون العلمي الأمريكي مع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة والجولان، لا تساعد ترامب.
واستدرك: “الإسرائيليون يعتقدون أن ترامب هو رئيس رائع بالنسبة لهم دون الأخذ بعين الاعتبار ما يجري داخل الولايات المتحدة، وهذا تعبير عن الفجوة المتسعة بين اليهود الأمريكيين واليهود الإسرائيليين”.
كما تشير معطيات تصويت اليهود الأمريكيين على مدار التاريخ، إلى أنهم دعموا دائما المرشحين الديمقراطيين.

نظرة على تاريخ تصويت اليهود الأمريكيين
تظهر المعطيات المنشورة بالمكتبة الافتراضية اليهودية (تتخذ من أمريكا مقرا لها)، أنه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2016 صوت 24 في المئة من اليهود الأمريكيين لترامب، مقابل 71 في المئة صوتوا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012 صوت 69 في المئة لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما، مقابل 30 في المئة صوتوا للمرشح الجمهوري ميت رومني.

أما في الانتخابات الرئاسية عام 2008 ، صوت 78 في المئة من اليهود الأمريكيين لصالح أوباما و22 في المئة لصالح الجمهوري جون ماكين.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2004 صوت 76 في المئة من اليهود الأمريكيين لصالح الديمقراطي جون كيري، و24 في المئة لصالح الجمهوري جورج بوش الابن.

وتكرر المشهد في الانتخابات الرئاسية لعام 2000، حينما صوت 79 في المئة لصالح الديمقراطي آل غور، مقابل 19 في المئة فقط صوتوا لصالح جورج بوش الابن.

وأوضحت المعطيات أن اليهود الأمريكيين صوتوا بنسب أعلى لصالح المرشحين الديمقراطيين، باستثناء انتخابات 1920 حينما صوت 19 في المئة لصالح الديمقراطي جيمس كوكس، مقابل 43 في المئة لصالح الجمهوري وارن جي هاردينغ.

وعلى الرغم من أن ترامب لا يحظى بدعم أصوات اليهود الأمريكيين، فإن قاعدته الانتخابية تكاد تكون من الإنجيليين اليمنيين الداعمين للسياسة اليمينية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
واستنادا لاستطلاع للرأي نشره مركز “بيو” للأبحاث (مقره بأمريكا) في 13 أكتوبر 2020، فإن 78 في المئة من البروتستانت الإنجيليين البيض سيصوتون لترامب مقابل 17 في المئة فقط سيصوتون لبايدن.

15 ثريا يهوديا من أبرز الداعمين للحملة الانتخابية
ولا يعني ميل اليهود الأمريكيين للتصويت لصالح بايدن أن تكون هذه هي توجهات الأثرياء منهم، الذين قدموا الدعم بمئات ملايين الدولارات لصالح المرشحين الجمهوري والديمقراطي.

وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، رصدت وكالة تلغراف اليهودية (مقرها في أمريكا)، تمويل 15 ثريا يهوديا للحملات الانتخابية للمرشحين.

وذكرت الوكالة في تقرير، أن توم ستير قدم 54 مليون دولار للديمقراطيين، وستيفن وكريستين شوارزمان قدما 28.4 مليون للجمهوريين، و8400 دولار للديمقراطيين.

في حين قدم شيلدون وميريام أدلسون 28 مليون دولار للجمهوريين، أما دونالد سوزمان فقدم 22.3 مليون للديمقراطيين، و5600 دولار للجمهوريين، في حين قدم جيمس ومرلين سيمونز 21 مليون دولار للديمقراطيين.

أما جيفري وجانين ياس فقدما 13 مليون دولار للجمهوريين، وبول سينغر قدم 8.8 مليون دولار للجمهوريين.

ولا تبدي مؤسسات اللوبي الصهيوني الكبرى في الولايات المتحدة، موقفا محددا علنيا من أي من المرشحين للحفاظ على علاقة مع الرؤساء مستقبلا.

ولكن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) لطالما أشادت بشدة بمواقف ترامب، بشأن كل ما يتعلق بإسرائيل، خاصة تجاه الفلسطينيين وإيران.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    ما أوجه الشبه والاختلاف، بين انتخابات 1992، وانتخابات 2020، وهل سيخسر الحزب الجمهوري كما خسرها عام 1992، ولماذا؟!

    هو أول ما خطر لي عند قراءة عنوان (رغم دعم ترامب لإسرائيل.. يهود أمريكا يدعمون بايدن) والأهم ما هو دليلي على خطأ عنوان جريدة القدس العربي؟!

    ما هو سر نجاح أفلام هوليوود اقتصاديا، رغم غلاء الإنتاج فيها، أضعاف مضاعفة، مقارنة مع بقية أسواق العولمة،

    لو كان النجاح في أي انتخابات، أساسه الإقتصاد، كما زعم (بيل كلينتون) بعد الفوز على (جورج بوش الأب)، بقول (إنّهُ الإقتصاد يا غبي؟!)، بينما نجح ابنه (جورج بوش الإبن) في انتخابات عام 2000،

    عندما رفض الاعتراض قانونياً على النتائج، كما أعلن دلوعة أمه (دونالد ترامب)، هو لن يسكت أو يخنع كما خنع (آل غور) في انتخابات عام 2020،

    فيلم Spider Man، و فيلم Iron Man وفيلم Die Hard 4، من أفلام هوليوود، القصة أساسها، أن عملية تطوير إقتصاد إدارة وحوكمة الدولة، يعتمد على سياسة، اعتماد المؤسسة الأمنية والعسكرية، على شركات التقنية والتحديث الآلي،

  2. يقول S.S.Abdullah:

    تعليقاً على عنوان (كتاب “إما نحن وإما هم”… هل حسمت معركة القسطل واستشهاد عبد القادر الحسيني قضية فلسطين؟)،

    لماذا اليسار أي يسار، ضد قضية فلسطين (الإسلام)، ومع مستعمرات/كيبوتسات الكيان الصهيوني، بشكل مباشر أو غير مباشر؟!

    وأفضل دليل حزب العمال البريطاني، وموقفه الأخير في توقيف/إلغاء/طرد رئيس الحزب السابق في عام 2020 بحجة معاداة السامية،

    كما حصل مع الممثلة البريطانية (فانيسا ردغريف) في عام 1978 عند فوزها بجائزة الأوسكار في هوليوود؟!

    إن لم يكن الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان أول قيادة تعترف بالكيان الصهيوني، ولذلك تم اعدامهم، بواسطة الملكية الهاشمية، وبدأ حمام الدم في دول ما بين دجلة والنيل، سبحان الله.??
    ??????

  3. يقول فلان الفلاني:

    مع الكفة الراجحة ظهر لهم أن بايدن متفوق…..

  4. يقول داوود الاردني:

    الناخبون اليهود في امريكا توجههم دائما للحزب الديمقراطي بنسبه75% تقريبا حتى بالانتخابات الاخيره صوت معظمهم لصالح كلنتون وليس ترامب. على عكس ما يظن الاغلبيه من شعوبنا ان اليهود من يقررون الرئيس الامربكي وهذا خطأ شائع. هناك اجماع من كلا الحزبين على دعم الكيان الصهيوني ويتم المزاوده على ذلك.وهذا الكلام يدعمه لوم ترامب مؤخرا لليهود الامريكان على دعمهم الازلي للحزب الديمقراطي.

  5. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    اليهود في أمريكا شيء وال إيباك شيء آخر.
    وهذه الأخيرة مرتبطة ارتباط عضوي بإسرائيل الصهيونية والتطرف الإنجيلي الأمريكي!

  6. يقول ali:

    وما هو الفرق بين الحزبين بالنسبة لفلسطين او ما يسمى بالشرق الاوسط؟؟ حروب و قتل ودمار .. هذه هي سياسة الحزبين
    الا لو افترضنا جدلا ان حزب يتزعمه ساندرز “لا سمح الله” قد يفوز هناك وهذه امال كمثل امل ابليس بدخول جنة المسلمين

إشترك في قائمتنا البريدية