تحدث رئيس “أزرق أبيض” بني غانتس، الإثنين الماضي، مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة ومع رئيس القائمة في الكنيست أحمد الطيبي ومع رئيس حزب “راعم” منصور عباس، ولم يتحدث مع رئيس “بلد” مطانس شحادة. ولكن مصدراً كبيراً في القائمة المشتركة قال للصحيفة بأنه تم الاتفاق على عقد لقاء رسمي بين ممثلي “أزرق أبيض” وممثلي الأحزاب الأربعة التي تشكل القائمة. وحسب قوله، يدور الحديث عن “سابقة مهمة”. ومصدر في “أزرق أبيض” قال في هذا السياق: “لم ندعُ ممثل “بلد”، لكننا سنمكن القائمة المشتركة من ضم أي ممثل تريده. ولا نحدد لهم من يمثلهم”.
وجاء من “أزرق أبيض” أن غانتس تحدث مع عودة والطيبي وعباس كجزء من “جولة محادثات مع رؤساء الأحزاب لتشكيل حكومة ومنع إجراء انتخابات رابعة”. وحسب البيان، “كرر غانتس في المحادثات نية تشكيل حكومة تخدم جميع مواطني إسرائيل، يهوداً وعرباً”. ويجري الاتصالات مع القائمة المشتركة عضوا الكنيست آفي نسكورن وعوفر شيلح من “أزرق أبيض”.
قال عودة مساء أمس: “تحدثت مع غانتس وأوضحت له بأن القائمة المشتركة ستعمل على تحقيق مصالح جميع المواطنين كقائمة واحدة، بمركباتها الأربعة. نتمسك بهدفنا الذي هو استبدال نهج نتنياهو، وهذا يبدأ باحترام الصوت الموحد للوسط العربي وشركائنا اليهود”. شحادة، الذي لم يشارك في لقاء المفاوضات بين غانتس وممثلي القائمة المشتركة بعد الانتخابات السابقة، قال: “لن أنتظر مكالمة من غانتس، ولن أتفاجأ إذا لم يتصل. فأنا أمثل حزباً له جمهور مصوتين كبير، وهو جزء من القائمة المشتركة، وهكذا سيبقى. ونعمل فقط حسب مصالح ناخبينا. في المقام الأول من أجل إسقاط نتنياهو وسياسة العنصرية التي يقودها”.
التقى غانتس أمس رئيس “إسرائيل بيتنا”، افيغدور ليبرمان، وقالا بعد اللقاء بأنهما بحثا الخطوط الأساسية التي ستسمح بتشكيل حكومة ومنع إجراء انتخابات رابعة. غانتس وليبرمان الشريكان في الرغبة لوضع حد لحكم نتنياهو لم يتطرقا بشكل علني إلى إمكانية التعاون مع القائمة المشتركة. وقبل اللقاء، وافق غانتس على شروط ليبرمان من أجل الانضمام للحكومة، منها المصادقة على قانون التجنيد بالصيغة التي عرضها، وإجراء إصلاحات في شؤون الدين والدولة.
مؤخراً، يفحص “أزرق أبيض” إمكانية تشكيل حكومة ضيقة يؤيدها أعضاء القائمة المشتركة من الخارج، باستثناء أعضاء “بلد”. ثمة إمكانية أخرى، وهي تشكيل حكومة مشتركة بين “أزرق أبيض” والليكود بعد المصادقة على القانون الذي يمنع نتنياهو من تولي منصبه. وإذا ألقى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين مهمة تشكيل الحكومة على غانتس، فإن ليبرمان ينوي طرح القانون، و العمل عند الحاجة على إقالة رئيس الكنيست يولي ادلشتاين.
إن تشكيل حكومة بدعم من القائمة المشتركة يتوقع أن يثير الخلافات في “أزرق أبيض” الذي أعلن في السابق بأنه لا ينوي تشكيل حكومة تعتمد على القائمة المشتركة. ومثلما نشر في “هآرتس”، فإن رئيس حزب “تيلم”، موشيه يعلون، تراجع مؤخراً عن موقفه، وهو الآن يؤيد تشكيل حكومة كهذه، لكن عضوي “تيلم” تسفي هاوزر ويوعز هندل، اللذين يعتبران المؤشر اليميني في “أزرق أبيض” يتوقع أن يعارضا هذه الخطوة مثلما فعلا بعد الانتخابات السابقة.
أمس، وردت تقارير عن محادثة شديدة بين يعلون وهاوزر وهندل حول التعاون المحتمل مع الأحزاب العربية. وحسب مصادر مطلعة، أوضح لهما يعلون بأنه إذا قرر “أزرق أبيض” تشكيل حكومة ضيقة وعارض هذه الخطوة فيتوقع منهما الاستقالة من الكنيست. وحسب تقارير في “أخبار 12″ فإن شخصيات رفيعة المستوى في “أزرق أبيض” أوضحت لهاوزر وهندل بأنهما قد أنهيا طريقهما في الحزب. وعلى هذه الخلفية، أعلن غانتس أمس بأن “أزرق أبيض” يمكن أن ينوّع في المواقف، إنما يبقى هناك موقف واحد وقرار واحد فقط وهو قرار رئيس الحزب، وليس قرار شخصيات رفيعة أو قرار مقربين”.
بقلم: جاكي خوري ويونتان ليس
هآرتس 10/3/2020