رغم كورونا.. المسجد الأقصى يستقبل مريديه في رمضان

حجم الخط
0

القدس: بدأ المسجد الأقصى بمدينة القدس، في استقبال المصلين خلال شهر رمضان المبارك، وسط إجراءات صحية فرضتها جائحة فيروس كورونا.

وزيّن متطوعون أزقة الطرق المؤدية إلى المسجد، بالبلدة القديمة من القدس، بالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية، ضمن ترتيبات استقبال المصلين بالمسجد.

وفي شهر رمضان من العام الماضي، لم يستقبل المسجد الأقصى المصلين، بسبب الجائحة، لكنّ دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، قالت إن المسجد سيكون مفتوحًا هذا العام.

وفي هذا الصدد، يقول الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس “المسجد سيكون مفتوحا أمام الجميع”.

ويضيف: “نرجو من المصلين الحفاظ على الهدوء والدخول والخروج بدون زحام خاصة في ظل انتشار الوباء مع الالتزام بالإجراءات الصحية”.

وعادة ما يتوافد إلى المسجد الأقصى خلال رمضان عشرات آلاف المصلين من القدس الشرقية والداخل الفلسطيني (المناطق العربية بإسرائيل) والضفة الغربية، إضافة إلى عدة مئات من قطاع غزة تسمح لهم السلطات الإسرائيلية بالوصول الى المسجد فقط أيام الجُمَع.

وأعلنت إسرائيل، أمس الثلاثاء، أنها ستسمح لـ 10 آلاف فلسطيني من سكان الضفة الغربية، بالصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة القادم، شريطة أن يكونوا تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وأدت حملة التطعيم الإسرائيلية، التي شملت أيضا الفلسطينيين بالقدس الشرقية المحتلة، إلى انخفاض ملحوظ بأعداد الإصابات بفيروس كورونا.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت في الأسابيع الأخيرة آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى، بداعي عدم حيازتهم لتصاريح دخول.

وتضفي الأنوار التي زيّن بها المتطوعون أزقة ومداخل البلدة القديمة، أجواء من البهجة.

وخلافا لباقي أيام السنة التي تكون فيها مدينة القدس القديمة شبه خالية، خاصة في ساعات المساء، فإن المدينة تشهد نشاطا ملحوظا طوال أيام شهر رمضان.

وفي الطرق المؤدية الى المسجد الأقصى تنتشر عادةً بسطات المشروبات والمأكولات التي يقصدها آلاف المشاركين بصلاة التراويح بالمسجد.

وبالتزامن مع هذه الاستعدادات الشعبية، فقد أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، الاستعدادات الدينية لاستقبال المصلين.

ويقول الخطيب إن “دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تقوم بإجراءاتها وترتيباتها قبل شهرين من الشهر الفضيل؛ في العام الماضي كان الوباء منتشرا ولم يكن هناك تواجد للمصلين في الأقصى، ولكن بحمد الله فإن مدينة القدس الآن في حالة تعافٍ”.

ويضيف: “أعددنا برامجنا حتى يكون المسجد مفتوحا أمام الجميع، وأن يأتي ويصلي فيه المصلون بكل أمان واطمئنان وسلامة على صحتهم أيضا”.

ويتوافد المصلون إلى المسجد الأقصى على مدار الساعة، منذ الفجر وحتى ما بعد صلاة التراويح، وتنتشر بالمسجد حلقات العلم التي تتخلل الصلوات.

ويوضح الخطيب: “لقد أعددنا برامج كبيرة في المسجد الأقصى كما في الأعوام السابقة، منها الدينية التي تتضمن الدروس العلمية والفقهية عبر مجموعة من العلماء الأفاضل الذين سيُبصّرون المصلين بأحكام دينهم، وستكون هذه منذ الصباح وحتى المساء”.

غير أن ذروة تواجد المصلين، تكون في فترة صلوات التراويح مساء كل يوم من الشهر، وأيام الجُمَع والتي يشارك فيها عشرات آلاف المصلين.

ويؤكد الخطيب: “نولي أهمية خاصة لصلاة التراويح، حيث يرتاد المسجد المصلون من كافة المناطق، ولذلك فإن للتراويح ميزة خاصة، وفي كل ليلة يكون هناك على الأقل 50 ألف مصل وفي أيام الجمع قد تصل إلى 100 وربما 200 ألف”.

ويضيف: “هناك مجموعة من المقرئين والأئمة من حفظة القرآن الكريم من مدينة القدس، وخارجها لإمامة المصلين بالمسجد”.

وفي ساحات المسجد تم نصب مظلات كبيرة لكي تقي المصلين حرارة الشمس خاصة في أيام الجُمَع.

ونظرا للتوقعات، بتوافد أعداد كبيرة من المصلين، يقول الخطيب: “هناك مجموعة كبيرة من المؤسسات الصحية التي تعمل مع الأوقاف وخاصة في رمضان”.

ويوضح بهذا الخصوص: “ستنتشر طواقم 10 مؤسسات في رحاب المسجد الأقصى وقد وضع الهلال الأحمر الفلسطيني 14 سيارة إسعاف تحت تصرف دائرة الأوقاف وكذلك مستشفى المقاصد الإسلامية وغيرها من المستشفيات والعيادات الطبية”.

وتشمل استعدادات دائرة الأوقاف الإسلامية كذلك، نظافة وتعقيم المسجد الأقصى، وأعمال الحراسة.

ويتابع الخطيب بهذا الصدد: “الحراس والحارسات والسدنة هم جنود قائمون طوال العام، ولكن في هذا العام سنكثّف وجودهم بالمسجد للقيام بمهامهم الشريفة والمهمة وسينتشرون داخل المسجد وعلى الأبواب”.

غير أن التحدي الأكبر أمام دائرة الأوقاف، سيكون ضمان الإجراءات الصحية الوقائية بالمسجد، في ظل توقعات بتوافد عشرات آلاف المصلين.

ويردف: “سيكون هناك متطوعون ومتطوعات ولجان نظام تعمل في ساحات المسجد وفرق كشافة، وذلك من أجل تنظيم فصل الرجال عن النساء حيث أن (مُصلَّى) قبة الصخرة والمشرفة ستكون للنساء فقط خلال الشهر لكثرة عدد النساء”.

ويشدد قائلًا: “سنعمل على التباعد ما بين المصلين خلال الصلوات وأن يلتزموا بالكمامات وسنوزع كمامات على من يحتاج من المصلين”.

ويتابع: “أعلنا مرارا بأن على كبار السن والمرضى الصلاة في بيوتهم، ومن هو مصاب بكورونا محرم عليه شرعا أن يدخل المسجد حتى لا ينتشر الوباء من خلاله وهذا مطلبنا”.

وأعلن الخطيب أن دائرة الأوقاف ستمنع هذا العام، إقامة الإفطارات الجماعية داخل المسجد “حفاظا على صحة المصلين”، ومع ذلك، فإن دائرة الأوقاف حريصة على الحفاظ على الاعتكاف بالمسجد في العشر الأواخر من الشهر.

ويقول الخطيب: “توجهنا هو السماح بالاعتكاف خاصة من يأتون من خارج القدس، وإذا ما رغبوا بالاعتكاف فسنهيئ لهم مناطق في المسجد، مع الالتزام بالتعليمات الصحية”.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية