روسيا تؤكد سعيها للسيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا والغرب يرسل أسلحة لكييف

آدم جابر
حجم الخط
4

تخطت الحصيلة الإجمالية للفارين من أوكرانيا منذ بدء الحرب 5.25 ملايين شخص منذ بدء الغزو الروسي، وفق تعداد نشرته مفوضية الأمم المتحدة السّامية لشؤون اللاجئين الجمعة

باريس ـ «القدس العربي»: يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الـ60 وسط تأكيد موسكو أنها تسعى إلى السيطرة على كامل منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا ومواصلتها قصف المنطقة، بينما أعلنت أوكرانيا عن تلقي أسلحة من الحلفاء. تزامناً مع ذلك، تنظم الولايات المتحدة الأمريكية اجتماعا لمناقشة الاحتياجات الأمنية لأوكرانيا، فيما سيتوجه الأمين العام للأمم المتحدة إلى موسكو ثم كييف لمناقشة الخطوات العاجلة لتحقيق السلام في أوكرانيا.

وسط استمرار الاشتباكات على الأرض، لا سيما في الشرق وفي مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية بجنوب شرق أوكرانيا والتي ما يزال الغموض يلف مصير مينائها بعد إعلان روسيا عن «تحرير» هذه المدينة الساحلية، أعلنت موسكو سعيها إلى السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس. وقال الجنرال روستام مينكاييف نائب قائد القوات في المنطقة العسكرية لوسط روسيا «إن الأمر بات يتعلق بتأمين ممر بري» إلى شبه جزيرة القرم وآخر يؤدي إلى ترانسدنيستريا المنطقة المولدافية الموالية لروسيا والتي تضم حامية روسية، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية كييف ومن شمال أوكرانيا في نهاية آذار/مارس لتركيز عملياتها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.

دعم عسكري غربي جديد لكييف

يأتي ذلك في وقت تكثف فيه دول غربية مساعداتها العسكرية لكييف، عبر تسليم الجيش الأوكراني، شحنات أكبر من الأسلحة، وهو ما أعلنه رئيسها فولوديمير زيلينسكي، فجر السبت، مؤكداً أن حلفاء بلاده قدّموا لها «أخيرا» الأسلحة التي طلبتها منهم. فبعد أن ظلت باريس متكتمة بخصوص نوعية الأسلحة التي تزوّد بها كييف، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة، أن بلاده زودت الأوكرانيين بصواريخ ميلان المضادة للدبابات.
غداة ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ثمنمئة مليون دولار كمساعدات عسكرية جديدة، بما في ذلك اثنان وسبعون مدفع هاوتزر ومركباتهم وحوالي مئة وأربعين ألف قذيفة ونحو مئة وعشرين طائرة مسيرة طراز «فينيكس غوست» لتصل المساعدات لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي إلى أكثر من أربعة مليارات دولار. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن موسكو قدمت شكوى رسمية خلال الأسبوع الجاري حذّرت فيها الحكومة الأمريكية من «عواقب غير متوقعة» بعد الزيادة الكبيرة في مساعدتها العسكرية لأوكرانيا.
بدورها، تعهدت ألمانيا بمساعدة الحلفاء في أوروبا الشرقية في إمداد كييف بأسلحة سوفييتية الصنع، يستخدمها أيضًا الجيش الأوكراني، من خلال استبدال المعدات التي ستزودهم بها. وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة صحافية على أنه يجب تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، وذلك ردا على سؤال لمجلة «دير شبيغل» يوم الجمعة، إحجام ألمانيا عن تسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، والذي يواجه المستشار الألماني انتقادات متزايدة، داخلياً وخارجياً، بسببه. أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد أكد أن بلاده تدرس إرسال دبابات إلى بولندا لتحل محل الدبابات السوفيتية T72s والتي يمكن أن ترسلها إلى أوكرانيا.

اجتماع في ألمانيا

وفي سياق الدعم الأمني والعسكري الغربي لأوكرانيا، تنظم الولايات المتحدة الأمريكية، بعد غد الثلاثاء في قاعدة «رامشتاين» الجوية التابعة للقوات الأمريكية غربي ألمانيا، اجتماعاً لحلفائها، حيث صرّح جون كيربي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أنّ وزراء الدفاع وكبار الجنرالات من عشرين بلداً عضواً في حلف شمال الأطلسي «ناتو» ومن غير الأعضاء، وافقوا على دعوة لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي للاجتماع. وقال كيربي إن الاجتماع سيكون عبارة عن مشاورات ستتطرق إلى السبل التي يمكن لشركاء أوكرانيا من خلالها المساهمة في تعزيز قوتها العسكرية بعد انتهاء الحرب، موضحاً أنه لن يعقد تحت رعاية حلف الناتو، كما لن يسفر بالضرورة عن أي نتائج ملموسة فورية.
تزامناً مع الاجتماع في قاعدة «رامشتاين» الجوية التابعة للقوات الأمريكية غربي ألمانيا، من المقرر أن يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى روسيا بعد غد الثلاثاء حيث سيستقبله فلاديمير بوتين، على أن يتوجه لاحقا، يوم الخميس، إلى كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي ووزير خارجيته، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية. ويعد لقاء بوتين-غوتيريش الأول بينهما منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل شهرين، بعد أن كان ظل سيد الكرملين يرفض الرّد على مكالمات الأمين العام للأمم المتحدة الهاتفية أو التواصل معه، على خلفية وصف الأخير الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه «انتهاك لميثاق المنظمة الدولية».

حوار الطرشان

يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي محطة تشيرنوبيل للطاقة هذا الأسبوع «لتكثيف الجهود بهدف منع خطر حصول حادث نووي» بحسب ما أفادت الوكالة في بيان، قائلة إنّ «غروسي سيصل المحطّة في 26 نيسان/أبريل، في الذكرى السنوية لكارثة 1986 في زيارة يرافقه خلالها فريق من خبراء الوكالة، بهدف تسليم معدات حيوية، بينها أجهزة لقياس الإشعاع وسترات واقية، وإجراء فحوص أشعة وأمور أخرى».
ومع دخول هذه الحرب شهرها الثّالث، يتواصل حوار الطرشان بين الروس والأوكرانيين، إذ وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المفاوضات بين الجانبين لإيجاد حل للصراع بأنها «تتزلج» بعد فشلهما في إحراز تقدم واضح. كما قال الوزير الروسي إن لديه شكوكًا بشأن استعداد القادة الأوكرانيين لمواصلة هذه المحادثات. وخلال اتصال هاتفي مع لافروف يوم الثلاثاء الماضي، حثّ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، على ضرورة احترام القانون الدولي في الحرب بأوكرانيا، داعياً إلى الحوار من أجل حل سلمي للصراع بين روسيا وأوكرانيا، كما جاء في تغريدة له على تويتر.
في غضون ذلك، تخطت الحصيلة الإجمالية للفارين من أوكرانيا منذ بدء الحرب 5.25 ملايين شخص منذ بدء الغزو الروسي، وفق تعداد نشرته مفوضية الأمم المتحدة السّامية لشؤون اللاجئين الجمعة، مشيرة إلى أن عدد المغادرين خلال هذا الشهر بلغ نحو 1.1 مليون، وهو رقم أدنى بكثير مقارنة بالحصيلة التي بلغت 3.4 ملايين في الشهر الماضي.
ويشكل الأطفال النساء والأطفال نحو 90 في المئة من الذين فروا من أوكرانيا، في حين لا تسمح السلطات الأوكرانية بمغادرة الرجال ممن هم في سن القتال. كما قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين داخل أوكرانيا بنحو 7.7 ملايين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    خذيهم هنيئا مريئا

  2. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    وأخيرا مضادلت الدبابات الفرنسية! منذ أشهر والغرب يحشد مضادات دبابات ومضادات طائرات وأسلحة نوعية ويجرب سلاحا وآخر، وكان آخر الفيديوهات التي شاهدت الغرب يتبجحون بها هي عن مضاد الدروع AT4! هل بعد دمار أوكرانيا وتزعزع الاقتصاد الغربي باللاجئين ونقص الطاقة وغلاء الإنتاج جاء المدد بميلان!

    1. يقول نورهان جبار:

      كل مل تقدمه فرنسا، ألمانيا وبريطانيا حسب أكبر خبراء الأسلحة هو خردة وعتاد قديم لن يستطيع مجابهة الآلة الروسية التي أطبقت حكمتها وأوجدت هريطة جديدة لأوكرانيا التي أخذت الجزء الأكبر منها وبدأت بفرض أجندةتها على السكان من خلال الاستخواذ على الإدارات لتدبير الشأن العام هذا من جهة. من جهة أخرى أمريكا ستقدم عتادا متطورا لبولندا ومن ثم أوكرانيا بهدف حماية ما تبقى من أوكرانيا التي ستستعيد بولندا منها الجزء الغربي التي ما فتأت تطالب به. روسيا قصفت وستقصف كل الطرق والسكك الحديدية التي من شأنعا أن تكون ممرا للعتاظ الغسكري الثقيل الذي تريد أمريكا إدخاله إلى أوكرانيا وعذا لن يكون …الروس تقدموا وفرضوا أجندتهم وأمريكا تتلاعب بالأوربيين وتجرهم للتصعيد حتى تضعفهم أكثر ويكونون تحت هيمنتها إقتصاديا وأمنيا. يمكن للبسطاء أن يكتبوا ما يشاؤون ويعاجموا روسيا التي بالطبع لا أدافع عنها اللهم أنها تدافع عن مصالحها ( لمن لا يقرأ التاريخ والسياسة) ضد أمريكا التي تريد القضاء

  3. يقول نورهان جبار:

    ??
    روسيا قصفت وستقصف كل الطرق والسكك الحديدية التي من شأنها أن تكون ممرا للعتاد العسكري الثقيل الذي تريد أمريكا إدخاله إلى أوكرانيا وهذا لن يكون …الروس تقدموا وفرضوا أجندتهم وأمريكا تتلاعب بالأوربيين وتجرهم للتصعيد حتى تضعفهم أكثر ويكونون تحت هيمنتها إقتصاديا وأمنيا. يمكن للبسطاء أن يكتبوا ما يشاؤون ويهاجموا روسيا التي بالطبع لا أدافع عنها اللهم أنها تدافع عن مصالحها ( لمن لا يقرأ التاريخ والسياسة) ضد أمريكا التي تريد القضاء عليها. الأوكرانييون البسطاء الذين يحكمهم الصهاينة (بشهادة مختصين لا يسمح لهم الإعلام الغربي بالظهور اللهم إلا عبر ما ينشرونه على مواقع التواصل وبعض من الإعلام المحايد)، هم الحلقة الضعيفة. هذه حرب أمريكا الإرهابية المتغطرسة بالوكالة. الأوربيون هنا كشعب منزعجون من خبث أمريكا التي قادت 49 حربا منذ 1945.

إشترك في قائمتنا البريدية