روسيا تعود لعملية السلام عبر بوابة الامن بناء على طلب فلسطيني لمواجهة الاستفراد الامريكي الاسرائيلي في فرض الترتيبات الامنية

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’: وافقت روسيا على ان تلعب دورا امنيا بالتوازي مع الدور الذي تلعبه واشنطن ومن خلفها حلف الناتو في وضع الترتيبات الامنية التي من المقرر ان تشهدها اراضي الدولة الفلسطينية اذا ما تم الوصول لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال المفاوضات التي جرى استئنافها نهاية الشهر الماضي برعاية الادارة الامريكية.
وجاءت الموافقة الروسية على لعب دور امني بناء على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اوفد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الخميس الماضي لموسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وذلك بعد ان شعر بان هناك استفرادا امريكيا اسرائيليا في بلورة الترتيبات الامنية المفترض ان تشهدها الاراضي الفلسطينية اذا ما قرر الجيش الاسرائيلي الانسحاب منها بناء على نتائج المفاوضات الجارية.
وجاء الطلب الفلسطيني الاستعانة بالخبرة الروسية التفاوضية في الملف الامني والمشاركة في وضع الترتيبات الخاصة بذلك الملف في الوقت الذي يواصل فيه طاقم أمني أمريكي برئاسة الجنرال جون ألن مشاوراته مع الجانب الإسرائيلي لدراسة الترتيبات الأمنية في حال انسحب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد عين الجنرال ألن قبل نحو شهرين كوسيط أمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جولة المفاوضات الجديدة، الا أن الطاقم الأمني الامريكي المكون من 20 خبيرًا أمريكيًا منتشرين ما بين امريكا واسرائيل والاردن ويهملون التنسيق والتشاور مع الجانب الفلسطيني بشأن الترتيبات الامنية الجاري بلورتها، وخاصة مفهوم الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وحجم القوات الأمنية فيها وشكلها وحجم تسليحها.
وفي ظل مواصلة الامريكيون مساعيهم لتوفير الامن لاسرائيل والبحث عن السبل الكفيلة بتوفير الآلية المناسبة لتحركات الجيش الاسرائيلي لتوفير الامن عقب انسحابه من الاراضي الفلسطينية جاء التوجه الفلسطيني للاستعانة بالخبرة الامنية الروسية لمواجهة الاستفراد الامريكي الاسرائيلي في بلورة الترتيبات الامنية المرتقبة في اي اتفاق سلام يجري التوصل اليه.
وفي ذلك الاتجاه علمت ‘القدس العربي’ الاحد بأن الملف الامني كان حاضرا بقوة على طاولة الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي في موسكو بين عريقات ولافروف حيث طلبت القيادة الفلسطينية الاستعانة بالخبرة الامنية الروسية في وضع الترتيبات الامنية المنتظرة ما بين الفلسطينيين والاسرئيليين في اي اتفاق سلام يمكن التوصل اليه. وفيما اشتكى عريقات من استفراد الطاقم الامني الامريكي ببلورة الترتيبات الامنية المنتظرة بالتنسيق الكامل مع اسرائيل وعدم التشاور او التنسيق مع الفلسطينيين ابدى لافروف موافقة روسية على ان تلعب دورا امنيا في اي اتفاق امني يجري التفاوض بشأنه ما بين دولتي فلسطين واسرائيل.
وعبرت موسكو خلال زيارة عريقات لها عن موافقتها على مد الفلسطينيين بالخبرة الامنية الروسية في اي مفاوضات امنية فلسطينية اسرائيلية منتظرة في اطار محادثات السلام الجارية للوصول لاتفاق سلام.
وكانت القيادة الفلسطينية ابدت في السابق موافقتها على تواجد قوات من حلف الناتو بقيادة واشنطن على اراضي الدولة الفلسطينية والمرابطة على الحدود ما بينها وبين اسرائيل، شريطة عدم بقاء اي جندي اسرائيلي على اراضي دولة فلسطين المنتظرة. ومن المعلوم بان ملفي الحدود والامن هما المطروحان على طاولة المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية الجارية للوصول لاتفاق بشأنهما في غضون 6 – 9 اشهر بالاضافة لبحث باقي الملفات مثل القدس وعودة اللاجئين والإفراج عن المعتقلين والمياه.
وكان عريقات صرح الجمعة من موسكو قائلا ‘نحن جئنا هنا وشكلنا لجنة ثنائية روسية – فلسطينية لمتابعة ملف المفاوضات بشكل دائم’، مشددا على أن المفاوضات لا تنحصر فى إطار الطاولة التي تجمع أطراف النزاع.
واشار الى ضرورة المشاركة الروسية الفعالة في عملية السلام للوصل الى حل الدولتين بالقول :’ أن روسيا أول بلد فى العالم يتحدث عن دولتين على حدود 67 وهي عضو فى مجلس الأمن بل هي عضو داعم لكل المواقف الفلسطينية، روسيا في الرباعية داعمة للحق الفلسطينى والقانون الدولي ولذلك من الطبيعى أن نكون فى واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيري ومن الطبيعى جدا أن نكون مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو’.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد عقب استقبال عريقات في موسكو الدعم الروسي لعملية التفاوض، معربا عن أمله بأن يتمكن الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي من التوصل إلى اتفاق بشأن كافة المسائل المتعلقة بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية على الأساس القانوني الدولي المعروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية