أنقرة: تواصل روسيا إنكارها الممنهج لارتكاب حليفها رأس النظام السوري، بشار الأسد، هجمات بالأسلحة الكيماوية، وذلك من خلال اتهامها المستمر للطرف المُستهدَف أي المعارضة السورية بأنها هي المسؤولة عن تلك الهجمات، فضلا عن وقوفها بوجه إصدار مجلس الأمن لأي قرار بهذا الشأن، حتى ولو كان بخصوص بدء تحقيق فقط حول جرائم الكيماوي.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، فإن نظام الأسد شنّ منذ بداية الاحتجاجات بالبلاد، 215 هجوما بالأسلحة الكيماوية، 3 منها أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، ولفتت بالتالي انتباه المجتمع الدولي.
وتزعم روسيا بأن لقطات المدنيين وهم في حالة تسمم جراء الأسلحة الكيماوية، غير مقنعة، وأن هذه المشاهد مفبركة من قِبل الدول الغربية.
ووقعت مجزرة الكيماوي الأكبر في سوريا بمنطقة الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بتاريخ 21 أغسطس/ آب عام 2013، حيث راح ضحيتها أكثر من ألف و400 مدني.
ووصفت روسيا المجزرة في ذلك الوقت بأنها “عمل استفزازي من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية”، حيث أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولى تصريحاته حول الحادثة، عقب مغادرة مراقبي الأمم المتحدة من سوريا.
وقال بوتين في هذا الصدد بعد 10 أيام من المجزرة، بأنه “من الهراء أن ينفذ النظام السوري هجوما بالأسلحة الكيماوية بالتزامن مع تواجد المراقبين الدوليين، وأنا على يقين بأن هذا الهجوم ليس سوى عمل استفزازي من قبل الأطراف الراغبة بجر دول أخرى إلى النزاع السوري، وعلى رأسها الولايات المتحدة”.
وكان من المنتظر وقتها أن تتدخل الولايات المتحدة بسبب تجاوز النظام السوري لـ “الخط الأحمر”، لكن موسكو حالت دون ذلك، إذ تعهد النظام السوري بناء على توصية روسيا، لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية، بتدمير ترسانته الكيماوية بحلول سبتمبر عام 2013، لكن ذلك الأمر طال ولم يتم حتى شهر أغسطس عام 2014.
وبالرغم من تدمير ترسانته، إلا أن النظام السوري استمر بعد ذلك في شن هجمات كيماوية في كل من حلب، وإدلب، والغوطة الشرقية بدمشق.
مجزرة خان شيخون
ارتكب النظام السوري ثاني أكبر مجزرة كيماوية له، بتاريخ 4 أبريل/ نيسان 2017 في مدينة خان شيخون بريف محافظة إدلب، إذ أسفرت عن سقوط أكثر من 100 مدني.
وادعت موسكو وقتها أن “قوات المعارضة السورية هي من نفذت الهجوم”، فضلا عن مزاعم أخرى من قبيل أن “النظام استهدف مستودعا للأسلحة الكيماوية بخان شيخون”.
وفي اليوم التالي للهجوم، دخل فريق من وكالة “الأناضول” إلى المدينة وفنّد الرواية الروسية، من خلال توثيقه بواسطة لقطات جوية بأن المكان المستهدف هو صوامع حبوب وليس مستودعات أسلحة.
وعقب 3 أيام من المجزرة، نفذت الولايات المتحدة ضربات محدودة على النظام السوري من خلال استهداف مطار الشعيرات العسكري، ما جعل روسيا تزعم أن هجوم الكيماوي وقع، لتتخذ واشنطن منه ذريعة لتنفيذ ضربات على مواقع النظام السوري.
انتقاد روسيا للجنة “جيم”
حمّلت لجنة التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والمعروفة باسم “جيم”، مسؤولية المجزرة الكيماوية للنظام السوري، من خلال تقريرها الذي قدمته إلى مجلس الأمن بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين أول 2017.
وخلال الفترة بين تنفيذ الهجوم وإعداد قرار “جيم”، انتقد مسؤولون روس طرق التحقيق والبحث التي تتبعها اللجنة الدولية والنتائج التي توصلت لها.
وأكدت لجنة “جيم” في 21 أكتوبر 2016، على أن النظام السوري نفذ 3 هجمات كيماوية على الأقل، في كل من قرية تلمنس بريف إدلب بتاريخ 21 أبريل 2014، وقرية سرمين في 16 مارس 2015، فضلا عن منطقة مارع بريف حلب بتاريخ 21 أغسطس 2016.
وردّ المبعوث الروسي الدائم في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، على تقرير “جيم” حينها، بأنه مبني “فرضيات بحثية” و”اتهامات غير مثبتة بأدلة”.
كما استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” بخصوص تمديد مهام عمل لجنة “جيم” في سوريا، خلال جلسة بتاريخ 18 نوفمبر 2017، ليكون بذلك الفيتو رقم 10 الذي تستخدمه لصالح النظام في سوريا منذ بدء الاحتجاجات عام 2011.
ونسب نيبينزيا السبب في استخدام بلاده الفيتو، إلى أن “جيم فقدت اعتبارها من خلال اتهاماتها الباطلة للنظام السوري” وفق زعمه.
ولم تفضِ تقارير جيم بخصوص مسؤولية النظام السوري عن 4 هجمات كيماوية، في اقتياد النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأن سوريا ليست عضو فيها، وبالتالي يجب أن يتم الأمر عبر تحويل مجلس الأمن للنظام السوري إلى المحكمة، وهو ما تعارضه روسيا بواسطة الفيتو.
مجزرة دوما في 7 أبريل
نفذ النظام السوري آخر مجازره الكيماوية قبل عدة أيام وتحديدا في 7 أبريل بمدينة دوما في الغوطة الشرقية، وراح ضحيتها 78 مدنيا على الأقل.
وزعمت الخارجية الروسية بأن أنباء الهجوم “مفبركة”، وأنها تهدف لوقف عملية إخلاء الغوطة التي بدأت في 22 مارس الماضي.
كما ادعى بوتين مؤخرا خلال مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الأمريكية، الشهر الفائت، أن أخبار شن نظام الأسد هجمات كيماوية، هي “أبناء عارية عن الصحة”، و”أن النظام السوري دمّر كامل ترسانته الكيماوية منذ وقت طويل”.
وأضاف أن “المتطرفين والإرهابيين شنوا هذه الهجمات بهدف توجيه اتهامات لنظام الأسد”.(الأناضول).
الارهاب ملة واحدة ومجرم واحد وبوطين الارهابي الروسي يقف دوما مع شقيقه الارهابي الهمجي بشار…
هذه صورة مغلوطة يتناقلها الاعلام الذي يخدم مصالح الغرب،فهل امريكا والدول الغربية تساند الشعوب العربية والاسلامية عكس ماتفعله روسيا حسب نظرة هذا الاعلام؟؟؟
الاكيد في كل ماحصل ويحصل هو ان الذي تسبب في دمارالاوطان العربية والاسلامية هو الغرب وعلئ راسه بريطانيا وامريكا وفرنسا….ولم تكن روسيا الا مساندا للعرب والمسلمين وتقدم لهم ماحرمتهم منه امريكا.