روسيا ستؤيد خروج الأسد من سوريا .. لكن ليس الآن

حجم الخط
5

موسكو – رويترز – قالت مصادر مطلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين، إن روسيا ستؤيد ترك الرئيس السوري بشار الأسد لمنصبه، لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية.

وأضافت المصادر، أن ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق، وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للأسد بغض النظر عن الضغوط الدولية لإبعاده عن مقعد القيادة في سوريا.

ومن المرجح أن يؤدي مثل هذا التأييد الجازم، إلى مزيد من التعقيد في مباحثات السلام المتعثرة مع خصوم الأسد، ويفسد العلاقات مع واشنطن التي تريد رحيل الزعيم السوري.

وقال السير توني برنتون السفير البريطاني السابق لدى روسيا “روسيا لن تقطع صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران. أولاً حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم إبداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين، وثانياً حتى تضمن أن قدرة وضعها في سوريا وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار.”

وتقول مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية، إن الكرملين الذي تدخل العام الماضي في سوريا لدعم الأسد، يخشى حدوث اضطرابات في غيابه ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييراً كبيراً، كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية.

وتشترك روسيا والولايات المتحدة في رعاية محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في الحرب السورية. وقد تحاشت تلك المحادثات المتوقفة حالياً التطرق إلى مسألة ما إذا كان اتفاق السلام سيتطلب رحيل الأسد حتى يمكن أن تبدأ المفاوضات من الناحية النظرية، رغم التباين في مواقف موسكو وواشنطن.

وكانت موسكو قد أشارت إلى أن تأييدها للأسد له حدود. وقال دبلوماسيون روس إن الكرملين يؤيد الدولة السورية وليس الأسد بصفة شخصية. كما قال الرئيس فلاديمير بوتين إن النظر في الأسلوب الذي يمكن به إشراك المعارضة في هياكل الحكومة السورية أمر يستحق العناء.

وغذت هذه الآراء آمال الغرب في مساعدة روسيا في الوساطة لخروج الأسد عاجلاً لا آجلاً.

غير أن مصادر وثيقة الصلة بالكرملين تقول إنه لا توجد بوادر قوية على أن روسيا مستعدة لإبعاده قريباً.

وقالت إيلينا سوبونينا محللة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو، والذي يقدم المشورة للكرملين، “لا أرى أي تغييرات الآن” في موقف روسيا بشأن الأسد “فالموقف هو نفسه. وما الداعي لتغييره؟”

 * مضاعفة الرهان

وعلى النقيض تشير وسائل الإعلام الرسمية التي تسير على نهج الكرملين، إلى أن روسيا تضاعف بدلا، من ذلك رهانها على الأسد وتحاول سد المنافذ أمام أي محاولات أمريكية لبحث مستقبله.

وقال ديمتري كيسليوف مقدم برنامج إخباري تلفزيوني أسبوعي رئيسي للمشاهدين هذا الشهر، إن الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لسوريا كانت رسالة إلى واشنطن للتوقف عن محاولة الضغط على موسكو بسبب الأسد.

وقال كيسليوف المعروف أنه من الصحافيين المفضلين لدى بوتين، إن “زيارة شويجو ولقاءه مع الأسد رسالة مؤكدة من روسيا.”

وأضاف “فمن يا ترى يريد الأمريكيون أن يرونه محل الأسد؟ لم يفسر أحد في واشنطن بمن فيهم أوباما هذا الأمر.”

وقال فيودور لوكيانوف خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين والذي يتولى تحرير المواد الخاصة بروسيا في نشرة جلوبال أفيرز، إن حديثاً دار داخل الحكومة الروسية عن مستقبل الأسد وإنه يعتقد أنه تم التوصل إلى ترتيبات لوضعها موضع التنفيذ في يوم من الأيام.

لكنه قال إن موقف روسيا في الوقت الحالي، هو التريث لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وإن الكرملين يريد أن يعرف أولاً من سيصبح الرئيس التالي للولايات المتحدة، وإن الأمر سيتطلب فترة طويلة للخروج ببديل مقبول للأسد.

وأضاف لوكيانوف “كيف لنا أن نعرف أن النظام كله لن ينهار إذا أبعدناه. هذا الخطر قائم.”

 * تهديد الإسلاميين

ويقول الكرملين إن آلاف الروس ومواطني الاتحاد السوفيتي السابق، يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وإن من الضروري هزيمتهم في سوريا والعراق للحيلولة دون عودتهم إلى البلاد لشن هجمات.

ويصف الكرملين الأسد الذي كان والده الرئيس السابق حافظ الأسد حليفاً لموسكو في العهد السوفيتي، بأنه شريك رئيسي في تلك المعركة.

وقال أندريه كورتنوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، وهو مركز في موسكو لأبحاث السياسة الخارجية تربطه صلات وثيقة بوزارة الخارجية الروسية، إنه لا يوجد تعاطف كبير مع الأسد شخصياً داخل دوائر السياسة الخارجية الروسية.

غير أنه قال إن موسكو عليها أن تهيء نفسها كطرف مهم منتصر، وإن الأسد جزء من تلك المعادلة في الوقت الحالي.

وأضاف “عليك أن تتذكر الوجه الآخر للعملة. فروسيا مهمة لأن لها علاقات مع النظام السوري، ولذلك إذا تمت التضحية بتلك العلاقة فربما لا تصبح طرفاً بعد ذلك.”

وقالت تارجا كرونبرج الخبيرة في الشؤون الروسية والتي كانت من قبل وزيرة في الحكومة الفنلندية، إن روسيا قد توافق على صفقة بشأن خروج الأسد يتم فيها الاحتفاظ بأجزاء رئيسية من هيكل الدولة والنخبة السياسية وفي الوقت نفسه دمج ساسة المعارضة.

غير أن التوصل إلى ترتيبات تجمع بين هذين العنصرين لن يتأتي بسهولة أو بسرعة.

وأضافت “السؤال في الواقع هو كيفية خلق الاستقرار والتغيير في الوقت ذاته.”

وفي الوقت الحاضر يقول برنتون السفير البريطاني السابق، إن دور الأسد في مواجهة التطرف الإسلامي يطغى على كل شيء آخر.

وقال “بالنسبة لهم فالأسد رغم كل مساوئه وكل دمويته وكراهته أفضل من سقوط بلد آخر في أيدي الإسلاميين.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مواطن:

    التصريحات الروسية كاذبة ومضللة

    البقاء لله وحده

  2. يقول حسن المغرب:

    الذي يحمي الطاغية الأسد هي أمريكا وإسرائيل أكثر من روسيا.بالله هل الدولة العظمى التي تمنع السلاح النوعي على المعارضة السورية تريد اسقاط الطاغية؟الكل واضح ،النفاق الأمريكي هو من يحمي الطاغية والحكام العرب يعلمون ذالك جيدا ولكن يخافون من أمريكا ويخافون على الكرسي،هذا هو المشكل الحقيقي.تخيل لو سمحت أمريكا للثوار المعتدلين فقط الحصول على الصواريخ المضادة للطائرات ،روسيا ستجد نفسها أمام شعبها محرجة عندما تفقد طائرة تلو الأخرى ،أما حلفاء الطاغية من حزب الله وإيران سينهارون ،ولكن المشكل الحقيقي هو أن هناك حرب تدميرية ضد الشعوب السنية من طرف أمريكا باستعمال إيران وحلفائها كوقود ،والجكام العرب يتفرجون خوفا من أمريكا حتى يصل الخنجر إلى رقابهم.الحرب على الشعوب السنية استفيقوا يا شعوب الأمة السنية قبل فوات الآوان .

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      كلامك إلى حد ما صحيح أخي حسن المغرب لأن الحرب على الشعوب جميعها ومن جميع الأنظمة العربية بالتعاون مع القوى الإقليمية والعالمية وملا غيرك ياالله

  3. يقول Dr arabi,UK:

    Bashar Al-Asad has to fight the terrorists,otherwise he wouldn’t be a president,the terrorists are killing innocent people in Syria,how can we expect him to just set and watch the murderers and mercenaries coming from all over the world in the name of Jihad,and jihad is the only thing they are not doing,if they want jihad then Palestine is not far, 68 years and Palestine is calling for jihad and it’s call is meeting deaf ears.

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      Dr. Arabi, UK
      It seems to me your not informed enough about what happens in Syria, indeed it is mostly Assad who kills the peoples of Syria .

إشترك في قائمتنا البريدية