الاتحاد الأوروبي يحذّر وموسكو تدعو لاجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن التسرّب من نورد ستريم

حجم الخط
2

كوبنهاغن: حذر الاتحاد الأوروبي الأربعاء من أي هجوم على منشآت الطاقة التابعة له، بعد تسرّب للغاز من خطي أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق قال الأوروبيون إنه ناتج عن “عمل تخريبي”، بينما اعتبرت موسكو أنه من الغباء اتهامها بالوقوف وراءه، معلنة أنها ستطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا عبر تطبيق “تلغرام”، “تعتزم روسيا الدعوة إلى اجتماع رسمي لمجلس الأمن الدولي في إطار الاستفزازات المتعلّقة بخطّي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2”.

من جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ “أي عبث متعمّد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتاً وسيُقابل برد قوي وموحّد”.

وأضاف المسؤول الأوروبي في بيان نيابة عن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد، أنّ كلّ المعلومات المتوافرة في هذه المرحلة تشير إلى أن التسرّب الذي سبّبته انفجارات في هذه المنشآت الواقعة تحت المياه هو نتيجة “عمل متعمّد”.

وطعنت موسكو في الاتهامات “المتوقّعة تماماً” تجاهها، معتبرة أنّها “غبية وسخيفة”.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ حالات التسرّب التي تؤثر على نورد ستريم 1 و2 “تطرح مشكلة” بالنسبة لموسكو، لأنّ الغاز الروسي الذي يتسرّب “مكلف للغاية”.

والأربعاء، دعت موسكو الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعلان ما إذا كانت الولايات المتحدة وراء هذا التسرّب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “الرئيس الأمريكي ملزم بالإجابة على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نفّذت تهديدها”، في إشارة إلى تصريح أدلى به بايدن في السابع من شباط/فبراير، أي قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، قال فيه “إذا غزت روسيا (أوكرانيا)، لن يكون هناك نورد ستريم 2”.

بدوره، أشار وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف على هامش اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل، إلى أنّ التحقّق من خطّي أنابيب الغاز اللذين تضرّرا من جراء الانفجارات تحت الماء قبالة جزيرة دنماركية في بحر البلطيق، لا يمكن أن يتمّ قبل أسبوع إلى أسبوعين بسبب التيارات المائية.

ويظهر التسرّب الذي أعقب انفجارين، على السطح مع وجود فقاعات كبيرة. وكان قد رُصد منذ الاثنين قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية بين جنوب السويد وبولندا.

وغداة الإعلان عن التسرّب في خطّ أنابيب “نورد ستريم 2” وانخفاض الضغط فيه، تأثّر خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 1” الذي يربط روسيا بألمانيا بدوره تحت البلطيق.

وبعد محادثة مع رئيس الحكومة الدنماركية ميت فريدريكسين، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء أنّ عمليات تسرّب الغاز هذه هي نتيجة “فعل تخريبي”.

كذلك، تحدثت فريدريكسين عن “أفعال متعمّدة” وليس “حادثاً”. وقالت رئيسة الوزراء السويدية المستقيلة ماغدالينا اندرسون إن هذا “تخريب على الأرجح”.

مواجهة جيوسياسية 

وخطّا الأنابيب اللذان تديرهما شركة غازبروم الروسية العملاقة متوقفين عن الضخ نتيجة الحرب في أوكرانيا رغم أنهما لا يزالان ممتلئَين بالغاز، وذلك فيما يعدّان جزءاً من أدوات المواجهة الجيوسياسية.

في كييف، أدان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك “هجوماً إرهابياً جرى التخطيط له” من قبل موسكو، من دون أن يقدّم أدلّة على ذلك.

كما أشار رئيس الوزراء البولندي إلى تورّط روسي. وقال ماتيوش مورافتسكي الذي كان يفتتح خط أنابيب غاز يربط النرويج ببولندا الثلاثاء “نرى بوضوح أنّ هذا عمل تخريبي ربما يعكس المرحلة التالية في تصعيد الوضع في أوكرانيا”.

وأعلنت النرويج أنها ستعزز التدابير الأمنية حول منشآتها النفطية. وجاء في بيان لوزير الطاقة تيري آسلاند أنّ “الحكومة قرّرت أن تتخذ تدابير لتعزيز أمن البنى التحتية والمحطات الأرضية ومنصات الجرف القاري النرويجي”.

من ناحية أخرى، رفضت ستوكهولم وكوبنهاغن في هذه المرحلة الإشارة إلى أيّ جُناة محتملين.

انتقام 

وكان نورد ستريم 2 الذي اكتمل إنجازه في العام 2021، يهدف إلى مضاعفة القدرة على تصدير الغاز الروسي إلى ألمانيا. وقد تمّ تعليق تشغيله ردّاً على غزو أوكرانيا.

وأدّى التسرّب الأخير إلى إضعاف احتمال استئناف تسليم الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 في المستقبل القريب. فقد خفّضت “غازبروم” تدريجياً كمّيات الغاز التي يتم تسليمها، حتى تمّ إغلاق خط الأنابيب بالكامل في أواخر آب/أغسطس، كما ألقت باللوم على العقوبات الغربية في تأخير الإصلاحات اللازمة للمنشأة.

ويتّهم الأوروبيون الذين يعتمدون بشكل كبير على الغاز الروسي للتدفئة هذا الشتاء، موسكو باستخدام شحنات الغاز كوسيلة للضغط.

في هذه الأثناء، أشارت السلطات الدنماركية إلى أنّ هذه الحوادث ليس لها أيّ عواقب على سلامة أو صحة السكان المحليين، في الوقت الذي جرى فيه حظر الملاحة والتحليق قرب مواقع التسرّب.

كذلك، سيكون التأثير البيئي المباشر محدوداً، على الرغم من أنّ الغاز الطبيعي غير المحترق له تأثير قوي في إطار الاحتباس الحراري.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    هههههههه الإتحاد الأوروبي العنصري المنافق البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين يحذر روسيا، ما هذا العجب العجاب ????

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    سيكتشفون ان الفاعل هو استخبارات أمريكا في أوكرانيا ???

إشترك في قائمتنا البريدية