الجزائر- “القدس العربي”:
كشف السفير الروسي الجديد في الجزائر، فاليريان شوفايف، عن إمكانية زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للعاصمة الروسية موسكو قبل نهاية السنة الجارية، وتحدث عن موقف روسيا من رغبة الجزائر في الانضمام لمجموعة بريكس.
وأوضح السفير الروسي في أول ظهور إعلامي له بمقر سفارة بلاده بالجزائر، أن هناك قرارا مبدئيا لإجراء الرئيس تبون زيارة إلى روسيا قبل نهاية العام الجاري. وأشار إلى أن أحداثا تنتظر العلاقات بين الجزائر وموسكو في الأشهر المقبلة دون أن يمنح مزيدا من التفاصيل.
وفي مايو/أيار الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته للجزائر، إن البلدين يعتزمان التوقيع على اتفاقية تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين، مبرزا أن هذه الاتفاقية تستجيب للتطور السريع للعلاقات الودية بين الدولتين، ومن أجل الحفاظ على مستوى عال من التفاعل.
وفي موضوع التنسيق بين البلدين، أكد السفير الروسي أن موسكو لا تعترض على رغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”. وذكر في هذا السياق، أن الرئيس عبد المجيد تبون قد راسل نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول موضوع الانضمام.
أعلن تبون أن الجزائر تتوفر على شروط الانضمام لمجموعة دول “البريكس” بالنظر لكونها “قوة اقتصادية وسياسية”
وينظر في الجزائر باهتمام لإمكانية دخول مجموعة بريكس التي تضم أكبر اقتصاديات العالم خارج المنظومة الغربية، منذ أن أعلن الرئيس الجزائري نهاية شهر تموز/جويلية الماضي ذلك. وقال تبون إنه من الممكن الالتحاق بمجموعة دول “البريكس” بالنظر لكونها “قوة اقتصادية وسياسية”، معتبرا أن بلاده تتوفر على شروط الانضمام إليها.
ويرى فرحات آيت علي وزير الصناعة والمناجم السابق، أن الجزائر تمثل مرشحا جديرا بالالتحاق بالمجموعة في أقرب وقت. وأوضح في حوار مع جريدة “الخبر”، أن “هذا التكتل يسعى لاستقطاب دول ليست بفقيرة ولا بغنية كثيرا، بل بلدانا تنخرط في سياسة البديل عن الهيمنة الغربية ويكون لديها مؤهلات عدة بما فيها الجغرافية والعسكرية والسياسية والاقتصادية لتكون لبنة جديدة في المجموعة”.
وأبرز آيت علي أن “التكتل يضم حليفين تاريخيين وشريكين للجزائر يؤتمن جانبهما في عدة مجالات وهما الصين وروسيا، وشركاء آخرين لا إشكال لديهم في تقدم منظومتنا الاقتصادية توازيا معهم”، مشيرا إلى أن الانضمام في أقرب وقت لهذا التكتل سيسرع في إقامة شراكات مفيدة للجزائر.
من جانب آخر، صرح السفير الروسي أن زيادة الجزائر من إمدادات الغاز نحو أوروبا لا يمثل أي إشكال بالنسبة لبلاده، وهو موقف كان قد عبر عنه السفير الروسي السابق. وقال: “إن روسيا تتفهم رفع الجزائر إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد توقف الإمداد الروسي. كما أن هذه الجزئية لا تزعج روسيا، وإنما من حق شركائنا الاستفادة من الوضع الدولي، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الغاز”.
ويأتي تصريح السفير الروسي، في ظل تهافت المسؤولين الأوروبيين على الجزائر في الفترة الأخيرة، بحثا عن ضمان إمدادات أكبر من الغاز في ظل اقتراب فصل الشتاء وقطع روسيا إمداداتها بسبب تداعيات حربها مع أوكرانيا المسنودة من الاتحاد الاوربي.
صرح السفير الروسي أن زيادة الجزائر من إمدادات الغاز نحو أوروبا لا يمثل أي إشكال بالنسبة لبلاده
ومن أبرز الوافدين للجزائر قبل أيام، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي زار الجزائر وأجرى لقاء على انفراد مع الرئيس عبد المجيد تبون، صرّح بعده أن “التعاون في مجال الطاقة أساسي، نظرًا للظروف الدولية التي نعيشها جميعًا” معتبرا أن “الجزائر شريكً موثوق به ووفي وملتزم في مجال التعاون الطاقوي”. وتحاول دول مثل فرنسا وألمانيا الحصول على مزيد من إمدادات الغاز الجزائر، وتتفاوض حاليا شركة إنجي الفرنسية للرفع ب 50 بالمائة من وارداتها من الجزائر. وكانت إيطاليا أكثر الرابحين في صفقات الغاز الجزائرية، بعد أن ضمنت إمدادات بنحو 9 مليارات متر مكعب سنويا.
وسبق للرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الجزائرية توفيق حكار، أن صرح أن بلاده مهما رفعت من إنتاجها لا يمكنها تعويض الغاز الروسي المصدر لأوروبا. وانتظرت الجزائر فترة من الوقت، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أن تدرس طلبات رفع الإنتاج للدول الأوربية، حفاظا على حيادها بخصوص هذه الأزمة.
ليس وراء روسيا سوى الخراب. التاريخ هنا ليشهد..
و كأن امريكا ملاك من السماء
الحمد لله ..الجزائر في الطريق الصحيح بفضل الله اولا ثم بفضل رجالها المخلصون….